الكلمة الحُلوة جسر المحبة بين الزوجين
كلما شكر الزوج زوجته على جهد بذلته، وكلما امتدحت الزوجة زوجها على عمل قام به، كلما توثقت جذور المحبة بين قلبيهما.
لا شك أن الكلام الطيب اللين من أعمق الوسائل أثرًا في إمالة القلوب وكسب ودها؛ لذا نجد المولى سبحانه وتعالى يوصينا بأن ننتقي أطيب الكلمات، وأن نختار أجمل الألفاظ وأرق العبارات عند حديثنا مع الآخرين،
وذلك في قوله تعالى:
{وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}
[الإسراء: من الآية 53].
ويدعونا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الالتزام بذلك التوجيه القرآني، بل ويرغبنا في التمسك به، حين قال: «الكلمة الطَّيبة صدقةٌ» (أخرجه البخاري).
وإذا كان هذا مطلوبا عند التعامل مع عموم الناس، فإنه يكون بين الزوجين ألزم وأولى، فالكلمة الطيبة والمدح والثناء بينهما من الأمور التي تسعدهما، وتمنح الحياة الزوجية حيوية وتجددا، فكلما شكر الزوج زوجته على جهد بذلته، وكلما امتدحت الزوجة زوجها على عمل قام به، كلما توثقت جذور المحبة بين قلبيهما.
ثناء متبادل
النبي صلى الله عليه وسلم يضرب لنا المثل والقدوة في مدح الزوجة، فيقول في زوجته عائشة رضي الله عنها: «فضل عائشة على النساء كفضل الثَّرِيد على سائر الطَّعام» (أخرجه البخاري). بل إن النبي صلى الله عليه وسلم يمتدح زوجته خديجة رضي الله عنها ويعدد فضائلها حتى بعد وفاتها بقوله: «آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس» (أخرجه أحمد).
وكذلك فإن زوجاته صلى الله عليه وسلم يضربن لنا المثل والقدوة في مدح الأزواج والثناء على ما فيهم من خصال الخير، فنجد السيدة خديجة رضي الله عنها تمتدح النبي صلى الله عليه وسلم قائلة: "واللَّه ما يُخزِيك اللَّه أَبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتَكسِب المَعدوم، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" (أخرجه البخاري).
وعلى نفس المنوال، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها، وهي تمتدح النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن قصت عليه قصة أبي زرع: "بأبي وأمي، لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع" (أخرجه النسائي في سننه).
وهذا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يعبر عن إعجابه بزوجته السيدة فاطمة رضي الله عنها وقد دخل عليها وهي تستاك، فأنشد قائلاً:
ظفرتَ يا عود الأراكِ بثغرها *** أما خفتَ يا عود الأراكِ أراكَ
لو كنتَ من أهل القتالِ قتلتُك *** لم ينجُ مني يا سواك سواك
وهكذا ينبغي أن يحرص كل زوجين على أن يمتدح كل منهما الآخر، فيكون ثناء المرأة على زوجها بأن تمتدح رجولته وشجاعته، وإقدامه في المواقف العصيبة، وتمتدح ما يشتريه من طعام أو شراب أو ملابس أو غير ذلك، وتمتدح ما يبذله من جهد وعمل لتوفير حياة كريمة، وأن تعدد سماته الطيبة، من طيبة قلب وتسامح وحكمة.. إلخ.
ويمتدح الرجل في امرأته جمالها وزينتها وعطرها وأنوثتها وحياءها،
ونظافة البيت بفضلها، وجودة طعامها، وبذلها الجهد في تربية الأبناء..إلخ.
ونظافة البيت بفضلها، وجودة طعامها، وبذلها الجهد في تربية الأبناء..إلخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق