الأربعاء، 13 مايو 2015

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة



الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله

- ومن أنفع الأسباب لزوال القلق والهموم
 إذا حصل على العبد شئ من النكبات:
أن يسعى في تخفيفها بأن يقّدِر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر،
ويوطن على ذلك نفسه،  فإن توطين النفس على احتمال المكاره،
يهونها ويزيل شدتها، وخصوصاً إذا أشغل نفسه بمدافعتها بحسب
مقدوره، مع اعتماده في ذلك على الله وحسن الثقة به ولا ريب أن لهذه
الأمور فائدتها العظمى في حصول السرور وانشراح الصدور،مع ما يؤمله
العبد من الثواب العاجل والآجل، وهذا مشاهد مجرب، ووقائعه ممن جربه
كثيرة جداً.

- ومن أعظم العلاجات لأمراض القلب العصبية،
بل وأيضاً للأمراض البدنية:
قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها
الأفكار السيئة، والغضب والتشوش من الأسباب المؤلمة ومن توقع
حدوث المكاره وزوال المحاب، أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض
القلبية والبدنية، والانهيار العصبي الذي له آثاره السيئة التي قد شاهد
الناس مضارها الكثيرة.

- ومتى اعتمد القلب على الله، وتوكل عليه ،
ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته الخيالات السيئة، ووثق بالله وطمع
في فضله، اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم، وزالت عنه كثير
من الأسقام البدنية والقلبية،وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور
ما لا يمكن التعبير عنه،فكم ملئت المستشفيات من مرضى الأوهام
والخيالات الفاسدة،وكم أثَّرت هذه الأمور على قلوب كثيرين من الأقوياء،
فضلاً عن الضعفاء، وكم أدت إلى الحمق والجنون، والمعافى من عافاه
الله ووفقه لجهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب،
الدافعة لقلقه،
 قال تعالى:

 { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه }

 أي كافيه جميع ما يهمه من أمر دينه ودنياه. فالمتوكل على الله
 قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام، ولا تزعجه الحوادث لعلمه أن ذلك
 من ضعف النفس،  ومن الخور والخوف الذي لا حقيقة له،
ويعلم مع ذلك أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة،
فيثق بالله ويطمئن لوعده، فيزول همه وقلقه، ويتبدل عسره يسراً،
وترحه فرحاً، وخوفه أمناً، فنسأله تعالى العافية وأن يتفضل علينا
 بقوة القلب وثباته،وبالتوكل الكامل الذي تكفل الله لأهله بكل خير،
 ودفع كل مكروه وضير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق