الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

الزيف الاقتصادي "للانقلاب العسكري" بمصر

الزيف الاقتصادي "للانقلاب العسكري" بمصر

عبد الحافظ الصاوي
عندما تغيب الشفافيةغياب الرؤية والبرنامج
ارتباك مالي

عندما تغبيب الشفافية
يعتبر الإفصاح والشفافية من المسلمات البديهية لأداء أي اقتصاد يهدف لبناء دولة أو تقدم أمة، ويؤدي غياب هاتين المسلمتين لخلق مشكلات اقتصادية واجتماعية تمثل قنابل موقوتة، ولا تعدو الحلول الاقتصادية التي تقدم في ظل غياب الإفصاح والشفافية سوى مسكنات، أو ترحيل للمشكلات للأجيال القادمة.
ولأن هذه الطريقة في التعامل مع اقتصاديات الدول تعني تدميرا لمستقبل أجيال متعاقبة، فلابد من مواجهة المشكلات الاقتصادية القائمة ووضعها في حجمها الصحيح واطلاع المجتمع على رؤية التعامل معها، وتحديد نصيب كل فئة مجتمعية من ثمن العلاج، لأنه لا يوجد علاج لأي مشكلة اقتصادية بلا ثمن.
والملاحظ في التجربة المصرية بعد "الانقلاب العسكري" الذي تم في 3 يوليو/ تموز الماضي، وترتب عليه من عزل أول رئيس مصري مدني منتخب، أن المشكلات الاقتصادية المزمنة التي تعاني منها البلاد، يتم تناولها بتبسيط مُخل سواء على مستوى الطرح أو الحلول، وهو أمر يتنافى مع القواعد العلمية الصحيحة.
ويُعد أداء حكومة "الانقلاب العسكري" بمثابة تزييف للواقع الاقتصادي المعاش، وما يزيد الطين بلة أداء الإعلام الاقتصادي المصري، الذي تناسى أداءه النقدي لكل صغيرة وكبيرة، في عهد الرئيس(المعزول) محمد مرسي، وكأن المواطن المصري أصبح بعد "الانقلاب العسكري" يعيش بحبوحة من العيش وتخلو أجندته اليومية من أي منغصات ترتبط بواقعه اليومي.
وهناك شواهد كثيرة تدلل على الزيف الاقتصادي الذي تمارسه حكومة "الانقلاب العسكري أو الإعلام الاقتصادي المؤيد لها، ولا يحتاج المرء لجهد كبير للإشارة لبعض الشواهد الدالة على هذه الظاهرة.
وتطرح الطريقة التي حلت بها مشكلات نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي العديد من الأسئلة، لأن الأمر كان خارج حسابات المنطق، إذ لم تكن هناك فترة زمنية ولو لساعة واحدة، حتى يمكن تدبير الوقود اللازم لمحطات الوقود الخاصة بالسيارات، أو الوقود المطلوب لتشغيل محطات توليد الكهرباء، مما عزز الشعور بوجود مؤامرة اختلقت هذه المشكلة ضمن ممهدات لـ"الانقلاب" ضد الرئيس محمد مرسي.
ومن حق المواطن أن يعلم من أين تم تدبير هذه الحلول، وما هي تكلفتها المادية التي تحملتها موازنة الدولة، وما لم تقدم إجابة على هذه الأسئلة فإن هذا يعزز فرضية الاختلاق المسبق لهذه المشكلات، وحلها بهذه السرعة الفائقة كنوع من التخدير للمواطن وكسب تأييده للانقلاب العسكري.
غياب الرؤية والبرنامج
كثيرًا ما كرر اقتصاديون معارضون انتقادهم للرئيس مرسي بعدم وجود رؤية اقتصادية لديه، ونفس هؤلاء أصبحوا يرددون الآن أن من أهم مميزات حكومة "الانقلاب العسكري" برئاسة حازم الببلاوي أنها تضم مجموعة من الاقتصاديين المحنكين المصنفين كتكنوقراط.
غير أن هذه الحكومة لم تتقدم حتى الآن للمجتمع المصري برؤية متماسكة أو متكاملة أو حتى مسودة لتصوراتها الاقتصادية، ونظرًا لغياب هذه الرؤية فإن الحكومة تفتقد كذلك امتلاك برنامج للتعامل مع المشكلات الاقتصادية القائمة التي ستظل مصدرا لاستنزاف كافة الموارد الاقتصادية والمساعدات الخارجية.
فعلى سبيل المثال لم تعرض حكومة الببلاوي رؤيتها للتعامل مع الموازنة العامة للدولة ومشكلاتها المختلفة من عجز دائم، وتفاقم الدين العام المحلي، بل إن هذه المشكلات قابلة للتزايد في ظل السلوك الحكومي الحالي من حيث توجهه لزيادة العجز والدين المحلي، وكذلك مشكلات الفقر والبطالة أو العجز في الميزان التجاري.
وإذا كانت قضية الدعم من المشكلات الشائكة المستوجبة وجود رؤية وبرنامج حقيقيين لاستنزاف هذا الدعم للجانب الأكبر من موارد الدولة دون وجود مردود ملموس على حياة المواطن، ومن العجيب أن حكومة الببلاوي المكونة من اقتصاديين تكنوقراط محنكين مازالت تتعامل بنفس آليات حكومة د. هشام قنديل مع هذه القضية لا سيما في مجال دعم الطاقة، من خلال رعاية برنامج الكروت الذكية، فما هو الجديد الذي قدمه هؤلاء المحنكون هنا؟!
وحسب تصريحات وزير التعاون الدولي فإن حكومة الانقلاب تعتمد في تنشيط الاقتصاد على مشروع "مرشال" يمول من دول خليجية وغربية، وبنفس منطق تعاملهم في عهد الرئيس محمد مرسي، فإن هناك أسئلة تطرح نفسها على وزير التعاون الدولي عن حجم مشروعات وزارته وحجم تمويلها وجداولها الزمنية وعائداتها الاقتصادية وقيمتها المضافة.
وتناولت حكومة "الانقلاب العسكري" أمر المساعدات الخليجية التي قدرت بنحو 12 مليار دولار، وكأنها منح لا ترد، فوزير التخطيط صرح بأن مصر ليست في حاجة للدخول في مفاوضات الآن مع صندوق النقد الدولي، وأن المساعدات الخليجية تفي باحتياجات مصر التمويلية، بينما رأى وزير المالية أنه لابد من قرض الصندوق وأنه جزء من الحل للمشكلة الاقتصادية في مصر.
وبالنظر إلى حزمة المساعدات الخليجية نجد أن ستة مليارات دولار منها هي ودائع بالبنك المركزي المصري، أي أنها لا تمثل ملكية خالصة للاقتصاد المصري، حتى وإن قيل إنها لمدة خمس سنوات وبدون فائدة، فهي في النهاية ملك لأصحابها، ولابد من الوفاء بها بعد هذه المدة، أما الجزء الباقي من المساعدة فهو ثلاثة مليارات كقروض في شكل مشتقات بترولية، وثلاثة مليارات أخرى منح لا ترد، ستكون من نصيب الموازنة العامة للدولة.
وقد دأب الإعلام الاقتصادي المصري إبان عهد محمد مرسي على توجيه الانتقادات الشديدة للجوء الحكومة للمساعدات من قطر وتركيا، وكان يطالب الحكومة بالاعتماد على الإمكانيات الذاتية للاقتصاد المصري، فأين هي الإمكانيات الذاتية للاقتصاد المصري الآن في ظل حكومة "الانقلاب العسكري" برئاسة حازم الببلاوي؟
ارتباك مالي
وأما الارتباك المالي الذي تعيشه الحكومة بعد "انقلاب" 3 يوليو/ تموز فهو لا يحتاج إلى دليل، فعلى سبيل المثال تعود العاملون بالدولة المصرية الحصول على علاوة سنوية تعادل نحو 10% من رواتبهم في أول كل عام مالي، أي مع رواتب شهر يوليو/ تموز كل عام، إلا أنهم لم يحصلوا على هذه العلاوة مع رواتب الشهر الماضي، ووعدتهم الحكومة بالحصول على العلاوة بأثر رجعي مع رواتب أغسطس، رغم أن الموازنة التي اعتمدها مجلس الشورى -الذي تم حله بعد "الانقلاب "– وصدق عليها الرئيس المعزول، تضمنت صرف هذه العلاوة في موعدها. كذلك اعتاد المعلمون أن يحصلوا على مكافآت الامتحانات فور انتهائها، لكنهم لم يحصلوا هذا العام إلا على نسبة 25% فقط من هذه المكافآت.
وثمة أمر آخر كان يعاب فيه على أداء حكومة هشام قنديل وهو الاعتماد على تمويل عجز الموازنة من خلال أذون وسندات الخزانة، بحجة وجود زيادة مفرطة في الدين المحلي، إلا أن حكومة الببلاوي استمرت في هذا النهج بل اتجهت لزيادة الإصدارات من أذون الخزانة، فبلغت إصدارات وزارة المالية خلال يوليو/ تموز الماضي ما قيمته 81.5 مليار جنيه، بزيادة قدرها نحو 11.5 مليار جنيه عن متوسط الاقتراض خلال الأشهر الماضية.
أما عن أداء المؤسسات المالية فلا يزال أكبر بنك مصري، وهو البنك الأهلي، بلا رئيس مجلس إدارة منذ ما يزيد عن ستة أشهر، ولم تحرك حكومة الببلاوي ساكنًا في هذا الأمر، في الوقت الذي كانت توجه فيه تهمة عدم وجود كوادر لحزب الحرية والعدالة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن قرار تعيين رئيس البورصة المصرية ونائبه لم ينشر بعد بالجريدة الرسمية، كما أن هيئة الرقابة المالية بلا رئيس على مدار الشهر الماضي، وهو ما يثير مخاوف المتعاملين بالبورصة إذا ما وقعت مخالفات قانونية.
وفي واحد من البنوك المتخصصة المهمة، وهو بنك التنمية والائتمان الزراعي، المالك 1200 فرع ويقدم خدماته لشريحة كبيرة من الفلاحين المصريين، تقدم رئيس مجلس الإدارة ونائبه باستقالتهما في الأيام الاولى لحكومة الببلاوي، احتجاجًا على الأوضاع المالية المتردية للبنك والمطالبة بسداد وزارة المالية نحو ثلاثة مليارات جنيه مصري مستحقات للبنك.
وتقدر التوقعات وصول احتياطي النقد الأجنبي لمصر إلى نحو 21 مليار دولار بفضل المساعدات الخليجية، وبذلك تكون ودائع الدول الأجنبية بالبنك المركزي المصري هي عماد هذا الاحتياطي، والدول صاحبة هذه الودائع هي قطر والسعودية والإمارات وتركيا والكويت.
وفي الحقيقة لم يعد لمصر من هذا الاحتياطي سوى نحو ثلاثة مليارات دولار فقط مقابل الاحتياطي الذهبي بالبنك المركزي المصري، وبذلك يكون احتياطي مصر من النقد الأجنبي حالة فريدة بين دول العالم، إذ أن المعروف أن احتياطي النقد الأجنبي عادة ما يكون من موارد ذاتية، مثل الصادرات أو تدفقات الاستثمارات الأجنبية أو أنشطة اقتصادية أخرى مثل السياحة أو تحويلات العاملين بالخارج.
والملاحظة المهمة بهذا الشأن هي أن احتياجات مصر من النقد الأجنبي لا تزال قائمة، بل ومرشحة للزيادة خلال المرحلة المقبلة، وتقدر هذه الاحتياجات بحوالي 1.2 مليار دولار شهريًا، أي أننا بعد نحو أربعة أشهر سنجد احتياطي النقد الأجنبي لمصر، مرة أخرى دون حاجز الـ15 مليار دولار، وهو رصيد لن يكفي لسد احتياجات البلاد من الواردات الأساسية لمدة ثلاثة أشهر.
المصدر : الجزيرة

إنجازات مرسي الاقتصادية وفشل حكومة الانقلاب

إنجازات مرسي الاقتصادية وفشل حكومة الانقلاب
إنجازات مرسي الاقتصادية وفشل حكومة الانقلاب (الجزيرة)
خاص-الجزيرة نت
مع مجيء حكومة الانقلاب العسكري في مصر، تم الترويج لها بأنها تتمتع بوجود مجموعة من الخبراء المحنكين اقتصاديًا، وأن رئيس الحكومة حازم الببلاوي يأتي من خلفية اقتصادية تجمع الخبرة الأكاديمية والممارسة العملية.
ولكن بعد مرور أكثر من شهرين على مجيء هذه الحكومة لوحظ أنها تسير على نفس السياسات الاقتصادية التي كانت متبعة من قبل حكومة هشام قنديل ورئاسة محمد مرسي، وهو ما يجعلنا نتساءل: علام كان الانقلاب؟ وأين هي الرؤية التي تملكها حكومة الخبراء الاقتصاديين؟
سمات سلبيةاتسم أداء حكومة الانقلاب العسكري في مصر اقتصاديا بمجموعة من السمات السلبية التي أثرت على حياة الناس بشكل مباشر نتيجة لممارساتها القمعية والأمنية التي مورست على مدار الفترة الماضية، وكان من أهم السمات السلبية اقتصاديا لحكومة الانقلاب ما يلي:
  • تهديد مناخ الاستثمار في مصر
حكومة قنديل في عهد مرسي استقبلت الكثير من الوفود الأجنبية لإنشاء مشروعات جديدة بمصر، إلا أن ما حدث بعد انقلاب الثالث من يوليو/تموز جعل كل هذه الجهات تعيد حساباتها
ظلت مصر على مدار العقود الأربعة الماضية تحلم بجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وكان الفساد هو السمة الرئيسية للاستثمار في مصر قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وتفاءل الكثيرون بمن فيهم المستثمرون الأجانب بثورة 25 يناير على أمل أن يزاح الفساد ورموزه لتبدأ فترة من الشفافية والنزاهة في مصر تفتح الباب أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وقد استقبلت حكومة هشام قنديل في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي الكثير من الوفود الأجنبية للتباحث بشأن إنشاء مشروعات جديدة في مصر، حتى إن وفد رجال الأعمال الأميركي الذي زار مصر إبان زيارة الرئيس مرسي للصين، كان الأكبر في تاريخ العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين. هذا بخلاف الوفود المختلفة من الصين وكوريا الجنوبية وتركيا.
لكن ما حدث بعد انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 جعل كل هذه الجهات تعيد حساباتها، ويكفي المستثمرين الأجانب أن يصدر عن رئيس صندوق النقد الدولي بأن الصندوق ليس على استعداد للتعامل مع حكومة انتقالية في مصر، ناهيك عما اتخذ من قرارات بعودة الكثير من المسؤولين والوزراء الذين تحوم حولهم العديد من شبهات الفساد، وهو ما يفقد مناخ الاستثمار أية أمل في تحقيق الشفافية والنزاهة اللازمين لوجود واستقرار الاستثمارات الأجنبية، فضلا عن الاستثمارات المحلية.
  • تضخم جامح
عند مقارنة معدلات التضخم في مصر بعد الانقلاب بما كان عليه الوضع في عهد مرسي نجد أنها تصل الضعف، فمعدل التضخم في المتوسط خلال عام 2012-2013 كان بحدود 7.5%
موجة من التضخم الجامع تجتاح السوق المصري، وهو ما جعل فئة جديدة من الشعب المصري تنضم إلى فعاليات التحالف الوطني الداعم لعودة الشرعية، وهذه الفئة هي التي اكتوت بنيران الأسعار، فالبطاطس -التي تعد سلعة رئيسية في سلة غذاء الأسرة المصرية- أصبح سعر الكيلوغرام منها نحو سبعة جنيهات مصرية (دولار واحد تقريبا)، والتي كان سعرها في أقصى التقديرات لا يزيد عن جنيهين أو ثلاثة على الأكثر فيما مضى، وغير ذلك من السلع. كما أن وسائل النقل تُركت أسعارها حسب أهواء السائقين، ولا يوجد أي دور رقابي للحكومة لضبط الأسعار بالأسواق.
ويرصد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء معدلات التضخم في الشهر الأول للانقلاب (يوليو/تموز 2013) ليعلن أن معدل التضخم قد زاد بمعدل 11.5% مقارنة بيوليو/تموز 2012 الشهر الأول لتولي الرئيس مرسي السلطة في مصر. وعند مقارنة معدلات التضخم في مصر بعد الانقلاب بما كان عليه الوضع في عهد الرئيس محمد مرسي، نجد أنها الضعف، فمعدل التضخم في المتوسط خلال عام 2012-2013 كان بحدود 7.5%.
  • تدمير السياحة
تتواصل عمليات إلغاء رحلات السياحة الوافدة من أوروبا التي تمثل نسبة 70% من نشاط السياحة بمصر، ولا تزال الممارسات الأمنية التي تتسم بالعنف تمثل أكبر تحد للسياحة المصرية، حيث بلغت نسب الإشغال بالفنادق ما بين 10% و20%. وفي محاولات يائسة تروج وزارة السياحة المصرية في الدول الأوروبية برنامج "ليال مصرية" لاستعادة معدلات السياحة خلال موسم الشتاء القادم. ولكن شركات السياحة في ألمانيا وإيطاليا -مثلا- ألغت رحلاتها لمصر حتى نهاية العام، وطلبت من عملائها تحويل رحلاتهم لبلدان أخرى.
الانقلابيون وإنجازات مرسيمن عجب أن نجد وسائل الإعلام قد تخلت عن حياديتها وتحاول توظيف ما ينشر من مؤسسات الدولة عن نتائج إيجابية على الصعيد الاقتصادي في عهد مرسي لصالح حكومة الانقلاب العسكري، وقد حدث هذا فيما يتعلق بمعدلات السياحة، والصادرات، وإعفاء الفلاحين المتعثرين من ديونهم، أو تفعيل منظومة البطاقات الذكية في ترشيد دعم الطاقة، وغير ذلك، وفيما يلي نتناول هذه النماذج ومغالطات حكومة الانقلاب والإعلام في مصر:
