للعشر الأخيرة من رمضان خصائص ليست لغيرها من الأيام
فمن خصائصها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العمل فيها أكثر من غيرها.. ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها رواه مسلم
وفي الصحيح عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله
وفي المسند عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر
فمن خصائصها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العمل فيها أكثر من غيرها.. ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها رواه مسلم
وفي الصحيح عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله
وفي المسند عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر
فهذه العشر كان يجتهد فيها صلى الله عليه وسلم أكثر مما يجتهد في غيرها من الليالي والأيام من انواع العبادة : من صلاة وقرآن وذكر وصدقة وغيرها .. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشد مئزره يعني : يعتزل نساءه ويفرغ للصلاة والذكر ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحيي ليله بالقيام والقراءة والذكر بقلبه ولسانه وجوارحه لشرف هذه الليالي والتي فيها ليلة القدر التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر الله ماتقدم من ذنبه
وظاهر هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم يحيي الليل كله في عبادة ربه من الذكر والقراءة والصلاة والاستعداد لذلك والسحور وغيرها
وبهذا يحصل الجمع بينه وبين مافي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : ماأعلمه صلى الله عليه وسلم قام ليله حتى الصباح لأن إحياء الليل الثابت في العشر يكون بالقيام وغيره من أنواع العبادة والذي نفته إحياء الليل بالقيام فقط
ومما يدل على فضيلة العشر من الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله فيها للصلاة والذكر حرصا على اغتنام هذه الليالي المباركة بما هي جديرة به من العبادة فإنها فرصة العمر وغنيمة لمن وفقه الله عز وجل فلا ينبغي للمسلم العاقل أن يفوّت هذه الفرصة الثمينة على نفسه
وأهله فما هي إلا ليال معدودة ربما يُدرك الإنسان فيها نفحة من نفحات المولى فتكون ساعادة في الدنيا والآخرة
وأهله فما هي إلا ليال معدودة ربما يُدرك الإنسان فيها نفحة من نفحات المولى فتكون ساعادة في الدنيا والآخرة
لذلك وجب علينا إستغلال هذه الأيام المباركه كالتالى
1- الحرص على إحياء هذه الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر وقراءة القرآن وسائر القربات والطاعات ، وإيقاظ الأهل ليقوموا بذلك كما كان صلى الله عليه وسلم يفعل . قال الثوري : أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد
فيه ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك . وليحرص على أن يصلي القيام مع الإمام حتى ينصرف ليحصل له قيام ليلة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إنه من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة رواه أهل السنن وقال الترمذي
حسن صحيح
2- اجتهد في تحري ليلة القدر في هذه العشر فقد قال الله تعالى : لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ القدر:3 ومقدارها بالسنين ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر . قال النخعي : العمل فيها خير من العمل في ألف شهر . وقال صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر ما تقدم من ذنبه متفق عليه
وقوله صلى الله عليه وسلم إيماناً أي إيماناً بالله وتصديقاً بما رتب على قيامها من الثواب . واحتساباً للأجر والثواب وهذه الليلة في العشر الأواخر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان متفق عليه
وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : تحروا ليلة القدر في الوترمن العشر الأواخر من رمضان رواه البخاري
وهي في السبع الأواخر أقرب ، لقوله صلى الله عليه وسلم : التمسوها في العشر الأواخر فإن ضعف أحدكم أوعجز فلا يغلبن على السبع البواقي رواه مسلم . وأقرب السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين لحديث أبي بن كعب رضي الله
عنه أنه قال : والله إني لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين رواه مسلم
وهذه الليلة لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل تنتقل في الليالي تبعاً لمشيئة الله وحكمته
قال ابن حجر عقب حكايته الأقوال في ليلة القدر : وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأواخر وأنها تنتقل ... قال العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر
ليحصل الاجتهاد في التماسها ، بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها
وعليه فاجتهد في قيام هذه العشر الأواخر جميعاً وكثرة الأعمال الصالحة فيها وستظفر بها يقيناً بإذن الله عز وجل
والأجر المرتب على قيامها حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترط العلم بها في حصول هذا الأجر
3- احرص على الدعاء و الاعتكاف في هذه العشر ان استطعت . والاعتكاف : لزوم المسجد للتفرغ
لطاعة الله تعالى . وهو من الأمور المشروعة . وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم وفعله أزواجه من بعده، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله - عز وجل - ثم اعتكف أزواجه من بعده ولما ترك الاعتكاف مرة في رمضان اعتكف في العشر الأول من شوال ، كما في حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين
قال الإمام أحمد -رحمه الله - : لا أعلم عن أحد من العلماء خلافاً أن الاعتكاف مسنون والأفضل اعتكاف العشر جميعاً كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل لكن لو اعتكف يوماً أو أقل أو أكثر جاز . قال في الإنصاف : أقله إذا كان تطوعاً أو نذراً مطلقاً ما يسمى به معتكفاً لابثاً. وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله : وليس لوقته حد محدود في أصح أقوال أهل العلم
وينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والاستغفار والقراءة والصلاة والعبادة ، وأن يحاسب نفسه ، وينظر فيما قدم لآخرته ، وأن يجتنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا ، ويقلل من الخلطة بالخلق . قال ابن رجب : ذهب الإمام أحمد إلى أن المعتكف لا يستحب له مخالطة الناس حتى ولا لتعليم علم وإقراء قرآن ، بل الأفضل له الانفراد بنفسه والتحلي بمناجاة ربه وذكره ودعائه
1- الحرص على إحياء هذه الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر وقراءة القرآن وسائر القربات والطاعات ، وإيقاظ الأهل ليقوموا بذلك كما كان صلى الله عليه وسلم يفعل . قال الثوري : أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد
فيه ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك . وليحرص على أن يصلي القيام مع الإمام حتى ينصرف ليحصل له قيام ليلة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إنه من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة رواه أهل السنن وقال الترمذي
حسن صحيح
2- اجتهد في تحري ليلة القدر في هذه العشر فقد قال الله تعالى : لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ القدر:3 ومقدارها بالسنين ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر . قال النخعي : العمل فيها خير من العمل في ألف شهر . وقال صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر ما تقدم من ذنبه متفق عليه
وقوله صلى الله عليه وسلم إيماناً أي إيماناً بالله وتصديقاً بما رتب على قيامها من الثواب . واحتساباً للأجر والثواب وهذه الليلة في العشر الأواخر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان متفق عليه
وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : تحروا ليلة القدر في الوترمن العشر الأواخر من رمضان رواه البخاري
وهي في السبع الأواخر أقرب ، لقوله صلى الله عليه وسلم : التمسوها في العشر الأواخر فإن ضعف أحدكم أوعجز فلا يغلبن على السبع البواقي رواه مسلم . وأقرب السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين لحديث أبي بن كعب رضي الله
عنه أنه قال : والله إني لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين رواه مسلم
وهذه الليلة لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل تنتقل في الليالي تبعاً لمشيئة الله وحكمته
قال ابن حجر عقب حكايته الأقوال في ليلة القدر : وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأواخر وأنها تنتقل ... قال العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر
ليحصل الاجتهاد في التماسها ، بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها
وعليه فاجتهد في قيام هذه العشر الأواخر جميعاً وكثرة الأعمال الصالحة فيها وستظفر بها يقيناً بإذن الله عز وجل
والأجر المرتب على قيامها حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترط العلم بها في حصول هذا الأجر
3- احرص على الدعاء و الاعتكاف في هذه العشر ان استطعت . والاعتكاف : لزوم المسجد للتفرغ
لطاعة الله تعالى . وهو من الأمور المشروعة . وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم وفعله أزواجه من بعده، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله - عز وجل - ثم اعتكف أزواجه من بعده ولما ترك الاعتكاف مرة في رمضان اعتكف في العشر الأول من شوال ، كما في حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين
قال الإمام أحمد -رحمه الله - : لا أعلم عن أحد من العلماء خلافاً أن الاعتكاف مسنون والأفضل اعتكاف العشر جميعاً كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل لكن لو اعتكف يوماً أو أقل أو أكثر جاز . قال في الإنصاف : أقله إذا كان تطوعاً أو نذراً مطلقاً ما يسمى به معتكفاً لابثاً. وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله : وليس لوقته حد محدود في أصح أقوال أهل العلم
وينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والاستغفار والقراءة والصلاة والعبادة ، وأن يحاسب نفسه ، وينظر فيما قدم لآخرته ، وأن يجتنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا ، ويقلل من الخلطة بالخلق . قال ابن رجب : ذهب الإمام أحمد إلى أن المعتكف لا يستحب له مخالطة الناس حتى ولا لتعليم علم وإقراء قرآن ، بل الأفضل له الانفراد بنفسه والتحلي بمناجاة ربه وذكره ودعائه
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي
عَظَّمَ القرآنُ شأنَ هذه الليلة، فأضافها إلى (القدر) أي المقام والشرف ، وأي مقام وشرف أكثر من أن تكون خيرًا وأفضل من ألف شهر. أي الطاعة والعبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر
وألف شهر تساوي ثلاثًا و ثمانين سنة وأربعة أشهر، أي أن هذه الليلة الواحدة أفضل من عمر طويل يعيشه إنسان عمره ما يقارب مائة سنة ، إذا أضفنا إليه سنوات ما قبل البلوغ والتكليف
وهي ليلة تتنزَّل فيها الملائكة برحمة الله وسلامه وبركاته ، ويرفرف فيها السلام حتى مطلع الفجر
عَظَّمَ القرآنُ شأنَ هذه الليلة، فأضافها إلى (القدر) أي المقام والشرف ، وأي مقام وشرف أكثر من أن تكون خيرًا وأفضل من ألف شهر. أي الطاعة والعبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر
وألف شهر تساوي ثلاثًا و ثمانين سنة وأربعة أشهر، أي أن هذه الليلة الواحدة أفضل من عمر طويل يعيشه إنسان عمره ما يقارب مائة سنة ، إذا أضفنا إليه سنوات ما قبل البلوغ والتكليف
وهي ليلة تتنزَّل فيها الملائكة برحمة الله وسلامه وبركاته ، ويرفرف فيها السلام حتى مطلع الفجر
وفي السنة جاءت أحاديث جمة في فضل ليلة القدر، والتماسها في العشر الأواخر ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة : من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه رواه البخاري في كتاب الصوم
ويحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغفلة عن هذه الليلة وإهمال إحيائها ، فيحرم المسلم من خيرها وثوابها ، فيقول لأصحابه ، وقد أظلهم شهر رمضان : إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِم الخيرَ كله ، ولا يُحرم خيرها إلا محروم رواه ابن ماجه من حديث أنس ، وإسناده حسن كما في صحيح الجامع الصغير وزيادته -2247
وكيف لا يكون محرومًا من ضيع فرصة هي خير من ثلاثين ألف فرصة ؟
إن من ضيع صفقة كان سيربح فيها 100% يتحسر على فواتها أيّما تحسر، فكيف بمن ضيع صفقة كان سيربح فيها 3000000% ثلاثة ملايين في المائة؟!
