الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

فضل الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء



 فضل الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء



عن جابر يعني ابن عبد الله  رضي الله عنهما:
[ أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثا يوم الاثنين
ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستُجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين
 فعرف البشر في وجهه ]

قال جابر:
[ فلم ينزل بي أمر مهمٌّ غليظ إِلاّ توخَّيْتُ تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة  ]

 رواه أحمد والبزار وغيرهما
وإسناد أحمد جيد و حسنه الشيخ الألباني  رحمه الله
في: صحيح الترغيب: 2/ 143 رقم: 1185

عن جابر بن عبد الله قال:
[ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد؛ مسجد الفتح ،
يومَ الاثنين ويومَ الثلاثاء ويومَ الأربعاء، فاستُجيب له بين الصلاتين مِنْ يوم الأربعاء ]

قال جابر:
[ ولم ينزل بي أمر مهمٌّ غائظ إِلاّ توخَّيْتُ تلك الساعة؛ فدعوتُ الله فيه
 بين الصلاتين يومَ الأربعاء في تلك الساعة، إِلاّ عرفْتُ الإِجابة ].

حسنه الشيخ الألباني رحمه الله في: صحيح الأدب المفرد 1/246 رقم: 704
الشرح من كتاب: شرح صحيح الأدب المفرد  
 لفضيلة الشيخ حسين العوايشة  حفظه الله ونفعنا الله بعلمه 2/380-381

[ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد؛ مسجدِ الفتح  
 يومَ الاثنين ويومَ الثلاثاء ويومَ الأربعاء ]

 مسجد الفتح: هو المرتفع على قطعة من جبل سلع ،  
 يصعد إليه بدرجتين شمالية وشرقية، وهو المراد بمسجد الفتح عند الإِطلاق،  
 ويقال له أيضاً مسجد الأحزاب، والمسجد الأعلى.
  فضل 2/174.
فاستُجيب له بين الصلاتين مِنْ يوم الأربعاء

 قال شيخنا الألباني حفظه الله مجيباً سؤالي عن ذلك:
[ لولا أَنَّ الصحابي  رضي الله عنه  أفادنا أَنَّ دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم
 في ذلك الوقت من يوم الأربعاء كان مقصوداً  والشاهد يرى ما لا يرى الغائب
 وليس الخبر كالمعاينة , لولا أَنَّ الصحابيّ أخبَرنا بهذا الخبر؛
 لكنّا قُلْنا هذا قد اتفق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَّنه دعا فاستجيب له؛
 في ذلك الوقت من ذلك اليوم.
لكن أَخذ هذا الصحابي يعمل بما رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم
 يوماً ووقتاً ويستجاب له.
إِذاً هذا أمرٌ فهمناه بواسطة هذا الصحابي وأَنّه سنّةٌ تعبدية لا عفوية ] 

قال جابر:
[ ولم ينزل بي أمر مهمٌّ غائظ و غائظ اسم فاعل من غاظ، أي شديد.
إِلاّ توخَّيْتُ تلك الساعة قال في  النهاية:
[ توخيت الشيء , أتوخَّاه توخِّياً؛ إِذا قصدْت تلك وتعمَّدت فِعْله وتحريْت فيه.
فدعوتُ الله فيه بين الصلاتين يومَ الأربعاء في تلك الساعة إِلاّ عرفْتُ الإِجابة ]
أي: الظهر والعصر كما في بعض الروايات. 
فضل 2/173، والله أعلم بصحّتها
وفيه الإِلحاح في الدعاء وعدم الملالة منه وعدم استعجال الإجابة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: (اقتضاء الصراط )( 1 / 433):
[ وهذا الحديث يعمل به طائفة من أصحابنا وغيرهم فيتحرون الدعاء في هذا
 كما نقل عن جابر ولم يُنقل عن جابر رضي الله عنه  أنه تحرى الدعاء
في المكان بل في الزمان ]

وقال البيهقي في  شعب الإيمان : 2 / 46:
[ يتحرى للدعاء الأوقات والأحوال والمواطن التي يرجى فيها الإجابة تماما
 فأما الأوقات فمنها ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء ] 


منقول من رسائل بيت عطاء الخير
جزاهم الله عنا كل خير

الاثنين، 26 أكتوبر 2015

موافقة السُّنَّة أفضل من كَثْرة العَمل




موافقة السُّنَّة أفضل من كَثْرة العَمل

لما رواه أبو داود في قصَّة الرَّجُلين اللذين تَيمَّمَا ثم صَلَّيَا، ثم وَجَدَا الماءَ في الوقت، فأمَّا أحدُهما فلم يُعِدِ الصَّلاة، وأمَّا الآخر فتوضَّأ وأعاد، فَقَدِما على النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبراه الخبرَ؛ فقال للذي لم يُعِدْ : «أَصَبْتَ السُّنَّةَ»، وقال للذي أعاد : «لك الأجْرُ مَرَّتين»( 1) .فإِن قال قائل: أُعيد لأنالَ الأَجْرَ مرَّتين.قلناإِذا علمت بالسُّنَّة، فليس لك الأَجْرُ مرَّتين، بل تكون مبتدعاً، والذي أعاد وقال له النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «لك الأَجْرُ مرَّتين» لم يعْلَم بالسُّنَّة، فهو مجتهد فصار له أجر العملين: الأول، والثاني.ومن هذا الحديث يتبيَّن لنا فائدة مهمّة جدًّا وهي أن موافقة السُّنَّة أفضل من كَثْرة العَمل .
مثلاً تكثير النَّوافل من الصَّلاة بعد أذان الفجر، وقبل الإِقامة غير مشروع؛ لأنه صلّى الله عليه وسلّم لم يكن يفعل ذلك.وكذلك لو أراد أحد أن يُطيل رَكعتي سُنَّة الفجر بالقراءة والرُّكوع والسُّجود، لكونه وقتاً فاضلاً ـ بين الأذان والإِقامة ـ لا يُرَدُّ الدُّعاء فيه، قلنا: خالفتَ الصَّواب؛ لأن النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم كان يُخفِّف هاتين الرَّكعتين( 2) .وكذا لو أراد أحد أن يتطوَّع بأربع رَكَعَات خلْفَ المقام بعد الطَّواف، أو أراد أن يُطيل الرَّكعتين خلْفَ المقام بعد الطَّواف. قلنا: هذا خطأ؛ لأنه صلّى الله عليه وسلّم كان يخفِّفهُما، ولا يزيد على الرَّكعتين(3 ).
انظر الشرح الممتع للعلامة العثيمين رحمه الله تعالى : (ج1_ص406) ط دار ابن الجوزي.




____( 1) رواه أبو داود، كتاب الطهارة: باب المتيمم يجد الماء بعد ما يصلي في الوقت، رقم (338)، والنسائي، كتاب الغسل: باب التيمم لمن يجد الماء بعد الصلاة، (1/212)، رقم (431)، والدارمي رقم (744)، والحاكم (1/9، 178) من طريق عبد الله بن نافع، عن الليث، عن بكر بن سوادة، عن عطاء، عن أبي سعيد الخدري به مرفوعاً.
وأُعل: بأن عبد الله بن نافع قد تفرَّد بوصله، وخالفه عبدالله بن المبارك ويحيى بن بكير فروياه عن الليث، عن عَميرة بن أبي ناجية، عن بكر بن سوادة، عن عطاء بن يسار عن النبي صلّى الله عليه وسلّم مرسلاً.
قال أبو داود: «وذِكْرُ أبي سعيد في هذا الحديث وَهْمٌ وليس بمحفوظ، وهو مرسل» وروي موصولاً من طريق الليث، وابن لهيعة، وفي كل ذلك نظر من حيث صلاحيته للمتابعة.
انظر: «فتح الباري» لابن رجب (2/37)، «بيان الوهم والإِيهام» رقم (440)، «نصب الراية» (1/160)، «التلخيص الحبير» رقم (213). والحديث صصحه العلامة الألباني في سنن أبي داود والنسائي.

(2 ) رواه البخاري، أبواب التهجد: باب ما يقرأ في ركعتي الفجر، رقم (1171)، ومسلم، كتاب الصلاة: باب استحباب ركعتي سُنَّة الفجر، رقم (724) من حديث عائشة رضي الله عنها.

( 3) رواه مسلم، كتاب الحج: باب حجة النبي صلّى الله عليه وسلّم رقم (1218) من حديث جابر في وصفه لحجة النبي صلّى الله عليه وسلّم وفيه أنه قرأ فيهما سورتي الإخلاص، والكافرون.


منقول

الخميس، 8 أكتوبر 2015

مقاصد سورة الفاتحة - حال العبد في الفاتحة

مقاصد سورة الفاتحة
يقول البقاعي عنها :-
هي جامعة لجميع ما في القرآن فاﻵيات الثلاث اﻷولى شاملة لكل معنى
تضمنته اﻷسماء والصفات فكل ما في القرآن من ذلك مفصل من جوامعها

يقول ابن القيم :-
هي أمهات المطالب العالية.
اشتملت على التعريف بالمعبود بثلاثة أسماء مرجع ومدار اﻷسماء عليها
( الله - الرب - الرحمن )
تضمنت إثبات المعاد وجزاء العباد بأعمالهم .
تضمنت إثبات النبوات.

يقول محمد بن عبد الوهاب:-
"أصول العبادة الثلاث من آثار التعبد بأسماء الله وصفاته في الفاتحة:
الحب في اﻷولى :-
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }

الرجاء في الثانية :-
 { الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ }

الخوف في الثالثة :-
 { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }

الفاتحة تجمع أصول الأسماء الحسنى
يقول ابن القيم – رحمه الله :
" والأسماء المذكورة في هذه السورة – أي سورة الفاتحة - هي أصول
الأسماء الحسنى, وهي اسم الله, والرب, والرحمن,  فاسم الله متضمن
لصفات الألوهية, واسم الرب متضمن لصفات الربوبية,  واسم الرحمن
متضمن لصفات الإحسان والجود والبر,  ومعاني أسمائه تدور على هذا"
.................

حال العبد في الفاتحة



فينبغي بالمصلي أن يقف عند كل آية من الفاتحة وقفة يسيرة ،
 ينتظر جواب ربِّه له ، و كأنه يسمعه و هو يقول : " حمدني عبدي " إذا قال :
 { الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ}. فإذا قال : { الرَّحمن الرَّحيم } وقفَ لحظة ينتظر قوله : " أثنى عليَّ عبدي ". فإذا قال : {مالكِ يومِ الدِّينِ } انتظر قوله : " مجَّدني عبدي ". فإذا قال : { إيَّاك نَعبدُ و إيَّاك نَستعين } انتظر قوله تعالى : " هذا بيني و بين عبدي ". فإذا قال : {اهدِنا الصِّراط المُستقيم } إلى آخرها انتظر قوله : " هذا لعبدي و لعبدي ما قال ".
و مَن ذاق طعم الصلاة عَلِمَ أنه لا يقوم مقام التكبير و الفاتحة غيرهما مقامها ، كما لا يقوم غير القيام و الركوع و السجود مقامها ، فلكلٍّ عبوديته من عبودية الصلاة سرٌّ و تأثيرٌ و عبودية لا تحصل في غيرها ، ثمَّ لكل آية من آيات الفاتحة عبودية و ذوق و وجد يخُصُّها لا يوجد في غيرها. فعند قوله : { الحمد لله رب العالمين } تجد تحت هذه الكلمة إثبات كللّ كمال للرب و وصفا و اسما ، و تنزيهه سُبحَانه و بحمده عن كلِّ سوء ، فعلاً و وصفاً و اسماً ، و إنما هو محمود في أفعاله و أوصافه و أسمائه ، مُنزَّه عن العيوب و النقائص في أفعاله و أوصافه و أسمائه. فأفعاله كلّها حكمة و رحمة و مصلحة و عدل و لا تخرج عن ذلك ، و أوصافه كلها أوصاف كمال ، و نعوت جلال ، و أسماؤه كلّها حُسنى .


أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة

الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

لقمان الحكيم


لقمان الحكيم
 لقمان الحكيم
 وهبه الله الحكمة
 ذُكر في القرآن الكريم
 واطلق اسمه على أحد سورة "سورة لقمان"
المشهور عن الجمهور أنه كان حكيما ولم يكن نبيا

 (أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله:

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ }

 قال:
 يعني العقل، والفهم، والفطنة. من غير نبوّة).


 كان أهون مملوك على سيده ولكن اللّه تعالى منّ عليه بالحكمة
فغدا أفضلهم لديه

(أخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال:
 كان لقمان عليه السلام من أهون مملوكيه على سيده، وإن أول ما رؤي
من حكمته أنه بينما هو مع مولاه إذ دخل المخرج فأطال فيه الجلوس،
فناداه لقمان أن طول الجلوس على الحاجة ينجع منه الكبد، ويكون منه
الباسور، ويصعد الحر إلى الرأس، فأجلس هوينا وأخرج، فخرج فكتب
حكمته على باب الحش قال: وسكر مولاه، فخاطر قومًا على أن يشرب
ماء بحيرة، فلما أفاق عرف ما وقع منه، فدعا لقمان فقال: لمثل
هذا كنت أخبؤك)

 نسبه:
 هو لقمان بن ياعور ابن اخت أيوب، أو ابن خالته، ولد وعاش
 في بلاد النوبة

 عمله:
كان نجارا (أخرج ابن أبي شيبة في الزهد وأحمد وابن أبي الدنيا في كتاب
المملوكين وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
 رضي الله عنهما قال: كان لقمان عليه السلام عبدًا حبشيًا نجارًا).

وقيل انه كان خياطا (أخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن المنذر
عن سعيد بن المسيب رضي الله تعالى عنه أن لقمان عليه السلام
 كان خياطًا)

 وقيل انه كان راعيا

  حكم و وصايا لقمان الحكيم من اروع الحكم والوصايا والمواعظ
 إذ كانت تأتي في مواضعها  وقد ذكره الله تعالى في القرآن فأثنى عليه
وحكى من كلامه فيما وعظ به ولده

   فكان من أول ما وعظ به أن قال :
يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم
 حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة
 عن عبد الله قال لما نزلت آية:

{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ...}

شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( إنه ليس بذاك ألم تسمع إلى قول لقمان يا بني لا تشرك بالله
 إن الشرك لظلم عظيم )
متفق عليه
 يا بني !
 ارج الله رجاءً لا تأمن فيه مكره  وخاف الله مخافة لا تيأس بها رحمته

 يا بني !
 أكثر من قول : رب اغفر لي، فإن لله ساعة لا يُردُّ فيها سائل.

 يا بني !
 إن العمل لا يستطاع إلا باليقين ومن يضعف يقينه يضعف عمله.

 يا بني !
 إذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة فاغلبه باليقين
وإذا جاءك من قبل السلآمة فاغلبه بذكر القبر والقيامة
وإذا جاءك من قبل الرغبة والرهبة فأخبره أن الدنيا مفارقةُ متروكة.
 يا بني !
اتخذ تقوى الله تجارةً، يأتيك الربح من غير بضاعة.

 يا بني !
 إياك والكذب، فإنه شهي كلحم العصفور عما قليل يقلى صاحبه.

 يا بني !
لا تأكل شبعاً على شبع، فإنك إن تلقه للكلب خيرٌ من أن تأكله.

 يا بني !
لا تكن حلواً فتبلع، ولا مراً فتلفظ.

 يا بني !
لا تؤخر التوبة فأن الموت يأتي بغتة.

 يا بني !
 اتق الله، ولا تُر الناس أنك تخشى الله ليكرموك بذلك وقلبك فاجر.

 يا بني !
 ما ندمت على الصمت قط .
 وإن كان الكلام من الفضة كان السكوت من الذهب .

 يا بني !
 اعتزل الشر كيما يعتزلك، فإن الشر للشر خلق.

 يا بني !
اختر المجالس على عينك
فإذا رأيت المجلس يُذكرُ الله عز وجل فيه
 فاجلس معهم فإنك إن تك عالماً ينفعك علمك وإن تك عييًّا يعلموك
 وان يطلع الله عز وجل إليهم برحمة تصبك معهم.

 يا بني !
 ليكن لك علو الهمة في طلب الجنة
والعزم للشهادة في سبيل الله.

 يا بني !
 انصب رايتك راية الحق ورباطك في سبيل الله
 خير من خير في الدنيا.

 يا بني !
انزل نفسك منزلة من لا حاجة له بك ولا بدَّ لك منه.

 يا بني !
إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك.

 يا بني !
جالس العلماء وزاحمهم بركبتك، فإن الله ليحيي القلوب الميتة
 بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء.

 يا بني !
 امتنع مما يخرج من فيك، فإن ما سكتَّ سالم وإنما ينبغي لك من القول
 ما ينفعك.

 يا بني !
 إنك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الأخرى
فدارٌ أنت إليها تسير أقرب من دارٍ أنت عنها تباعد

 يا بني !
إياك والدَّين، فإنه ذلُّ النهار همّ الليل.

 يا بني !
لا يأكل طعامك إلا الأتقياء، وشاور في أمرك الحكماء.

 يا بني !
 من كذب ذهب ماء وجهه، ومن ساء خلقه كثر غمه.

 يا بني !
 نقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم.

 يا بني !
اعلم بأن الجهاد ذروة سنام الإسلام.