  • السياحة بعهد مرسي
السياحة المصرية ظلت طوال العام الذي تولى فيه السلطة الرئيس مرسي تحقق نتائج إيجابية على الرغم من الحرب التي كانت تخوضها ضده وسائل الإعلام من ادعاءات بمنع السياحة
نشرت صحيفتا المصري اليوم والوطن وغيرهما من الصحف المصرية يومي 19 و20 أغسطس/آب الماضي أن معدلات السياحة في يونيو/حزيران 2013 زادت بنسبة 16.5% مقارنة بالشهر نفسه من 2012، وقد نقلت الصحف المصرية هذه الإحصاءات عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، دون أن تذكر أن هذه الزيادة قد تحققت في آخر شهر لولاية الرئيس المعزول محمد مرسي.
والجدير بالذكر أن السياحة المصرية ظلت طوال العام الذي تولى فيها السلطة الرئيس مرسي تحقق نتائج إيجابية، على الرغم من الحرب التي كانت تخوضها ضده وسائل الإعلام المعارضة له بشكل خاص وللتيار الإسلامي بشمل عام من ادعاءات بمنع السياحة والتدخل في الحياة الشخصية للسياح. ونحسب أن المعالجة الصحفية الصحيحة كانت تقتضي الإشارة إلى أن ما تحقق من نتائج إيجابية للسياحة المصرية في يونيو/حزيران 2013 يتعلق بفترة ولاية الرئيس مرسي.
  • زيادة الصادرات
نشرت جريدة المصري اليوم يوم 21 يوليو/تموز الماضي نقلا عن وزير التجارة والصناعة أن الصادرات المصرية غير البترولية قد زادت في يونيو/حزيران 2013 بنحو 21% مقارنة بالشهر نفسه من العام 2012، وأن الصادرات زادت خلال الشهور الستة الأولى في عام 2013 بنحو 17% مقارنة بنفس الفترة من عام 2012، وهي نفس المواد المنشورة بجريدة الأهرام يوم 15 أغسطس/آب الماضي نقلا عن تقرير صادر عن وزارة التجارة والصناعة. ولم تذكر هذه المصادر الصحفية ولا السيد وزير التجارة والصناعة منير فخري عبد النور أية تلميحات عن أن هذه الإنجازات تحققت في عهد مرسي.
  • إعفاء ديون الفلاحين
وعد الرئيس مرسي خلال حملته الانتخابية بإعفاء الفلاحين المتعثرين من ديونهم، وهو ما دخل حيز التنفيذ عقب توليه السلطة، وتم الإعلان عن إعفاء 45 ألف فلاح من المتعثرين الذين لا يزيد دينهم عن عشرة آلاف جنيه مصري لبنك التنمية والائتمان الزراعي.
إلا أننا نفاجأ بتصريح لوزير مالية الانقلاب أحمد جلال عبر بيان إعلامي صادر عن وزارته -البيان منشور على موقع وزارة المالية المصرية- جاء فيه أن "الخزانة العامة ستتحمل 53.5 مليون جنيه العام المالي الحالي لاستكمال ملف المتعثرين بجانب 9.7 ملايين جنيه لتنفيذ قرار مجلس الوزراء يوم 15 مايو/أيار الماضي لإعفاء 689 سيدة من قرية نصر النوبة حصلن على قروض من بنك التنمية والائتمان الزراعي وتعثرن في السداد، وهو ما يرفع إجمالي المبلغ الذي تحملته الخزانة العامة في ملف التعثر على مدى العامين الماليين الحالي والماضي لنحو 176.1 مليون جنيه".
وألفت نظر القارئ الكريم إلى أن موازنة العام المالي الحالي قد أقرها مجلس الشورى قبل 30 يونيو/حزيران ومجيء الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو/تموز، كما أن قرار رئيس الوزراء بإعفاء فقيرات النوبة صدر في مايو/أيار الماضي أثناء تولي هشام قنديل رئاسة الوزراء ووجود الرئيس مرسي في السلطة.
  • بطاقات دعم الطاقة
فور إعلان حكومة قنديل عن تبنيها منظومة البطاقات الذكية لترشيد دعم الطاقة قامت الدنيا ولم تقعد وسط اتهامات بتنفيذ أجندة صندوق النقد الدولي، ولكن عندما يعلن وزير مالية الانقلاب مثل هذه المنظومة فإنك لا تجد من ينبس ببنت شفة
فور إعلان حكومة هشام قنديل عن تبنيها إنشاء منظومة البطاقات الذكية لترشيد دعم الطاقة، قامت الدنيا ولم تقعد وسط اتهامات بتنفيذ أجندة صندوق النقد الدولي، أو رفع أسعار الوقود، وغير ذلك من الاتهامات.
ولكن حينما يعلن وزير مالية الانقلاب عبر بيان صحفي منشور على موقع وزارته بتاريخ 11 أغسطس/آب الماضي أن المشروع القومي لميكنة عمليات توزيع السولار والبنزين يكتسب أهمية كبيرة في المرحلة الراهنة مما يتطلب متابعة مستمرة لخطواته التنفيذية والبناء على نجاح مرحلته الأولى التي انتهت الشهر الماضي بميكنة عمليات التداول بين مستودعات البترول ومحطات الوقود على مستوى الجمهورية، لا نجد أية إشارة إلى أن هذا الإنجاز تحقق في عهد الرئيس مرسي، وأن تفعيل المرحلة الأولى من المشروع تم من خلال حكومة قنديل في نهاية يونيو/حزيران 2013.
لا نستطيع القول إن عهد الرئيس المعزول مرسي قد أنهى جميع المشكلات الاقتصادية لمصر، أو أنه حقق المعجزات، ولكن ثبت أنه كانت هناك رؤية اقتصادية تعتمد على تحقيق التنمية الذاتية واتخاذ خطوات على طريق العدالة الاجتماعية.
ولكن بقي أن نشير إلى أن مسلسل ظلم الرئيس مرسي مستمر عبر حديث إعلام وحكومة الانقلاب عن إنجازات تحققت في عهده دون الإشارة إلى ذلك، بما يوحي للقارئ أن هذه الإنجازات وراءها حكومة الانقلاب العسكري.
وإذا كان الإعلام اتخذ صورة لا تتسم بالحيادية، فإن البحث العلمي النزيه جدير بأن يُثبت ولو بعد حين أن إنجازات اقتصادية تحققت في عهد مرسي، وأن الانقلاب كان مقصودا لذاته بغض النظر عن معايير الإنجاز أو الإخفاق في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.
المصدر : الجزيرة

قسيس يصرخ ويقول لا احزاب دينية فى مصر ....والسلفى ابو جلابية بيضة مش هيع...


الأحد، 10 مارس 2013

أذكار الصباح المساء



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

آية الكرسى-البقرة 255 من قالها حين يصبح أجير من الجن حتى يمسى ومن قالها حين يمسى أجير من الجن حتى يصبح

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
البقرة - 285 - 286 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه



(ثلاث مرات)
(ثلاث مرات)
(ثلاث مرات )

"أصبحناا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك  خير ما في هذه اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما في هذه اليوم وشر ما بعده ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربَّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذاب في القبر                  وفي المساء : أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر

"اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور"
    
       في المساء  (اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير)

"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خَلَقتني وأنا عَبْدُك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت. أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك  على وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" (مرة)

اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك، وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمداً  عبدك ورسولك" (أربع مرات)  في المساء  (اللهم إني أمسيت أشهدك)


اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر في المساء (اللهم ما أمسى بي )

"اللهم عافني في بَدَني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت. اللهم إني أعوذ بك من الكفر، والفقر،  اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت" (ثلاث مرات)

"حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" (سبع مرات)

"اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي"(مرة)



"اللهم عَالِمَ الغيب والشَّهادة، فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي سوءًا أو أجُره إلى مسلم"(مرة)


"بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" (ثلاث مرات)


"رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً" (ثلاث مرات)


"يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كُله ولا تَكِلْني إلى نفسي طرفة عين"


"أصبحنا وأصبح المـلك لله رب العالمين. اللهم إني أسألك خير هذه اليوم فتحه ونصره ونوره   وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده"   في المساء (أمسينا وأمسى المـلك لله رب العالمين. )


"أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص، ودين نبيَّنا محمد صلى الله عليه وسلم وملَّة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين"    في المساء (أمسينا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص،)

"سبحان الله وبحمده" (مائة مرة)

"لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" (عشر مرات) (أو مرة واحدة عند الكسل)

"سبحان الله وبحمده عدد خلقهِ ورِضَا نفسِهِ وزِنُة عَرشِهِ ومِداد كلماته" (ثلاث مرات)


"أستغفر الله العظيم وأتوب إليه" (مائة مرة في اليوم)


"أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" (ثلاث مرات)


"اللهم صل وسلم على نبينا محمد" (عشر مرات)

"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة 
الرجال (ثلاث مرات)

"أصبحناا وأصبح الملك لله رب العالمين اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه ، وأعوذ بك من شر ما 
فيه وشر ما بعده(مرة واحدة)

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أمامة الباهلي  رضي الله عنه - :
بأي شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة ؟
فقلت : أذكر الله يا رسول الله .
فقال : ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل مع النهار والنهار مع الليل ؟
قال : قلت بلى يا رسول الله .
قال : تقول :سبحان الله عدد ماخلق ، سبحان الله ملء ما خلق ،سبحان الله عدد ما في الأرض [ والسماء ] سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء ، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، سبحان الله ملءما أحصى كتابه ، سبحان الله عدد كل شيء ، سبحان الله ملء كل شيء، الحمد لله عدد ماخلق ، والحمد لله ملء ماخلق ، والحمد لله عدد مافي الأرض والسماء ، والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء ، والحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله ملء ما أحصى كتابه ، والحمد للهعدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء .



لمن يعاني من نزول قطرات البول [أعزكم الله ]


السبت، 2 فبراير 2013

قوة التحكم بالألم


قوة التحكم بالألم
وأخيراً أثبت العلماء أن الألم هو مجرد وهم !
ويمكن لأي إنسان أن يتحكم فيه إذا عوّد دماغه على قبول الألم، والعجيب
أن القرآن تحدث عن هذه الحقيقة بوضوح كامل....
يؤكد معظم العلماء أن الألم يبدأ في الدماغ ومقاومته تأتي من الدماغ أيضاً !
ولذلك يتوجهون اليوم لمعرفة أسرار الدماغ وكيف يقوم بالتحكم بالألم،
عسى أن يتوصلوا إلى طرائق طبيعية لعلاج الألم من دون أدوية أو مخدرات.
والشيء الذي أود أن أقوله أن القرآن والسنَّة أشارا إلى هذه القضية من قبل،
فنجد أن المؤمن بمجرد سماعه لآيات من كتاب الله، يطمئن قلبه،
ويخف ألمُه، ويزول همّه. بل إن القرآن يحدثنا عن أمر مهم وهو دور القلب
في تخفيف الألم، وهذا ما يهمله علماء الغرب، لأن معرفتهم محدودة،
ولم يتجاوزوا بعد حدود الدماغ.


وقبل استعراض الاكتشاف العلمي الجديد الذي قدّمه علماء ألمان،
نستعرض بعض آيات الحق تبارك وتعالى حول هذه القضية، فنتذكر آية
عظيمة لا يمكن لمؤمن صادق يسمعها إلا ويخف ألمٌه على الفور،
يقول تعالى:
{ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}
[الرعد: 28 ]
فالقرآن يؤكد على دور القلب لأن أي خلل في نظام عمل القلب سوف ينعكس
على نظام عمل الدماغ.
الألم ضروري لوقاية الجسم
يعتبر الألم آلية وقائية في الجسم، وعلى الرغم من اختلاف العوامل المرتبطة
بشدة الآلام، إلا أن الأطباء يرون أن الإنسان قادر على التحكم ببعضها.
وينصحون المرضى بالقيام بتدريبات معينة للتأثير على الطريقة التي يتعامل
من خلالها المخ مع الألم.
عدّاء المراثون مثلاً يمكنه السير بسرعة كبيرة ولمسافات طويلة، ولا يشعر
بأي معاناة، لأنه يستطيع استبعاد الألم من عقله.
وعلى الرغم من ذلك، فإن المرء ليس بحاجة إلى أن يكون رياضياً
من رياضيي القمة لكي يستخدم القوة الذهنية في الحيلولة دون الشعور
بالألم. وهو ما يوضحه رويديغر فابيان، رئيس الجمعية الألمانية لعلاج الآلام
في غرونيندايش قائلاً:
الألم هو رد فعل شعوري على عملية تقييم جرت في المخ"
مشيراً إلى أنه بمقدور أي إنسان أن يتحكم بهذه العملية.
أما البروفيسور رولف-ديتليف تريده، رئيس الجمعية الألمانية لدراسة الألم
"دي.جي.إس.إس"، فيوضح أن الإحساس بالألم أمر شخصي،
توضحه المسافة التي يقطعها منبه الألم ليصل إلى المخ. فالمستقبلات
الحسية تنقل الإشارة إلى الحبل الشوكي، ثم يقوم الجهاز العصبي المركزي
بتمريرها إلى المخ الذي يتعامل معها بواحدة من طرق مختلفة.

كيف يتعامل الدماغ مع الألم ؟
ويشير فابيان إلى أنه "على المخ أن يقرر ما هو مهم وما هو غير ذلك".
ويقول إن الألم آلية وقائية في الجسم وأن منبّه الألم في طريقه إلى المخ
يكون له دوماً السبق على المنبهات الأخرى.
لكن من الممكن مهاجمة منبه الألم قبل أن يصل إلى هناك بدواء على
سبيل المثال. ومن يذهب إلى طبيب الأسنان يعرف ذلك، حيث أن المخدر
الموضعي الذي يستخدمه الطبيب يمنع إشارات الألم من الوصول إلى المخ.
أما "تريده" فيرى أن العامل الأكثر تأثيراً هو كيفية تعامل المخ مع مؤثرات
الألم عند وصولها إليه، ويوضح هذا الأمر قائلاً:
يمكن للمخ أن يتعلم أن هناك بعض الآلام غير الهامة فإذا أصيب شخص
ما بخدوش في ذراعه، فإن الإصابة قد تبدو سيئة للغاية،
لكن المصاب يعرف أنها ليست ضارة، وبالتالي لا يشعر بألم شديد.
من ناحية أخرى، فإن المخ يمكنه أن يعتاد على الألم مع الوقت،
مثلما يعتاد على فنجان القهوة الساخن في الصباح!
ويشير البروفيسور فالتر تسيغلغينسبيرغر من معهد ماكس بلانك للصحة
النفسية في ميونيخ إلى أنه من خلال التدريب يمكن للناس أن يؤثروا
على كيفية تقييم المخ للألم. فينبغي على الأشخاص الذين يعانون من الألم
القيام بدور إيجابي في هذه العملية. حيث إنه لا يوجد في المخ مفتاح لمحي
الأشياء، كما هو الحال في الكمبيوتر!
ولذلك فأنه من المهم أن يقوم المرضى –بعد تلقي العلاج- بالأشياء
التي كانوا يتجنبونها نتيجة الألم، لأن هذا الأمر يجعل المخ يطمس
الذكريات القديمة للألم ويستبدلها بذكريات جديدة إيجابية.


الخوف من الألم أسوأ من الألم نفسه!
وينطبق هذا الأمر بشكل كبير على الأطفال بالذات، حيث يكون الخوف
من الألم عادة أكبر من الألم نفسه، وعندما يصاب الأطفال بجروح،
فعادة ما يعتمد رد فعلهم على تصرفات الآباء حسبما يوضح
أولريتش فيجلر، عضو رابطة أطباء الأطفال ويضيف:
كلما كانت صرخات الطفل أعلى وأقصر كانت الإصابة أقل ضررا في العادة
لذلك ينصح الخبراء الآباء بألا يظهروا فزعاً عند تعرض أطفالهم لإصابة.
ويقول فابيان في هذا السياق:
الهدوء في رد الفعل يعطي الطفل إحساساً بأن الإصابة ليست خطرة
وهذا يقلل بدرجة كبيرة من حجم الإحساس بالألم.
القرآن يعودنا على ألا نخاف إلا من الله تعالى، يقول تعالى:
{ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا }
[الأحزاب:39]
انظروا إلى هذه الآية كم تمنح الإنسان من قوة وتوكل على الله تعالى،
وتبعد عنه شبح الألم والخوف والقلق والاضطرابات النفسية.
هذه آية تمنحك السعادة وبخاصة في مثل عصرنا هذا، فما أكثر المشاهد
الحزينة، وما أكثر أولئك الملحدين والمشككين، وهؤلاء لن يضروا الله شيئاً،
يقول تعالى:
{ وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا
يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
[آل عمران: 176].


أما هذه الآية فنجد فيها مثالاً رائعاً لعلاج الألم والخوف والحزن،
عندما كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع صاحبه في الغار،
يقول تعالى:
{ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }
[التوبة:40]
وهنا نلاحظ أن القرآن يجعلك تعيش مع الله دائماً لتنسى همومك وآلامك
وأحزانك، فأنت عندما تقرأ القرآن تكون مع خالق الكون جل جلاله،
فهذا الإحساس لا يمكن لأحد أن يمنحك مثله إلا إذا قرأت القرآن!
ولذلك قال تعالى مخاطباً حبيبه محمداً ومن ورائه كل من يحب هذا النبي
الكريم صلى الله عليه وسلم:
{ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ
وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ
إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}
[النحل:127-128]
فعندما يعود الإنسان نفسه على الصبر فإنما يعطي رسائل إلى الدماغ
لكبت الألم، وعندما يشعر بوجود الله إلى جانبه وأن الله معه ينسى كل شيء،
إلا الله !
وهذا الشعور يجعل صاحبه في قمة السعادة. فحيث يعجز علماء الدنيا
عن منحه السعادة الحقيقية، فإن مثل هذه الآية كافية لجعل الإنسان فرحاً
برحمة ربه.


يقول تعالى:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ
وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}
[يونس:57-58].

الألم نعمة من الله !
وفي المواقف البالغة الخطر بحق، تتهيأ للجسم أقوى عوامل تسكين الألم،
فعداء الماراثون مثلا يمكنه تعطيل ما يصيبه من الألم حتى نهاية السباق.
ويؤكد تسيغلغينسبيرغر أن الدماغ يفرز مادتي الإنورفين والأدرينالين،
اللتين تخلقان ما يسمى بمستوى العداء العالي في العدائين المدربين
وتجعلهم لا يشعرون بالألم.
ويتفاعل الجسم بصورة مماثلة في حالات الإصابات الخطرة.
ويشير البروفيسور الألماني إلى أنه بعد وقوع حادث مروري مثلا تمكن
مادة الإندورفين الشخص من تحريك رجله المكسورة والخروج من السيارة.
لكن الناقلات العصبية لا تطلق في المواقف البالغة الخطر فحسب،
إذ يمكن أيضاً بتناول حبة علاج وهمي- ليس لها تأثير طبي- أن تغير
من إدراك المريض للألم. ويضيف قائلاً:
المسألة إذن تتعلق بقناعة الشخص المصاب
فالألم هو مؤشر ضروري على وجود خلل في الجسم مثل الإصابة بكسر
أو مرض أو حروق أو غير ذلك، وكلما كان الألم أشد كانت الإصابة أكبر،
وينبغي الإسراع في علاجها. ولولا هذه الميزة التي ميَّز الله بها الإنسان
فإن البشر سيموتون ولا يشعرون بذلك. فالألم أمر ضروري لاستمرار
الحياة، وهو يعمل مثل المنبه للإنسان على وجود مرض وضرورة العلاج.
إذاً هذه نعمة من الله، وهنا نتذكر قول الحق تبارك وتعالى:
{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }
[إبراهيم: 34]


السيطرة على الألم
ويؤكد البروفسور الألماني أن المورثات تلعب هي الأخرى دوراً في الألم،
فبعض الناس لا يشعرون بالألم مطلقاً منذ مولدهم بسبب استعدادات جينية
خاصة. وكابحات الألم الخاصة في الجسم لا تطلق لدى عدائي الماراثون
وحدهم، بل يمكن لأي إنسان أن يحفزها بالقوة الذهنية.
ووفقا لما يراه تسيغلغينسبيرغر فإن الذين يريدون تأثيراً طويلاً على
إحساسهم بالألم عليهم أن يتعلموا ألا يخافوه وألا ينظروا إليه على أنه
أسوأ مما هو عليه حقاً. ويقول:
"من الممكن لأي شخص يتمتع بروح المبادرة وبعقل يقظ أن يفعل ذلك".
كل شيء يتم في الدماغ، ولكن إذا تركت دماغك وشأنه فإنه سيعطي رسائل
لأعضاء جسدك، فتتألم لدى حدوث أي مشكلة، ولكن إذا عودت دماغك على
أن جميع المشاكل والأمراض والهموم، ما هي إلا أمور يسهل التحكم بها
وعلاجها، فإن دماغك تدريجياً سيستجيب لهذه الرسائل وبالتالي تساعده
على التحكم بالألم!
القرآن مليء بالآيات التي تساعدك على التحكم بالألم
طبعاً نرى أن العلماء يحاولون إدراك طبيعة الألم لإيجاد وسائل للتغلب عليه،
ويرون أن أفضل الطرق أن يعود الإنسان نفسه على تحمل الألم،
وقد نعجب إذا علمنا أن القرآن هو أكثر كتاب حدد لنا طرق التغلب على الألم،
ومن خلال آيات كثيرة جداً، بل إن كل آية من آياته تعتبر بمثابة علاج وشفاء
وراحة وطمأنينة.
يقول تعالى:
{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ
لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
[يونس:62-65].
فتأملوا معي هذه الآيات كيف تمنح المؤمن الثقة والقوة وتبعد عنه الحزن
والخوف وهما أهم عاملين من عوامل الألم، الحزن على ما مضى والخوف
مما سيأتي، أي أن الله تعالى شمل بهذه الآية الماضي والمستقبل:
{ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
وحتى نصل إلى هذه المرحلة يجب أن نحقق شرطين: الإيمان والتقوى:
{ الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}


وانظروا معي إلى ذلك النبي الكريم: سيدنا يعقوب عليه السلام الذي ضرب
أروع الأمثلة في الصبر وعلاج الألم، فقد فقَد ابنه ثم فقد ابنه الثاني ثم فقَد
بصرَه، وعلى الرغم من ذلك لم يفقد الأمل من الله تبارك وتعالى !
انظروا ماذا قال لأبنائه بعد سنوات طويلة من الحزن والمعاناة:
{ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ
إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}
[يوسف:87].
كلما قرأتُ هذه الآية أحس بسعادة لا يمكن للكلمات أن تصفها،
ومهما كان حجم المشكلة التي أتعرض لها، فإنني كلما تذكرت هذه الكلمات:
{ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}
فإن الهموم تزول والآلام تتبدّد، ولا يبقى في ذاكرتي إلا الفرح والسرور
بهذا الإله الرحيم.
أخي المؤمن، أختي المؤمنة! مهما كانت ذنوبكم وآلامكم ومشاكلكم،
ومهما كانت لديكم مخاوف أو أمراض أو معاناة، فإن الله تعالى أكبر
من همومكم، ورحمته أوسع من السموات والأرض، فلا تفقدوا الأمل من الله،
لأنه معكم ولكن بشرط أن تكونوا معه! هذا الإله العظيم الذي خلق الكون
بمجراته ونجومه وكواكبه، يخاطبك أيها الإنسان الضعيف الخاطئ البعيد
عن الله ويقول لك:
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
[الزمر:53].
وأوجه الخطاب لأولئك الملحدين الذين يدعون أن "إله الإسلام" كما يقولون
لا يعرف الرحمة، وأستغفر الله من هذا القول، وأتمنى منهم أن يستمعوا
بقلوبهم وعقولهم إلى هذه الكلمات الإلهية الرائعة والمليئة بالرحمة:
{ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}
ووالله لو أن أحداً أساء إليهم بكلمة لتمنوا زواله من الدنيا، وامتلأ قلبهم
غيظاً وعداوة وحقداً عليه، ولكن الله تعالى على الرغم من نعمه علينا
وعلى الرغم من أنه سخر لخدمتنا كل شيء في هذا الكون، تجد كثيراً
من الناس يجحدون بنعمة الله، وينكرون فضله، والمصيبة أنهم لا يعترفون
بخالق الكون جل جلاله !!
وعلى الرغم من ذلك يخاطبهم ويناديهم:
{ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}
ألا يستحق هذا الإله العبادة والسجود والإيمان به ؟


وأخيراً أتذكر دعاء سيدنا أيوب عندما أنهكه المرض والألم فنادى ربه
بهذا الدعاء:
{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
[الأنبياء:83].
فهذا الدعاء أنصح به كل من يعاني من ألم أو مرض أو مشكلة،
وستزول سريعاً بإذن الله تعالى.
ملاحظة وإجابة على انتقاد لهذه المقالة:
أحبتي في الله!
تأتينا أحياناً بعض الآراء التي تنتقد مقالة من مقالات الموقع وكعادتنا
نتقبل أي انتقاد هدفه تطوير وتحسين هذه المقالات، وأحياناً تكون فكرة
المقالة غير واضحة للبعض فتكون غير مقنعة لهم. وهذا أمر طبيعي،
فالفقهاء اختلفوا والمفسرون تعددت تفاسيرهم، وهذه سنة إلهية في الكون.
ولكننا نسعى دائماً للأفضل ولما يرضي الله تعالى.
والانتقاد الذي ساقه أحد القراء الأفاضل يقول:
لو كان الألم هو مجرد وهم، فكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد
الناس بلاءً؟
وكيف تحمل الأنبياء الألم وصبروا على أذى قومهم؟
ولذلك فإن هذه المقالة غير مقنعة، والألم لا يمكن أن يكون وهماً،
إنما هو حقيقة ولا يمكن القضاء عليه نهائياً؟
وأقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لنا أروع الأمثلة في علاج الألم!
بل وأمرنا بالصبر على المصائب وأن نرضى بما قسم لنا الله تعالى
ونحسن لمن أساء إلينا ونعفو عمن ظلمنا، وهذه وسائل علاجية ناجحة للألم.
فالألم موجود ولكن الإنسان قادر على علاجه والتخفيف منه،
والفرق بين المؤمن وغير المؤمن، أن المؤمن يصبر على الهموم والأحزان
والأمراض، فيتذوق لذة الصبر وهذا هو سيدنا يعقوب يصبر على مصيبة
فقدان يوسف وأخيه فيقول:
{ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
[يوسف:83].


وإنني على يقين بأن سيدنا يعقوب كان في أقصى درجات السعادة وهو يقول
هذه الكلمات، لماذا؟ لأنه يشعر بالقرب من الله ويثق به وبوعده وأنه سيعيد
له ابنيه، وهذا الإحساس مليء بالأمل وهو ما يطرد الخوف والقلق والألم!
وهكذا حال المؤمن يحوّل الألم إلى سعادة لأنه يصبر ابتغاء وجه ربه.
أما غير المؤمن فعندما تصيبه مصيبة من مرض أو جوع أو موت قريب،
فإنه لا يصبر ولا يرضى بقضاء الله، فيزداد ألماً على ألمه، وتتضاعف
مصيبته، ومن هنا نتذكر قول الحق تبارك وتعالى يحدثنا عن أولئك الذين
يصلّي الله عليهم (أي يرحمهم)، يقول تعالى:
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ
وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
[البقرة: 155-157].
فبالله عليكم!
المؤمن الذي يصلّي الله عليه ويرحمه (على الرغم من مصائبه وابتلائه)
هل يكون في حالة ألم، أم يكون في قمة السعادة والاطمئنان؟؟!



بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل
باحث الإعجازات فى القرآن الكريم