أي ليلة هي ؟
ليلة القدر في شهر رمضان يقينًا ، لأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن ، وهو أنزل في رمضان ، لقوله تعالى : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ البقرة : 185
ليلة القدر في شهر رمضان يقينًا ، لأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن ، وهو أنزل في رمضان ، لقوله تعالى : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ البقرة : 185
والواضح من جملة الأحاديث الواردة أنها في العشر الأواخر، لما صح عن عائشة قالت : كان رسول الله يجاور في العشر الأواخر من رمضان ، ويقول : تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان متفق عليه ، اللؤلؤ والمرجان -726
وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم ، خرج إليهم صبيحة عشرين فخطبهم ، وقال : إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها - أو نسيتها - فالتمسوها في العشر الأواخر، في الوتر متفق عليه، المصدر نفسه - 724. وفي رواية : ابتغوها في كل وتر
نفسه 725
نفسه 725
ومعنى يجاور: أي يعتكف في المسجد ، والمراد بالوتر في الحديث : الليالي الوترية، أي الفردية، مثل ليالي: 21، 23، 25، 27، 29
وإذا كان دخول رمضان يختلف - كما نشاهد اليوم - من بلد لآخر ، فالليالي الوترية في بعض الأقطار، تكون زوجية في أقطار أُخرى، فالاحتياط التماس ليلة القدر في جميع ليالي العشر
ويتأكد التماسها وطلبها في الليالي السبع الأخيرة من رمضان، فعن ابن عمر: أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام ، في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت (أي توافقت) في السبع الأواخر، فمن كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر متفق عليه، عن ابن عمر، المصدر السابق -723. وعن ابن عمر أيضًا: "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز، فلا يُغلبن على السبع البواقي رواه أحمد ومسلم والطيالسي عن ابن عمر كما في صحيح الجامع الصغير 1242
والسبع الأواخر تبدأ من ليلة 23 إن كان الشهر 29 ومن ليلة 24 إن كان الشهر 30 يومًا
ورأي أبي بن كعب وابن عباس من الصحابة رضي الله عنهم أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان، وكان أُبَىّ يحلف على ذلك لعلامات رآها، واشتهر ذلك لدى جمهور المسلمين، حتى غدا يحتفل بهذه الليلة احتفالاً رسميًا
والصحيح : أن لا يقين في ذلك ، وقد تعددت الأقوال في تحديدها
وأرجحها كلها: أنها في وتر من العشر الأخير، وأنها تنتقل ، كما يفهم من أحاديث هذا الباب، وأرجاها أوتار العشر، وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ليلة إحدى وعشرين ، وعند الجمهور ليلة سبع وعشرين فتح الباري -171/5 ط . الحلبي
ولله حكمة بالغة في إخفائها عنا، فلو تيقنا أي ليلة هي لتراخت العزائم طوال رمضان، واكتفت بإحياء تلك الليلة، فكان إخفاؤها حافزًا للعمل في الشهر كله، ومضاعفته في العشر الأواخر منه ، وفي هذا خير كثير للفرد وللجماعة
وهذا كما أخفى الله تعالى عنا ساعة الإجابة في يوم الجمعة، لندعوه في اليوم كله، وأخفى اسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، لندعوه بأسمائه الحسنى جميعًا
روى البخاري عن عبادة بن الصامت قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر ، فتلاحى رجلان من المسلمين (أي تنازعا وتخاصما) فقال: "خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان ، فرفعت (أي من قلبي فنسيت تعيينها) وعسى أن يكون خيرًا لكم
-----------------------------------------------
علامات ليلة القدر
وقد ورد لليلة القدر علامات، أكثرها لا يظهر إلا بعد أن تمضى، مثل : أن تظهر الشمس صبيحتها لا شعاع لها ، أو حمراء ضعيفة......إلخ
ومثل : أنها ليلة مطر وريح ، أو أنها ليلة طلقة بلجة ، لا حارة ولا باردة ، إلخ ما ذكره الحافظ في الفتح
وكل هذه العلامات لا تعطي يقينًا بها، ولا يمكن أن تَطَّر د، لأن ليلة القدر في بلاد مختلفة في مناخها، وفي فصول مختلفة أيضًا، وقد يوجد في بلاد المسلمين بلد لا ينقطع عنه المطر، وآخر يصلي أهله صلاة الاستسقاء مما يعاني من المَحْل، وتختلف البلاد في الحرارة والبرودة ، وظهور الشمس وغيابها ، وقوة شعاعه ا، وضعفه ، فهيهات أن تتفق العلامات في كل أقطار الدنيا
ومما بحثه العلماء هنا: هل تعتبر ليلة القدر ليلة خاصة لبعض الناس، تظهر له وحده بعلامة يراها، أو رؤيا في منام، أو كرامة خارقة للعادة، تقع له دون غيره؟ أم هي ليلة عامة لجميع المسلمين بحيث يحصل الثواب المرتب عليها لمن اتفق له أنه أقامها، وإن لم يظهر له شيء
لقد ذهب جمع من العلماء إلى الاعتبار الأول ، مستدلين بحديث أبي هريرة: من يقم ليلة القدر فيوافقها.. رواية لمسلم عن أبي هريرة
وبحديث عائشة : أرأيت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟
فقال : قولي: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عني
رواه ابن ماجه والترمذي عن عائشة وفسَّروا الموافقة بالعلم بها ، وأن هذا شرط في حصول الثواب المخصوص بها
ورجح آخرون معنى يوافقها : أي في نفس الأمر، إن لم يعلم هو ذلك، لأنه لا يشترط لحصولها رؤية شيء ، ولا سماعه، كما قال الإمام الطبري بحق
وكلام بعض العلماء في اشتراط العلم بليلة القدر كان هو السبب فيما يعتقده كثير من عامة المسلمين أن ليلة القدر طاقة من النور تُفتح لبعض الناس من السعداء دون غيرهم. ولهذا يقول الناس : إن فلانا انفتحت له ليلة القدر ، وكل هذا مما لا يقوم عليه دليل صريح من الشرع
فليلة القدر ليلة عامة لجميع من يطلبها ، ويبتغي خيرها وأجرها، وما عند الله فيها ، وهي ليلة عبادة وطاعة ، وصلاة ، وتلاوة ، وذكر ودعاء وصدقة وصلة وعمل للصالحات ، وفعل للخيرات
وأدنى ما ينبغي للمسلم أن يحرص عليه في تلك الليلة : أن يصلي العشاء في جماعة ، والصبح في جماعة ، فهما بمثابة قيام الليل
ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة ، فكأنما صلى الليل كله رواه أحمد ومسلم واللفظ له ، من حديث عثمان ، صحيح الجامع الصغير -6341
والمراد : من صلى الصبح بالإضافة إلى صلاة العشاء، كما صرحت بذلك رواية أبي داود والترمذي: من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة ، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلةالمصدر السابق -6342
والله أعلم
-----------------------------------------------------
فضل ليلة القدر والحث على الاجتهاد فيها
الحمد لله فضّل شهر رمضان على غيره من الشهور، وخصه بليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، أما بعد:
قال الله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم} [الدخان 3، 4]، وقال تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر *سلام هي حتى مطلع الفجر} [القدر 1ـ5].
وهي في شهر رمضان المبارك لقوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} [البقرة 185] وترجى في العشر الأواخر منه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"متفق عليه [أخرجه البخاري رقم 2020، ومسلم رقم 1169]، فينبغي الاجتهاد في كل ليالي العشر طلبا لهذه الليلة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه"، وأخبر تعالى أنها خير من ألف شهر وسميت ليلة القدر لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة لقوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} [الدخان 4] وهو التقدير السنوي، وهو التقدير الخاص، أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، كما صحت بذلك الأحاديث، وقيل سميت ليلة القدر لعظم قدرها وشرفها
ومعنى قوله تعالى: {خير من ألف شهر} [القدر3] أي قيامها والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها، وطلبها في أوتار العشر آكد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اطلبوها في العشر الأواخر في ثلاث يبقين أو سبع يبقين أو تسع يبقين" [أخرجه البخاري رقم 2021، 2022 بلفظ قريب]،
وليلة سبع وعشرين أرجاها لقول كثير من الصحابة: إنها ليلة سبع وعشرين، منهم ابن عباس وأبي بن كعب وغيرهما، وحكمة إخفائها ليجتهد المسلمون في العبادة في جميع ليالي العشر، كما أخفيت ساعة الجمعة من يوم الجمعة ليجتهد المسلم في جميع اليوم، ويستحب للمسلم أن أن يكثر فيها من الدعاء، لأن الدعاء فيها مستجاب، ويدعو بما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، إن وافقتها فبم أدعو؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" رواه أحمد وابن ماجة[أخرجه الترمذي رقم 3513، وابن ماجة رقم 3850، والحاكم 1 / 530 وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي].
فيا أيها المسلمون: اجتهدوا في هذه الليلة المباركة بالصلاة والدعاء والاستغفار والأعمال الصالحة فإنها فرصة العمر، والفرص لا تدوم فإن الله سبحانه أخبر أنها خير من ألف شهر، وألف شهر تزيد على ثمانين عاما، وهي عمر طويل لو قضاه الإنسان كله في طاعة الله، فليلة واحدة وهي ليلة القدر خير منه، وهذا فضل عظيم، وهذه الليلة في رمضان قطعا وفي العشر الأخير منه آكد، وإذا اجتهد المسلم في كل ليالي رمضان فقد صادف ليلة القدر قطعا ورُجي له الحصول على خيرها.
فأي فضل أعظم من هذا الفضل لمن وفقه الله، فاحرصوا رحمكم الله على طلب هذه الليلة، واجتهدوا بالأعمال الصالحة لتفوزوا بثوابها، فإن المحروم من حُرم الثواب، ومن تمر عليه مواسم المغفرة ويبقى محملا بذنوبه بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاته فإنه محروم.
أيها العاصي تب إلى ربك واسأله المغفرة فقد فتح لك باب التوبة، ودعاك إليها وجعل لك مواسم للخير تُضاعف فيها الحسنات وتُمحى فيها السيئات فخُذ لنفسك بأسباب النجاة.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
حديث اليوم
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضى الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ " . رواه مسلم
" مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ " . رواه مسلم
قطوف
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :
"ولو فرغ العبد المحل (أي القلب) وهيأه وأصلحه لرأى العجائب،
فإن فضل الله لا يرده إلا المانع الذي في العبد، فلو زال المانع لسارع إليه الفضل من كل صـــوب".
خاطرة
وَتُوْبُوا إِلَى اللهِ جَمِيْعَاً
كَفَــى يَـانَفْــسُ مَـاكَانَـا كَفَــاكِ هَــوَىً وَ عِصْــيَانَا
كَفَـاكِ فَفِـي الحَشَـى صَـوْتٌ مِــنْ الإشْــفَاقِ نَادَانَــا
أَمَـا آنَ الَمــآبُ ؟ بَلَـــى بَلَــى يَــانَفْـس قَـدْ آنـا
سِـيَاطُ التَّـوْبِ تَزْجُرُنِــي فَـأَحْنِي الــرَّأْسَ إِذْعَانَـا
وَأَطْــرُقُ وَالَحشَــا يَغْلِـي بمــَا أسْــرَفْتُ نِيْرَانَــا
وَأَطْــرُقُ وَالَحشَــا يَغْلِـي بمــَا أسْــرَفْتُ نِيْرَانَــا
أصِـيْحُ بِتَـوْبَتِي نَـدَمَاً كَفَـى يَـانَفْـسُ مَـاكَانَـا
إلى متى الهرب من مولاك ؟ إلى متى الفرار ممن مردك إليه ؟ فضيفك قد قارب على الرحيل ، ولم تحدث بعد توبة ؟
(( فشهر رمضان ما يزال فيه متسع ، وفيه بقيته للعابدين مستمتع ، وهذا كتاب الله يتلى ويسمع ، فلا قلب يخشع ،ولا عين تدمع ، تراكمت عليك الذنوب ؛ فلم تعد تسمع ؟ أقلبك كالحجارة ، أم أشد قسوة ؟ كم مر عليك رمضان ،وحالك حال أهل القسوة ؟ ))
أما تتوب ، أما آن الرجوع ؟ أما تذل ، ألا تخضع ؟
أتى رمضان ، ومعه مفاتيح الغفران ، فإن أخذت بها ؛ فزت ونجوت ، وإن أعرضت خبت وخسرت .
(( رَغِمَ أَنْفُ مَنْ أَدْرَكَهُ رَمَضانُ ؛ فَلَمْ يُغْفَرُ لَهُ )) تب عما مضى ، وأصلح ما بقي بالتوبة والاستغفار ، ودونك ليلة خير من ألف شهر ؛ أعد العدة لها ، وتأهب للظفر بها ؛
(( فَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيْمَانَاً وَاحْتِسَابَاً ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )) فارقبها في أوتار العشر ؛
فوالله لئن حرمتها ؛ فقد حرمت خيراً كثيراً ؛ فقم وألهج بالثناء ، والدعاء ، ونادي :
(( اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌ تُحِبُّ العَفْوَ ؛ فَاعْفُ عَنِّي )) .
اللهم بلغنا جميعاً ليلة القدر
منقول
للإفاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق