الفلاح في الدارين
فقه الأذكار
وبينت النصوص الشرعية كثيراً من فضائل الذكر وثمراته،
فمن ذلك :
الفلاح في الدارين :
قال تَعَالَى :
{ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرَاً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[ الجمعة : 10 ]
ولا يمكن أن يتحقق فلاح إلا بأمرين :
- النجاة من المرهوب .
- وتحقق المرغوب .
والذكر يأتي بذلك كله، وهذا ما سيبين لك في هذا المقال ..
ومن ذلك ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قال :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ ،
فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ ، فَقَالَ :
( سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ» . قَالُوا :
وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :«الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ )
[مسلم] .
قال في فيض القدير :
" أي المنفردون المعتزلون عن الناس ،من فرد إذا اعتزل
وتخلى للعبادة"
[فيض القدير (4/ 122)] .
وهنا سؤال مهم ..لماذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
الذاكرين بعد ذكر هذا الجبل ؟
الجواب :
شابه الجبلُ أهل الذكر من وجهين :
الأول :
الجبل ثابت في الأرض ،والمؤمن الذاكر لا يغفل ولا يتزحزح
ولا يشغل عن طريق ذكر الله .
الثاني :
رآه النبي صلى الله عليه وسلم بمعزل فلا أحد بجواره،والذاكر لربه انفرد
عن الناس بذكر ربه، فهو وإن كان معهم بجسده إلا أن قلبه متصل بالله .
في رحاب القرآن
{ وَمِنْ شَرّ غَاسِق إِذَا وَقَبَ }
قال السعدي في تفسيره :
من شر ما يكون في الليل حين يغشى الناس وتنتشر فيه كثير من الأرواح
الشريرة و الحيوانات المؤذية .
و مما ورد عنه صلى الله عليه وسلم في هذا :
( إذا أمسيتم، فكفوا صبيانكم،فإن الشياطين تنتشر حينئذ،
فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب
واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقا )
{ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }
ذلك لان القرأن الكريم هداية للناس وشفاء لما في الصدوروالشيطان
سبب الشرور والضلالات ..فأمر الله سبحانه كل قارىء للقرأن أن يتحصن
به سبحانه من الشيطان الرجيم ووساوسه وحزبه وأجمع العلماء على أن
الاستعاذة ليست من القرأن الكريم ولهذا لم تكتب في المصاحف
ومعنى (( أعوذ بالله )) :
استجير وأتحصن بالله وحده (( من الشيطان )) أي : من كل عات متمرد
من الجن والانس يصرفني عن طاعة ربي وتلاوة كتابه.
(( الرجيم )) أي : المطرود من رحمة الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق