الخميس، 21 مايو 2015

أســـرار دعــــاء الاستفتــــاح


أســـرار دعــــاء الاستفتــــاح

إن التخلية لابد أن تكون قبل التحليَّة، فمن كان بينه وبين محبوبه نقص،
ينقبض حين رؤيته ولن يستطيع أن يقابله إلا عند ذهاب هذا النقص.
ولله المثل الأعلى 
وأنت لابد لك من لقاء الله تعالى، ولكن كم عليك من حقوق ما أديتها؟!
وكم عليك من ذنوب ما كفرَّتها؟!
لهذا جعل الله تعالى لك في أول الصلاة ما يُذهب عنك ذلك الحرج، 

وهو أن تقول بين يديه دعاء الاستفتاح التالي:
 
فتسأل الله عز وجلَّ أن يُباعد بينك وبين الخطايـا التي لم تقع فيها بعد، 
وأن يُنقيك من الخطايا التي قد وقعت فيها بالفعل،
وإنما ذكر النبي الثوب الأبيض لأن أي دنس يصيبه يظهر عليه سريعًا بخلاف غيره من الألوان.
أما العبارة الثالثة: فهي زيادة على التنقية أكثر وهي التطهير، 
فالماء مُنظف، والثلج والبَرَد للتبريد، فجمع بين التنظيف والبرودة كما يقول أهل العلم:
لأن الخطيئة تُسبب للمؤمن الندم، والندم يصيب المرء بحرارة في صدره،
فالماء يُذهب أثر المعصية، ثمَّ تُغسل الحرارة التي في الصدر بالثلج، 
ثمَّ يأتي البَرَد زيادة على ذلك، ليُطفئ حرارة الأسى من الخطيئة فتُمحى كليًا ولا يبقى لها أثرًا. 
اللهم ! باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب . 
اللهم ! نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .
اللهم ! اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد " .
 
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 598
خلاصة حكم المحدث: صحيح


 
ومن فوائد هذا الاستفتاح:

أنه يعطيك معدل ثابت للتوبة وغسل الذنوب لا تهبط عنه يوميًا، 
فهو يُذكِّرك بتجديد التوبة كل يوم خمس مرات،
ولا مكان أنسب لك لتجديد التوبة من المحــراب، 
ولا مقام أرجى لك للعفو من الصلاة إلى الله.
  
وفسّر الشيخ ابن باز رحمه الله هذا الدعاء
بأن معناه طلب السلامة من الذنوب، يطلب الرب أن ينقه من الذنوب والخطايا ،
وأن يباعد بينه وبينها حتى تكون توبته صادقة كاملة، ليس معها نقص ولا ذنب، 
لأنه إذا باعد بينه وبين خطاياه ونقاه منها وطهره منها صار نقياً من الذنوب كامل الإيمان والتقوى.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق