الأحد، 14 مايو 2017

واجب المسلم تجاه السنة النبوية


[ واجب المسلم تجاه السنة النبوية ]
" أحمد سعد الدين "

نرى أنه على المسلم المعاصر بعض الواجبات
تجاه السنة النبوية منها:
 أولاً: اعتقاد حُجيتها:
 أول ما يجب علينا تجاه السنة النبوية أن نعتقد حجيتها، وأنها المصدر
الثاني للتشريع بعد كتاب الله جل وعلا، والبعْدية هنا في الفضل، أما في
الاحتجاج فحجية السنة كحجية الكتاب ومن واجبنا أن نعتقد أن كليهما
وحي من عند الله جل وعلا. فعن حسان بن عطية قال: "كان جبريل ينزل
على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن".
وقال تعالى:

 {وَأَنزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ
وكان فضل الله عليك عظيمًا}
 سورة النساء:113.

 وقال تعالى:

{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى . إِنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}
سورة النجم: 3 -4؛

ولذا عنون الخطيب -في "الكفاية"- بقوله: ما جاء في التسوية بين حكم
كتاب الله وحكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي السنن
 عن المقدام بن معد يكرِب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

( ألا إني أُوتيت القرآن ومثله معه، ألا لا يوشك رجل شبعان
 على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه حلالاً
فأحلوه، وما وجدتم فيه حراما فحرموه،
 ألا وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله )،

 والأدلة على حجية السنة كثيرة مشهورة، والكلام في ذلك يطول
 فنكتفي بهذه الإشارة الموجزة الواضحة.

ثانياً: عدم معارضتها بآراء الرجال وأذواقهم،
والذبّ عنها وردّ شبهات المنافقين واللادينيين؛
فالواجب تقديم النقل على العقل، وفي الحقيقة ليس
في السنة الصحيحة ما يعارض العقل الصحيح أو صريح المعقول وحيثما
توهمنا التعارض في الظاهر فلنعلمْ -دون تردُّد- أن الحق ما جاءت به
السنة الصحيحة وأن العقل -لا محالة- سيدرك ذلك عاجلا أو آجلا. فالسنة
لا تُعارَض بآراء الرجال، ولكن ليس معنى ذلك أن المرء -لأول وهلة- إذا
قرأ حديثا يخالف أقوال العلماء يتجرأ، ويقول: هؤلاء العلماء خالفوا
الحديث، ولا يكلف نفسه أن يعرف مستند العلماء ووجه قولهم؛ فهذا
التصرف من الجهل والتطاول على أهل العلم، وإنما المقصود أن المسلم
إذا بحث في معنى الحديث، وقول مَن خالف الحديث من العلماء، واجتهد
في ذلك فظهر له أن الحديث كما فهمه، وأن العلماء قرروا ما فهمه
 ومَن خالف لم يظهر لمخالفته وجه راجح، فحينئذ عليه الأخذ بالحديث
دون قول مَن خالفه. أما أن تكون المسألة مجرد تسرُّع وتطاول على
العلماء مع الجهل بوجه الحديث وعدم تكليف النفس الوقوف على تفسيره
عند السلف والعلماء فهذا شذوذ وإفساد وليس تمسكا بها.

 ثالثاً: بذل الأسباب لحفظها من الضياع:
وحفظ السنة من الضياع أمر تكفل به رب العزة جل وعلا حين قال:

 {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
سورة الحجر:9،

ولكن ذلك لا يعفينا من السعي في حفظها كما سعى الصحابة في حفظ كتاب
الله من الضياع والتحريف، مع أن الله جل وعلا متكفل بحفظه،
ومن ثم جمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن وكتب عثمان رضي الله عنه
المصاحف، وكما اهتم الصحابة رضوان الله عليهم بحفظ كتاب الله
 جل وعلا فكذا كانت عنايتهم شديدة بالسنة والمحافظة عليها ولنا فيهم
أسوة حسنة. لقد كان سعيهم في حفظها من الضياع بوسيلتين، هما الحفظ
والتدوين، ولكل منهما دوره في حفظ السنة، فإنه إذا فُقد الرجال الحفاظ
بقيت المخطوطات والكتب، فيحملها قوم من جديد، وإذا فقدت المخطوطات
والكتب بقي الرجال يحملون السنة في صدورهم، فيمكن كتابتها من جديد.

رابعاً: الاجتهاد في تنقيتها من الكذب
 وتمييز صحيحها من ضعيفها:
وهذا الواجب -وهو تحقيق الحديث النبوي- فرض كفاية، ولا يزال ملقى
على عاتق الأمة منذ وقوع الفتن في الصدر الأول وإلى الآن. وليس
مطلوباً من المشتغلين بعلم الحديث أن يكفّوا عن مواصلة جهودهم
 في هذا الشأن والاستفادة من مشايخه، كلا، وإنما المطلوب ألا ينسوا
دورهم في قيادة الأمة، وفي حفظ عقيدتها وشريعتها في الواقع العملي
 من المسخ والتحريف.

خامساً: تدارسها والسعي إلى نشرها وإحيائها
وتبصير الناس بها:
فينبغي أن يشيع بيننا دراسة الحديث النبوي الشريف وفهمه، وليكن ذلك
في بيوتنا وفي مساجدنا، كلٌّ حسب طاقته، فقد يلتقي البعض على دراسة
"الأربعين النووية"، ويقرأ آخرون في "رياض الصالحين"، وآخرون
يتدارسون "جامع العلوم والِحكَم"، وآخرون يتدارسون كتب السنة
كالصحيحين وغيرهما. ثم ينبغي لمن وعى ذلك أن يسعى في نشره
وتبصير الناس به كما في الحديث الصحيح عند أبي داود والترمذي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

( نضر الله امرءاً سمع مقالتي ووعاها فأداها
كما سمعها فَرُبَّ مبلغ أوعى من سامع)

 ويلحق بذلك إحياء السنن المهجورة وحث الناس عليها، وإحياء السنن
المهجورة هو المقصود في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
 عند مسلم وغيره:

(مَن سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها
بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء..)

، فالحديث وارد في إحياء سنة وحث الناس عليها، وقصته أن قوما
فقراء مخرقي الثياب قدموا المسجد، فقام رجل من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فتصدق عليهم فتبعه الناس واقتدوا بفعله،
 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الحديث مُثنياً على ذلك الرجل.

لكن توجد هنا ملاحظة:
 وهي مراعاة التدرج والرفق في إحياء هذه السنن، فبعض الناس
قد يستنكرون -بشدة- بعض السنن بعدما قضوا دهرا طويلاً من أعمارهم
لم يسمعوا بها، وحينئذ ينبغي أن يكون موقفناً وسطاً بين طرفين، بين مَن
يتجاهل هجران تلك السنة ويرى عدم المحاولة في هذه الحالة، ومَن يريد
تغيير هذا الهجران بشدة -أو على الفور- مهما أدى إليه من فتنة أو نفور
أو وحشة بين الناس وحَمَلة السنة، فالأول متقاعس عن القيام بدوره نحو
السنة، والآخر أراد القيام بدوره، لكن دون فقه، كمن يبني قصراً ويهدم
مِصراً، فليس كل مَن ابتغى خيراً أقدم عليه دون نظر في العواقب، وإلا فكم
أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فعل خير ولكن توقفوا دفعاً
لشر أو مفسدة أكبر، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة
 رضي الله عنها:

لولا قومك حديث عهدهم -قال ابن الزبير:
 بكفر- لنقضت الكعبة، فجعلت لها بابين، باب يدخل الناس،
وباب يخرجون، ففعله ابن الزبير )

. ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه لما أتم عثمان رضي الله عنه
الصلاة بمِنى، وكان ابن مسعود يريد السنة، وهي القصر إلا أنه أتم
الصلاة وراءه قائلا: "الخلاف شر"، إلى غير ذلك من الأمثلة.
والمقصود هو الحرص على إحياء السنة، لكن مع التدرج واتقاء الشرور
التي ربما يكون دفْعها أحب إلى الله تعالى من الإتيان بتلك السنة.

سادساً: التمسك بها والتزامها، علماً واعتقاداً،
 وعملا وسلوكاً والتحلي بأخلاق أهلها:
 وهذا هو المقصود لذاته من حفظ السنة ودراستها، فالعلم يراد للعمل
وسعادة العبد في الدنيا والآخرة في التمسك بما في كتاب الله تعالى وسنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلحق بها ما سنَّه الخلفاء الراشدون
لقوله صلى الله عليه وسلم:

( فإنه من يعشْ منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عَضّوا عليها
بالنواجذ، وإياكم ومحدثاتِ الأمور؛ فإن كلَّ بدعة ضلالة )

. وقال صلى الله عليه وسلم:

( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا،
كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض )،

 وقال صلى الله عليه وسلم:

( تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة،
قالوا: مَن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي )

. فمن أعظم التمسك والعمل بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم الرجوع
إليها مع كتاب الله تعالى عند التنازع وردّ الأمور إليها، لا إلى قوانين
 البشر، ولا يتحقق إيمان لأحد إذا لم يكن احتكامه للكتاب والسنة،
 قال تعالى:

 {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللهِ وَالرَّسُولِ
إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخرِ}
سورة النساء:59،

 وكما قال العلماء فالرد يكون إليه صلى الله عليه وسلم في حياته
 وإلى سنته بعد مماته، وقال تعالى:

{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجرَ بَيْنَهُمْ
 ثُمَّ لا يَجدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
 سورة النساء:65،

وقال جل وعلا:

 {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا
 أَن يَكُونَ لَهُمُ الخيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ
 فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا}
 سورة الأحزاب:36.

 قال ابن سِيرين: "كانوا -أي الصحابة- يتعلمون الهدى (أي السيرة
والهيئة والطريقة والسَّمْت) كما يتعلمون العلم". وقال بعضهم لابنه:
"يا بني لأن تتعلم باباً من الأدب أحب إليَّ من أن تتعلم سبعين باباً من
أبواب العلم". وقال أبو حنيفة: "الحكايات عن العلماء أحب إليَّ من كثير
من الفقه؛ لأنها آداب القوم وأخلاقهم". وقال الحسن البصري رحمه الله:
"إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنتين ثم السنتين".
وقال ابن المبارك رحمه الله: "تعلمت الأدب ثلاثين سنة، وتعلمت العلم
عشرين سنة". وعن الحسن قال: "كان طالب العلم يرى ذلك في سمعه
وبصره وتخشعه". ونختم بقول الشافعي رحمه الله: "ليس العلم ما حُفظ،
العلم ما نَفع".
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
--- --- --- --- --- ---
و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم و أجَلّ
 

صدق الله العلى العظيم و صدق رسوله الكريم

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

الاثنين، 13 مارس 2017

لئن شكرتم لأزيدنكم



لئن شكرتم لأزيدنكم


    علي بن راشد المحري المهندي
    الله سبحانه وتعالي خالقنا والمتفضل علينا بالنّعم والمغدق علينا بالعطايا والمنن،لذا وجب على العباد الشكر والثناء لعظيم منِّه وكرمه وفضله عليهم،
    والشكر والثناء على الله تعالي حق له على عباده وليس تفضلا أو أدبا منهم، بل واجب لله عليهم، ويتحقق ذلك بعدة مراحل
    أولها: شكر القلب وثنائه ورضاه بنعم الله عليه، وذلك في كل الأحوال يستشعر القلب قيمة النعم التي أنعمها الله عليه، وأن يخضع ويطمئن وينعقد على الاعتراف بأن المنعم بهذه النعَم الجليلة هو الله وحده لا شريك له ، قال تعالى: (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ) النحل/ 53.
    ثانيا: شكر اللسان، وهو أن يلهج لسانك دائماً بذكر الله وشكره والثناء عليه يقول الله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) الضحى/ 11.
    فإظهار النعم والتحدث بها والاعتراف بفضل الله تعالى من الشكر، كما أن الشكوى والتسخط وإنكار نعم الله الكثيرة من كفران النعم الذي توعد الله أصحابه بالعذاب الشديد.
    (6) (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد).
    سُوَرة إبراهيم
    فنحذر جميعا من قولنا إذا سألنا أحد كيف حالك يقول لك لاجديد ليس كل من مر بضائقة أو سٌلب نعمه أن يستكثر الشكر والحمد لله تعالى، فهو سبحانه مع الابتلاء يترك لك الكثير من النعم.
    فلا تنظر إلى ما فقدت، ولكن انظر ما أبقى الله لك، فنعم الله كثيرة، كما قال سبحانه : {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} سورة النحل-١٨
    فَلَو نظر كل منا حوله كيف تتغير الأحوال وتتبدل النعم بين عشية وضحاها، فإذا نظرنا إلى دول الجوار وما حلّ بها خراب ودمار وما حلّ بشعوبها من الفقر والخوف، لشكرنا الله على ما نحن فيه من النعم ولنبذل ولنتصدق ولنساهم في نجدة وإغاثة إخواننا، فالمال مال الله والفضل له سبحانه.
    ثالثا: شكر الجوارح
    وشكر الجوارح يكون بانشغالها وعملها في طاعة الله وكفها عن ما نهى الله عنه، فالمسلم الحق هو الذي يحرص على طاعة ربه والعمل لمرضاته، واجتناب المعاصي مخافة غصب الله تعالى.
    فهو بذلك يحقق منزلة من منازل الشكر لله تعالى فلنقتدِ في الشكر والحمد بأبو البشر آدم عليه السلام، فجاء في الحديث عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال « لما خلق الله آدم عطس، فقال: الحمد لله، فقال له ربه: رحمك ربك يا آدم» صححه الألباني.
    وكم من أمم وشعوب أنعم الله عليهم بفيض من النعم والبركات فلم يؤدوا شكرها ولم يحمدوا الله عليها وكفروا هذه النعم بحجودهم، فسلبهم الله نعمه وأذاقهم الجوع والخوف، يقول الله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) 112/النحل.
    فيا أيها المسلم تعاهد نعم الله عليك بالشكر والحمد يبارك الله لك فيهاويزيدك منها.
    إذا كنـت في نعمـة فارعـها
    فإن الذنـوب تـزيل النعـم
    وحطهـا بطاعة رب العبـاد
    فرب العـباد سريـع النـقـم
    اللهم أدم علينا النعم واجعلنا من الشاكرين، وأدم نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار بقدرتك ياعزيز ياغفار.

    الأحد، 26 فبراير 2017

    نصائح صحية من السنة النبوية

    الإسلام هو دين كل زمان ومكان . وهو النظام المثالي للقيم الزمنية .
     من خلال ممارسة تعاليم الإسلام في جميع أنحاء العالم . الحمد لله
     على نعمة الاسلام ، لم يترك الاسلام شيئا إلا وتحدث عنه ليكون لنا
    الموسوعة الكبيرة التي لا نجهل بعدها ابدا من القرآن الكريم والأحاديث
    النبوية وغيره من المصادرة الهامة في حياتنا .

    كل كلمة من القرآن هي في الواقع تجربة من واقع عظيم وناتج عن العلم
    والمعرفة التي لا حدود لها وآفاقها التي تتوسع باستمرار من خلال الكشف
    عن المعلومات الجديدة وفقا للمعرفة القرآنية التي تنطوي على جميع
    فروع العلوم والدين والتكنولوجيا والزراعة والهندسة والطب .
    هو بالتأكيد معجزة ديننا المقدس الذي يتوسع في جميع
    فروع المعرفة الإنسانية .

    هناك العلاقة المتبادلة الكبيرة بين الطب الحديث وبعض التعاليم الإسلامية
    . فالمبادئ التوجيهية التي وردت في القرآن الكريم والسنة بتعزيز الصحة
    الجسدية للإنسان وقد أثبتت حسب الأصول من قبل سنوات من البحث
    العلمي الطبي للحديث في جميع أنحاء العالم ,منها :

     الصلاة والتمارين :
    نحن نأكل ثلاث مرات يوميا ونحتاج لممارسة تمارين لتخفيف الكولسترول
    في الجسم والتي تزيد في الدم بعد الوجبات ، ويثخن ذلك ويؤدي إلى
    ترسب فتحة في الشرايين . الصلاة هي المساعد الكبير في الحفاظ على
    صحتنا الجسدية ليبقي جسمنا نشط ، كما تساعد على الهضم ويخلصنا
     من الأمراض من خلال الممارسة المتوازنة .

    أنها تساعد على دوران الدم وأيضا التخفيف من الأثر السيئ للكولسترول
    . كما تلعب صلاة تلعب دورا حيويا في العمل كإجراء وقائي ضد النوبات
    القلبية ، من الشلل ، الشيخوخة المبكرة ، والخرف ، داء السكري الخ

    أداء الصلوات يعمل على
     تنشيط مجموعات مختلفة من العضلات أثناء أداء الصلوات . خلال
    السجدة يتمدد الدم إلى الدماغ ويتحسن . الصلاة هي إحدى الطرق المفيدة
    لتقوية عضلات المفاصل في الركبة لتخفيف الضغط على الركبتين
    من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أثناء صلاة .

     القلب :
    هذا الجهاز الحيوي من الجسم يجب أن يكون دائما في صحة جيدة وفعال
    ، لأنه مسؤول عن الدورة الدموية . أما مريض القلب ينعكس مرضه على
    صحته عاماً . هذه المعرفة التي حصلنا عليها بعد قرون من البحث العلمي
    ، قد اطلعنا عليها نبينا محمد (صلي الله عليه وسلم) من قبل ألف
    وأربعمائة سنة .

    القيلولة :
    كانت هذه العادة من نبينا المبارك ، للنوم لفترة من الوقت بعد الغداء .
    هذا قيلولة القصيرة تزيد تنشيط الأعضاء الحيوية في الجسم
     مثل القلب والدماغ .

     الاعتدال في الغذاء :
    كلا من القرآن والسنة يدعوا إلى اعتدال في الغذاء .

    في آية 31 من سورة الأعراف :

    (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
     الأعراف/31 

      
    وقوله صلى الله عليه وسلم:
    ((بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه))

    وعن الْمِقْدَامَ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قال:
     سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ:
    ( مَا مَلأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرٌّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ
     يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتِ الآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ
    وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ )
     * ورواه الإمام أحمد في مسنده عن نفس الصحابي

    لقد ثبت بالدليل القاطع أن الإفراط في تناول الطعام هو السبب الجذري
    للعديد من الأمراض وأيضا المسؤول عن الشيخوخة المبكرة . و السمنة ،
    ويهيئ لأمراض خطيرة مثل مرض السكري ، وارتفاع ضغط الدم ومرض
    القلب التاجي والشلل .
     اثبتت الدراسات ان :
    القرآن والسنة قدما اعجاز فاق كل الاجتهادات العلمية ، لإثبات حقائق
    صحية وعلمية من قرون ومازالت الابحاث تجتهد وتكتشف الكثير .
    واثبتت ان الإفراط في تناول الطعام ، يؤثر على الخلايا الخاصة
    في البنكرياس (جزر لانجرهانز) وعلى العمل في تلبية الطلب المتزايد
    على الأنسولين . مع تلك الخلايا التي قد تتعب ، وتسبب الضمور .
    ويسبب ايضا الشلل ، وأمراض القلب التاجية والشيخوخة المبكرة:
    الشلل هو نتيجة طبيعية لحجب شريان في الدماغ ، وينبغي أن يحدث هذا
    في قلب النتائج إصابة عضلة القلب . يتم تثبيت الشيخوخة المبكرة عند
    غالبية الشرايين في الجسم على ضاقت .

    وقد ورد ذكر الزيتون في القرآن الكريم مرارا وتكرارا ، وتظهر
    الإحصاءات أن النوبات القلبية تحدث أكثر في شمال إيطاليا حيث
    الاستخدام الرائد للزبدة والسمن النباتي في الطهي .



    قصة طريفة، وحوار جرى بين طبيب ألماني، وصحفي مسلم، في إحدى مستشفيات ألمانيا. قال الطبيب الألماني للصحفي المسلم: ما سبب تأخر المسلمين عن الحضارة والنهضة؟ فأجابه الصحفي المسلم – طبعا مسلم بالهوية -: إن سبب تأخر المسلمين هو الإسلام!! ‍‍‍‍فأمسكه الطبيب من يده، وذهب به إلى جدار قد علقت عليه لوحة، فقال له: اقرأ الكلمات المكتوبة على هذه اللوحة، فإذا فيها الحديث الشريف الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، .....الحديث)).

    وعند نِهاية الحديث قد كُتب، القائل: محمد بن عبد الله!!! 
    فقال الطبيب الألماني للصحفي المسلم: أتعرف هذا؟ قال: نعم هذا نبينا.. 
    فقال له: نبيكم يقول هذا الكلام العظيم، وأنت تقول: إن سبب تأخركم هو الإسلام!! 
    وختم الألماني الحوار بقوله: للأسف إن جسد محمد عندكم، وتعاليمه عندنا؟!. 

    منقول