الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

طريقة إبداعية لحفظ الأدعية والأذكار الصحيحة

طريقة إبداعية لحفظ الأدعية الصحيحة
لا يوجد شيء بعد كلام الله أفضل من كلام رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه طريقة تساعدك على
 حفظ الأدعية والأذكار بأسلوب سهل وميسر....

ربما لا يدرك الكثيرون أهمية حفظ الدعاء، ويغيب عنهم
 قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: 
 ( الدعاء هو العبادة ).

ومن هنا فقد رأيتُ أن أكتب تجربتي في حفظ الأدعية والأذكار الصحيحة
التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يرددها بل ويكثر من تكرارها.
فالذي يتأمل حياة النبي الكريم يرى بأن حياته مليئة بالدعاء، ففي
كل حركة أو فعل نجده يدعو دعاءً يناسب هذا العمل. وحتى في أدق
التصرفات لم يغفل النبي عن الدعاء،

ولكن السؤال: لماذا كل هذا الاهتمام بالدعاء؟
لكي ندرك أهمية الدعاء ينبغي أن ندرك فوائده وأسراره ونتائجه، وماذا
يحدث أثناء الدعاء، وكيف يستجيب الله دعاءنا، ولذلك ينبغي أن ننظر إلى
"حفظ الدعاء" على أنه مشروع له أسس وقواعد وكلما كان اهتمامنا
أكبر كان المشروع أكثر نجاحاً.

لماذا ندعو الله تعالى؟
1- عندما تدعو الله يجب أن تدرك بأن الله قريب منك،
بل هو أقرب إليك من نفسك.

2- يجب أن تتصور أن الله تعالى يراك في كل لحظة ويسمع كل كلمة
تقولها، ولذلك يجب ألا يغيب عنك هذا الموضوع وأنت تدعو الله.

3- يجب أن تدرك أن الله الذي خلق الكون وخلق البحار والجبال وخلق
المجرات ... قادر على أن يعطيك ما تطلب، وقادر على أن يشفي مرضك
أو ينجيك من السوء أو يرزقك من حيث لا تحتسب.

4- جميع الأنبياء كانوا يلجأون إلى الدعاء في الأوقات الصعبة، ولكل نبي
دعوة خاصة به، والله تعالى علمنا كيف ندعوه بخوف وطمع 
فقال: 
{ وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }
 [الأعراف: 56].

5- الدعاء هو أفضل وسيلة لعلاج الأمراض! لأنك تشعر بالقرب من
خالقك أثناء الدعاء، وهذا يبعد عنك ألم المرض ويبعد عنك اليأس
والخوف، لأنك لجأت إلى رب قوي قادر على شفائك.

6- الدعاء يساعدك على اتخاذ القرارات الصحيحة.

7- الدعاء يساعدك على تطوير قدراتك الفكرية وعلى الإبداع
والتفكير السليم والقدرة على التذكر.

8- الدعاء يرفع النظام المناعي لأجهزة الجسم ويعالج الأمراض النفسية
وبخاصة الحزن والخوف،
لأن الله تعالى يقول: 
{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
 [يونس: 62-64].

9- حفظ الدعاء وتكراره عند كل مناسبة سوف يجعلك سعيداً ويزيل عنك
الهموم والتوتر لأنك ستشعر بالقوة والقرب من الله جل وعلا، وسوف
تتأثر بكلمات الدعاء والمعاني العظيمة التي تحملها، فتشعر بالطمأنينة
وتدرك أن الدنيا لا تساوي شيئاً.

10- ينبغي أن تلجأ إلى الدعاء في كل الظروف: في حالة المرض، وفي
حالة قلّة الرزق، والخوف والحزن، وحتى في حالة الفرح والسرور
 لأن المؤمن إذا أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإذا أصابته ضراء
صبر فكان خيراً له.

ينبغي عليك أن تعرف
 طريقة عمل الذاكرة، فالذاكرة نعمة من نعم الله تعالى، سخرها لنا لنتعلم
ونحفظ ونكرر وبالتالي نتواصل مع الآخرين، وهذه الذاكرة تعمل بطريقة،
 رائعة ليس بالتكرار فحسب بل بالتأمل والتدبر والفهم ومعالجة المعلومات
 ولذلك يجب أن نفهم الدعاء ونتفكر فيه ونخشع أثناء قراءته، بل
ونتصور أن الاستجابة قريبة، ونعلم بأننا ندعو رباً كريماً سميعاً
بصيراً قادراً على الاستجابة.

إن أفضل طريقة لحفظ الأدعية أن تربط كل دعاء بمناسبة. فمثلاً هناك
أدعية ينبغي أن تكررها كل يوم في مناسبات محددة.

ذكر رائع
هناك ذكر رائع أفضل من الدنيا وما فيها،
يقول صلى الله عليه وسلم:
 ( لأن أَقُولَ:
"سبْحانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ للَّهِ، ولا إلَه إلاَّ اللَّه، وَاللَّه أكْبرُ"
أَحبُّ إليَّ مِمَّا طَلَعَت عليهِ الشَّمْسُ )
 [رواه مسلم]

. يمكنك قول هذا الذكر كلما اشتهيت شيئاً من الدنيا ولم تتمكن من
تحقيقه، لتدرك أن هذا الدعاء خير من الدنيا، فتردد على الفور:

( سبْحانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ للَّهِ، ولا إلَه إلاَّ اللَّه، وَاللَّه أكْبرُ )

 وتكررها قدر المستطاع فتشعر بحلاوة الإيمان وتستصغر الدنيا أمام
ثواب الله تعالى.

الدعاء الجامع لمنافع الدنيا والآخرة
تأمل معي هذا الدعاء النبوي الشريف [الذي رواه مسلم]:

( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعفافَ والْغِنَى )

إنك عندما تدعو الله بهذه الكلمات فسوف يعطيك الهداية ويعطيك التقوى
ويرزقك العفاف ويغنيك من فضله فلا تحتاج أحداً... بل ماذا تريد أكثر
 من ذلك.

ولذلك يعتبر هذا الدعاء من الأدعية الجامعة وينبغي أن تحفظه مثل اسمك
 تردده كل لحظة، قبل النوم، عندما تنظر إلى الدنيا وزينتها، في حالة
المرض، في حالة الخوف، في حالة الخوف على نفسك من مغريات
العصر. ينبغي أن تكون هذه الكلمات رفيقك في كل مكان وفي كل
 مناسبة، وسوف تجد سعادة غامرة لا تُوصف.

ثواب عظيم نحن عنه غافلون
هناك ذكر رائع ينبغي ألا تتركه أبداً منذ هذه اللحظة، وعلى الرغم من
سهولته وعلى الرغم من الثواب العظيم لمن قاله، ولكن للأسف
معظمنا غافل عنه!
 يقول صلى الله عليه وسلم:
( منْ قال:
"لا إله إلاَّ اللَّه وَحْدَهُ لا شرِيكَ لَهُ، لهُ المُلكُ، وَلهُ الحَمْدُ
وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ"
في يومٍ مِائةَ مَرَّةٍ كانَتْ لَهُ عَدْل عَشر رقَابٍ وكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنةٍ،
وَمُحِيت عنهُ مِائة سيِّئَةٍ، وكانت له حِرزاً مِنَ الشَّيطَانِ يومَهُ ذلكَ
حتى يُمسِي، ولم يأْتِ أَحدٌ بِأَفضَل مِمَّا جاءَ بِهِ إلاَّ رجُلٌ عَمِلَ أَكثَر مِنه )
 [البخاري ومسلم].
كنز من كنوز الجنة
قالَ رسول اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسَلَّم: 
 ( أَلا أَدُلُّك على كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الجنَّةِ؟) فقلت: بلى يا رسول اللَّه،
 قال:"لا حول ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ )

إنها كلمات معدودة وسهلة الحفظ والتكرار ولكن هل ندرك عظمتها؟ إن
أحدنا إذا امتلك قطعة أرض من هذه الدنيا الفانية فإنه يفرح بها فكيف بمن
يمتلك كنزاً دائماً لا يفنى؟! ويمكنك أخي الحبيب أن تتذكر هذا الدعاء في
كل مناسبة، عندما ترى منظراً يحزنك، عندما ترى إنساناً متكبراً، عندما
تعاني من مشكلة اجتماعية أو نفسية، عندما تشعر بالاكتئاب أو الحزن...
بل وحتى عندما تفرح، لأن ذكر الله يجب أن تردده في كل الأحوال.

ذكر خير لك من الدنيا
تأملوا هذا الدعاء السهل جداً والخفيف، وعلى الرغم من الثواب العظيم
تجد معظم الناس لا يحفظونه:
 يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: من قالَ: 
( سُبْحَانَ اللَّهِ وَبحمْدِهِ
 ... في يوْم مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَاياهُ، وإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْر )
[البخاري ومسلم].

دعاء عظيم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المسلمين الجدد هذا الدعاء، وهو
دعاء سهل جداً ويجمع لك خيري الدنيا والآخرة:

( اللَّهُمَّ اغفِرْ لي، وَارْحمْني، واهْدِني، وعافِني، وارْزُقني )

هذا الدعاء رواه رواهُ مسلم، وهو دعاء يتضمن خمس محاور. وعندما
تدعو به ينبغي أن تعيش معنى كل كلمة. فعندما تقول
 ( اللَّهُمَّ اغفِرْ لي ) 
عليك أن تتذكر أن الله سوف يغفر هذه الذنوب مهما كانت عظيمة، ويجب
أن تدرك أن هذه بداية جديدة مع الله، فقبل أن تطلب أي شيء يجب أن
تضمن مغفرة الذنب، لأن هذه الذنوب تمنع عنك العطاء!

وعندما تقول (وَارْحمْني) عليك أن تستشعر رحمة الله تعالى في النعم التي
 أنعمها عليك، وأن الله سيرحمك ولن يضيعك أبداً مادمت تلجأ إليه وتثق
به. وعندما تقول: (واهْدِني) ينبغي أن تكون صادقاً في هذه الكلمة، أي
أنك بالفعل تريد الهداية والإقلاع عن الذنوب والمعاصي واللهو، وتنوي
التوبة إلى الله تعالى من جميع ذنوبك.

وعندما تقول: (وعافِني) فأنت تطلب العافية أي الصحة والشفاء والنجاة
من كل شر والبعد عن الشيطان ووساوسه والبعد عن كل إنسان يمكن أن
يؤذيك... ينبغي أن تطبق تعاليم القرآن، فلا تطلب العافية وأنت تعصي الله!
لأن استجابة الدعاء لا تأتي إلا بعد التخلص من المعاصي أو على الأقل أن
تنوي البعد عن المعصية، فالنية سابقة العمل.

وعندما تقول: (وارْزُقني) يجب أن تتخيل أن الرزق سيأتي لا محالة، ولكن
الله يؤجله لمصلحتك وما ينفعك، وإياك أن تقول دعوتُ ولم يستجب الله
لي، فالاستجابة محققة، ولكن الله تعالى هو الذي يختار التوقيت المناسب
لها. فالرزق أحياناً قد يكون سبباً في الطغيان والبعد عن الله، والله يحبك
ويريدك أن تبقى قريباً منه وتلتجئ إليه، ولذلك بمجرد أن تقول (وارْزُقني)
يجب أن تستيقن أن الرزق سيأتي وما عليك سوى أن تنتظر رحمة الله
وتثق به وبعطائه.

ملاحظة هامة:
أخي في الله! إذا كنت تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتمنى أن
تكون قريباً منه يوم القيامة، بل معه في الجنة إن شاء الله، فاحرص على
حفظ شيء من كلامه الشريف. واستخدم ورقة تدون عليها عدة أدعية
(عشرة مثلاً) وتضعها في جيبك أو حقيبتك، وكلما وجدت وقت فراغ
سواء في السيارة أو البيت أو الشارع أو الحديقة أو في مطعم أو في
العمل... أخرج هذه الورقة وكرر دعاء من الأدعية حتى تحفظه.ثم تردده
عدة مرات، وتحاول أن تتصور معنى هذا الدعاء، حتى يكون الحفظ متقناً
وتكون الاستجابة سريعة بإذن الله، لأن الدعاء ينبغي أن يكون بخشوع،
فالله تعالى يقول عن أنبيائه: 
{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}
 [الأنبياء: 90].

 فقد ربط الله استجابة الدعاء بالمسارعة في الخيرات

 { يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ }

والخشوع

{ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }

يمكنك كتابة الدعاء الذي تود حفظه على جهاز جوالك، وتحاول أن تفتحه
 عدة مرات في اليوم وتقرأه حتى تحفظه، وتأمل معي لو أنك حفظت دعاء
واحداً كل يوم، فإنك خلال سنة ستحفظ 365 دعاء، أي ستضع في دماغك
موسوعة من الأدعية الصحيحة! نسأل الله تعالى أن نكون مع من علمنا
هذه الأدعية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عسى الله أن يجعلنا
معه يوم القيامة، آمين.
ــــــــــــ
بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل
منقول من رسائل بيت عطاء الخير
جزاهم الله عنا خيرا

الأحد، 29 نوفمبر 2015

محبي القران

محبي القران

 انظروا محبي القران كيف يتكلمون عن مسيرتهم مع القران ......
يقول الدكتور سعيد حمزة
أستاذ القراءات والمجاز بحفص..
ﺭﺑﻤﺎ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎ ﺇﻥ قلت :إن حفظ القرآن الكريم كائن حي أعيش معه
أفتقده إن غاب أحب حديثه .. أهنأ بالسهر معه ..
حفظ القرآن الكريم ليس فقط حرف أو ضبط كلمة وإنما هو روح تسري في الجسد
وينبض بها القلب..
أتسائل .. ماذا سأفعل عندما أنتهي من حفظ القرآن؟
هل سأفرح حقا؟
وماذا عن تلك الليالي المقمرة التي عشتها مع أجمل صاحب أكرر تلاوته وحلاوته
وأتدبر معانيه  ها أنا أسمع صوتا  نعم صوت دافئ..
سأكون معك ما دمت معي أنا صاحبك وأنت صاحبي.

 ﺣﻘﺎ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ .. ﻟن ﺗﻔﺎﺭﻗﻨﻲ ؟!
نعم ليس فقط في الدنيا بل سأكون لك أنيسا عندما تكون وحدك بلا أصحاب
سآخذ بيدك حتى ندخل معا جنات تجري من تحتها النهار
سأرتقي بك درجات ودرجات كيف لا وقد تركت كثيرا من أجلي..
ورفعتني في اعلى الدرجات..

 لنتعاهد ﻋﻠﻰ ذلك ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ..
ألا أتركك وألا تتركني
اعاهدك بشرط
دع لي قلبك
وانا أشترط عليك يا صاحبي
ألا يرجع لي قلبي..

آية جميلة جدا وفي القلب 
{ فَمَا ظَنّكُم بِرَبّ العَالمِين }

يقولُ ابن مَسعُود :
" قسماً بالله ما ظنَّ أحدٌ باللهِ ظناً إلّا أعطَاه ما يظنُّ"
 وذلكَ لأنَّ الفَضلَ كُلَّه بيدِ الله...

 اللهم إنّا نظن بك
غفراناً وتوفيقاً ونصرا" وثباتاً وتيسيراً وسعـادةً ورزقاً وشفاءً
وحسنَ خاتمةٍ وتوبةً نصوحاً.فهْب لنا مزيداً من فضلكَ
يا واسِـع الفضل والعطاء

 وصية:
أيها الحافظ السائر في طريق الحفظ أنقلُ لك وصايا أعطاني إياها الزمن
يوم أن كنتُ أحفظ. لا تيأسْ حينما تحفظ ويكون إسماعك ليس وفق جهدك
الذي بذلت فهذا فضل خصّه الله لك يُريد لك رفعةً به وزيادةً في الأجر.

 تأكد حينما تُسمِع المقطع
أنك ستُسمعه كاملًا فأنت بذلت جُهدًا كبيرًا في حفظه والنظر إليه.
اعلمْ أن جهدك الذي بذلته في الحفظ  لن يضيع.
يقول الله تعالى: 
{ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ...}

قد تأتي عليك أيامًا لا تستطيع فيها إسماع المقطع
لا تقلق واعتبره اختبارًا من الله ليعلم مدى صدقك
هل أنت تحفظ لله أو من أجل الدرجات أو شيء آخر.

 ارخ أعصابك
وانسَ كلَّ شيء وأنت تُسمِع الآيات لاتخفْ  فلا شيء يستحق الخوف
أنت تحفظ لله. قد تواجهك صعوبة في حفظ الآيات تذكر أنه كلام الله
وأنك مأجور على كلِّ حرف وبالصعوبة والمشقة يزداد أجرك.

 قد تتحرج من معلمك
لأنك تبذل جهدًا ولا يظهر في إسماعك اطمئن معلمك أعلم منك بهذا
فهو ماولد عالمًا بل مرَّ بكلِّ المراحل التي أنت تمرُّ بها الآن. اعلم أن معلم
القرآن أحرص منك عليك وأرحم بك منك ويشعر بما تشعر به
واعلم أنه يريد لك الأفضل.

 لا تخجل حينما يكثر خطاؤك
فأنت تتعلم حتى تُتقن ومن ثم تُعلم ولولا هذا الخطأ ما عرفت الصواب.
كرر فالتكرارُ هو المعين بعد اللهِ على الضبط.

هناك فرق بين التكرار والضبط
أحدهما قد يقول :
أنا كررت مرارًا لكن لمَ لم أضبط ؟
لا عليك
أنت مع التكرار في طريق الضبط.
قد تكرر سبعًا و عشرًا
وعشرين وثلاثين ... وأكثر
لكن ربما لا تشعر بالفرق لا بأس
فعقلك الآن يأخذ نسخة صورية وسمعية للآيات
ستعينك فيما بعد على الضبط.

وحتى تتأكد من الذي قلتُه
جرب أن تكرر مقطعًا حفظته عدة مرات ومقطعًا آخرا حفظته لكن لم تكرره
سترى فرقًا واضحًا حينما تُراجع. اسردْ على أحد من الناس للسرد أهمية
عظيمة حيث توضح ما خُفي عليك وتقلل من الربكة أثناء الإسماع
قد تسرد على نفسك ولكن لا تعلم أخطاءك وإن لم تجد مَن تسرد عليه
سجّل سردك تسجيلًا ثم اسمعه. السرد يعينك على الإسماع بطلاقة
دون توقف لأنك تعتاد على السرد وتكون لك عادة طيّبة لك.
و أنت تسرد وتُسمِع لا تجعل القرآن قريبا منك
بل لا تجعله حولك حتى لا تتسرع بفتحه.

وازن بين حفظ الآيات و أنت تحفظ والمقطع
 الذي ترى فيه صعوبة كرره مرارا حتى يرسخ.
عود نفسكِ أنك في كلِّ يوم تحفظ سيتطور عندك الحفظ
وستنتقل من مرحلة إلى مرحلة أفضل. سيعتاد عقلك على الحفظ
وستحفظ بإذن الله مع الزمن بسهولة ويسر.
لا تنس أن اللهَ يسرّ حفظ القرآن
يقول تعالى : 
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ }

إن كنت في أول الطريق فاعلم أن الله سيُيسر لك ما تبقى منه.
اعلم أنك ما سرتَ إلى هذا الطريق إلا بتوفيق من الله.

 لا تنس أن القرآن سريع التفلت
فإيّاك وترك المراجعة
واتخذ لك صاحبًا يعينك على المراجعة. لاتقلق من النسيان
هذا شيء طبيعي جدًا لأن الحفظ الجديد يحل محل الحفظ القديم وبمجرد
مراجعتك للقديم ستتذكره بسهولة.

 القرآن يحتاج إلى صبر ومثابرة
ولا تحسب أن من حفظه حفظًا جيدًا جاء حفظه من ذكاء وإلهام
بل جاء من جهد وتعب وسهر حتى ظفر وهذا هو الذكاء.

 إيَّاك والذنوب والمعاصي والعجب بالنفس
فهي سبب رئيسي لتفلت المحفوظ والعلم كله.

 إيّاك وتحقير نفسك
والقول : أنا لا أستطيع الحفظ بل تستطيع لكن بالجد والصبر.

 ختامًا
 ضع نصب عينيك :
التكرار. السرد. المراجعة. واعلمْ أن اللهَ اختارك من بين كلِّ العالمين
لتحفظ كتابه بينما هناك من حُرم منه. نعمة تستحق التأمل والبذل