الأربعاء، 2 يوليو 2014

غـــــــــــــذاء الــــــــروح




نشعر بالتعب فنذهب ونستلقى على الفراش لنأخد قسطاً من الراحة
نشعر بالجوع فبديهياً نذهب إلى الطعام لنملىء تلك البطون الجائعة
نشعر بالعطش فنذهب للمياه حتى نروى ظمأنا
نشعر بأننا نريد الكاء فنبكى ونبكى سواء استحق أو لم يستحق البكاء هذا الذى نبكى من أجله
عندما نريد أن نتكلم عن أى شىء نجد من نتكلم معه 
عندما نريد أن نمتع أبصارنا نجد أمامنا تلك الفضائيات المليئة بالبرامج والمسلسلات
عندما نريد أن نغذى سمعنا نجد أمامنا تلك الأغانى الهابطة
ونظن هكذا بأننا نغذى أرواحنا ونمتع أنفسنا وعقولنا وقلوبنا



أين شبابنا وفتياتنا من غذاء الروح الحقيقى
نجد فى يومنا هذا أغلب الشباب والفتيات منهمكين أمام تلك الفضائيات التى ليس فيها ما يمتع الروح ولا يغذيها 
تلك الفضائيات التى لا تعطى إلا الخسران وتضيع الوقت 
ترى أغلب الشباب مندمج مع الأغانى التى لا تحمل للمعانى أى معنى ولا يوجد فيها من الأدب أو الجمال ما يتحف الروح 
وما يمتع العقل والقلب إلا للحظات تكاد لا تذكر
تراهم متلهفين على البرامج التلفزيونية التى لا تفيدهم فى شىء بل تذهب بأوقاتهم سدى
ويعتقدون بذلك أنهم قد يغذوا أرواحهم وقلوبهم وعقولهم

غـــــــــــــذاء الــــــــروح
هل سماع الأغانى ومتابعة المسلسلات الهابطة والأفلام يعتبر غذاءاً للروح
عندما نقول يارب عندما نذهب إلى الله بأرواحنا وعقولنا وقلوبنا ونطلب منه العون
عندما نسجد سجدة خشوع لله عندما نصلى ركعتي شكر لله
عندما نبدأ بقراءة القرآن 
عندما نستمع لشرح عن ديننا الاسلامى 
عندما نعمد للإبتعاد عن تلك التفاهات التى تسمى فضائيات وما بها من قذارات وإهانات للنفس البشرية

عندما نعطى أنفسنا ما يمتعها من هذه الأشياء السابق ذكرها
وما يتحفها من سماع وقراءة واستماع 
هنا يكون غذاء الروح
غذاء العقل
غذاء القلب
غذاء النفس
عن حق وعن متعة حقيقية وليس للحظات لا تذكر 

إن للروح غذاء كما للأبدان غذاء
غذاء الأبدان يكون بالطعام والشراب وحتى لو ذاد هذا الغذاء عن حده فيكون هنا هلاكاً للروح 
لأن غذاء الروح يكون بالعلم النافع كما قال سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
قَالَ: ((مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ 
وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً
أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ 
وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ))
رواه البخاري كتاب العلم، باب فضل من علِم وعلَّم، ومسلم 

غذاء الروح يأتى بأشياء كثيرة منها الصلاة الصوم الذكر تلاوة القرآن و الاستماع إليه
عمل ورد يومى ولو لفترة قصيرة من الوقت لتلاوة وقراءة القرآن الكريم
الاستماع إلى الأدعية والمواضيع الدينية الهامة التى تهم كل شاب وفتاة وكل رجل وإمرأة 
وكل طفل وطفلة فى يومنا هذا

الطيــــــــــــب فالطيب من غذاء الروح وقد حبب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا الطيب
لأن النفس ترتاح إلى الروائح الطيبة، ولها أثر في زيادة قوة البدن، ودفع التعب والكسل.
وقد علمنا أن للطيب خاصية جميلة فإن الملائكة تحبه ولكن الشياطين تنفر منه لأنها لا تحب إلا الرائحة النتنة الكريهة
من غذاء الروح العلم النافع والعمل الصالح
فلو تعلمنا العلم ونفعنا به غيرنا وعملنا الأعمال الصالحة لوجه الله خاصة 
يكون هذا غذاءاً لأرواحنا 
فلنترك كل ما يفسد أرواحنا ونبتعد عنه ونذهب إلى ما يغذيها ولنسقى قلوبنا بالماء الطاهر 
والعمل الصالح والعلم النافع حتى تكون قلوباً طاهرة نقية من أى شائبة أياً كانت صغيرة أو كبيرة
فلنعطى أرواحنا غذاءها حتى لا نعيش فى هم وكدر فى غمٍ وتعب وضيق
لأنه لا يستطيع أى شىء فى هذه الحياة من مال أو جاه أو ما شابه فى تغذية الروح مثل الأعمال التى ترضى رب العباد

 
الكلام عن غذاء الروح كثير ولا ينتهى ولكن أكتفى بهذا القدر من الكتابة وأتمنى أن يستفيد كل من يقرأ
هذا الموضوع ويفيد به غيره
وأتمنى التوفيق للجميع
بقلم الشلال المتدفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق