الأحد، 22 مارس 2015

أعداء النجاح (خواطر فتاة)


أعداء النجاح

(خواطر فتاة)
ـ لا أستطيع أن أبدأ في عمل شيء، فإني أخاف من الفشل.
ـ ماذا بعد النجاح؟ إني أخشى ما ورائه.
ـ ما إن أبدأ في عمل حتى أجد نفسي عاجزة عن المواصلة.
إنهم أعداء النجاح:

كثير من الفتيات عندهن أحلام تريد كل واحدة منهن أن تحققها، وما إن تبدأ كل فتاة في تحقيق ما تريده من حلم، نجد أنهن ينقسمن إلى ثلاثة فرق:

ـ الأول: نجد الفتاة لا تستطيع مواصلة، وتحقيق حلمها.

ـ الثاني: تكون الفتاة قد قطعت نصف الطريق نحو حلمها، ولكن نجدها لا تستطيع المواصلة في نصف الطريق.

ـ الثالث: تستطيع الفتاة تحقيق ما تريد.

إن أي إنسان في هذه الدنيا حتى يحقق ما يريد لابد أن يتغلب على خمسة أعداء، يقفوا عائق في حياته، فإذا ما تغلب عليهم يستطيع أن يحقق ما يريد.

وحتى تستطيعي أن تحققي ما تريدين، عليكِ أيتها أن تتغلبي على خمسة أعداء، وهم:

1.إنه لعدو لدود:

أن تكوني مبادرة بفعل معين فهذا أمر تُمدحي عليه إن نجحتِ فيه، ولكن ماذا إن فشلتِ؟! سؤال لا يعرفه الفاعلون المبادرون، فهم لا يهابون الفشل ، وليست لهذه الكلمة وجود في قواميسهم؛ ولكننا دائمًا نخشى من الوقوع في الفشل ويمثل لنا شبحًا يطاردنا.

ومن أقوى الأمثلة على عدم اعتبار الفشل عائقًا هو شركة زيروكس أشهر الشركات العالمية التى تتعامل فى مجال ماكينات تصوير المستندات والمنتجات المكتبية، ولنتعرف سويًّا كيف بدأت تلك الشركة العملاقة.

في الأربعينيات من القرن الماضي، دار مخترع صغير اسمه تشيستر كارلسون بفكرته المبتكرة على عشرين شركة مختلفة، كان من بينها بعض كبريات الشركات في البلاد، ولكن كل هذه الشركات خذلته.

وفي عام 1947م، وبعد سبع سنوات عجاف من الرفض، نجح تشيستر أخيرًا في الاتفاق مع شركة صغيرة في حي روتشيستر بمدينة نيويورك، وكانت هذه الشركة تسمى هالويد، واتفق معها تشيستر على شراء حق تصنيع عملية تصوير المستندات إلكتروستاتيكيًّا، والتي كان قد ابتكرها، وأصبحت شركة هالويد فيما بعد مؤسسة زيروكس [النجاح للمبتدئين، زيج زيجلار، ص(185)].

فالشاهد أن تشيستر لو تعامل بمبدأ الخوف من الفشل، لما أبصرت شركة زيروكس النور، ولما أصبحت من الشركات الرائدة، فالريادة نتيجة طبيعية للفاعلية والمبادرة.

وها هو كريسي ويتينج مقدم برنامج سجل النجاح، البرنامج الأشهر بين برامج الإذاعات الأمريكية يقول: (إن الفشل هو السبيل الوحيد للنجاح، والمثل المعروف "وراء كل عظيم امرأة" ينبغي تعديله، بحيث يصبح: وراء كل عظيمٍ سجلٌ طويلٌ من التجارب الفاشلة صنع له النجاح في النهاية) [حتى لا تفشل، أحمد سالم بادويلان، ص(19)].

فخوفنا من الفشل هو خوف وهمي، لا أساس له من الصحة، ولا وجود له سوى في عقولنا، أما على أرض الواقع فالتجارب الفاشلة هي التي ستصنع فاعليتنا المنشودة.

 وقد جاء في افتراضات البرمجة اللغوية العصبية أنه (لا يوجد فشل، وإنما رأي محدد عن تجربة مضت)[البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود، د.إبراهيم الفقي، ص(30)]، فابدئي من اليوم بمسح كلمة (فشل) من قاموس حياتك، وأبدليها بكلمة: (تجربة مفيدة) أو (رصيد خبرة) سأتعلم منها الكثير بإذن الله.

2. الخوف من النجاح:

وهو قيد عجيب غريب قد لا يفهمه البعض ولكن للأسف فالكثير من الناس يعيقهم خوفهم من النجاح وليس خوفهم من الفشل، فكل مستوى من النجاح يفرض على صاحبه السعي إلى مستوى أعلى من النجاح في المستقبل.

وسنضرب لذلك مثالًا، فقد تنجح طالبة بتقدير جيد جدًا، وتنجح أخرى بتقدير مقبول، فنرى الطالبة الحاصلة على تقدير مقبول أكثر سعادة من صاحبة تقدير جيد جدًا، وذلك لأن الطالبة الحاصلة على مقبول كانت سترسب في دراستها وطموحها أن تحصل على جيد، بينما صاحبة تقدير جيد جدًا لن يقل طموحها وطموح من حولها فيه عن الحصول على تقدير امتياز أو أن تكون من الأوائل.

وحينما يفكر البعض بهذه الطريقة؛ يكون الرضا بمستويات عادية من النجاح، أفضل من السعي إلى مستويات متميزة تفرض عليهم ضغوطًا نفسية بالمحافظة على النجاح وتطويره.

أما الشخص المبادر الفعال فشعاره في الحياة "التطوير المستمر" فهو دائم السعي لأن يطور من نفسه ويرتقي بمستواه، كلما رفع له علم من المجد شمر إليه، فإذا حازه ارتأى علمًا أعظم، فتصعد همته ليصل إليه، وهكذا همته وعزيمته في صعود وترق دائم، وصدق الإمام ابن الجوزي إذ يقول: (ومن الصفوة أقوام مذ تيقظوا ما ناموا، ومذ سلكوا ما وقفوا، فهمهم صعود وترق، كلما عبروا مقامًا إلى مقام رأوا نقص ما كانوا فيه؛ فاستغفروا) [صيد الخاطر، ابن الجوزي، ص(119)].

3. اليوتوبيا:

إنها المدينة الفاضلة التي تخيلها الفيلسوف الأغريقي أفلاطون، ومضى يبحث عنها طوال حياته، ولكن دون جدوى، لأنه يبحث عن سراب.

وقد يعيش بيننا الآن بعض مقلدات أفلاطون الباحثات عن المثالية الزائفة مما يعوقهن عن الوصول للفاعلية، والتي يضعن لها معاييرًا غير واقعية ولا تتلاءم مع إمكاناتهم وصفاتهم.

ومن ثم كان الحل ليس وضع أهداف  فحسب، بل وضع معايير واقعية لتلك الأهداف، يمكن تحقيقها في أرض الواقع.

4. صدى الصوت:

يحكى أن أحدالحكماء خرج مع ابنه في جوٍ نقي بعيدًاعن صخب المدينة وهمومها ليعرفه على التضاريس من حوله.

 سلك الاثنان واديًا عميقًا تحيط به جبال شاهقة، وأثناء سيرهما تعثر الطفل في مشيته، وسقط على ركبته، فصرخ الطفل على إثرها بصوتٍ مرتفع تعبيراً عن ألمه: آآآآه، فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوتٍ مماثل:آآآآه نسـي الطفل الألم وسارع في دهشة سائلًا مصدر الصوت: (ومن أنت؟)، فإذا الجواب يرد عليه سؤاله: ومن أنت ؟

انزعج الطفل من هذاالتحدي بالسؤال فرد عليه مؤكدًا: بل أنا أسألك من أنت؟ ومرة أخرى لا يكون الردإلا بنفس الجفاء والحدة: بل أنا أسألك من أنت؟فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب، فصاح غاضبًا: (أنت جبان)، وبنفس القوة يجيء الرد (أنت جبان)[قصص ومعاني، علاء صادق، ص(11)].

وهذا شأن حديثكِ الذاتي فهو يرتد إليكِ تمامًا كصدى الصوت، فإذا أردتِ أن تسيري بثبات على طريق الفاعلية فعليكِ أن تنتبهي لما تُحدِّثي به نفسك، وأن تحذري من الحديث السلبي مع الذات، وأكثري من حديثك الإيجابي الداخلي، ومن التأكيد على قدرتك ـ بإذن الله ــ على اكتساب صفة الفاعلية.

5. ضعي الكأس واسترحي قليلًا:

(في يوم من الأيام، رفع محاضر كأسًا من الماء وسأل المستمعين: ما هو في اعتقادكم وزن هذا الكأس من الماء؟فتراوحت الإجابات بين50جم إلى 500 جم.

فأجاب المحاضر: لا يهم الوزن المطلق لهذا الكأس! فالوزن هنا يعتمد على المدة التي أظل ممسكًا فيها هذا الكأس، فلو رفعته لمدةدقيقة لن يحدث شيء، ولو حملته لمدة ساعة فسأشعر بألم في يدي، ولكن لو حملته لمدة يومفستستدعون سيارة إسعاف؛ فالكأس له نفس الوزن تمامًا، ولكن كلما طالت مدة حملي لهكلما زاد وزنه)[قصص ومعاني، علاء صادق، ص(13)، بتصرف يسير].

وهكذا ضغوطات الحياة، إن حملناها فوق رؤوسنا طوال الوقت، فستكون من أهم العوائق التي تقف في طريقنا نحو الفاعلية، خاصة في عصرنا الحديث ذي الوتيرة المتسارعة، ولذا ينصحنا الدكتور عبد الكريم بكار فيقول: (عصرنا الحديث هو عصر المطالب المتزايدة، وهذا يعني أن على كل واحدٍ منا أن يحسن كفاءته في مقاومة الضغوط التي تفرضها طبيعة العيش في هذا الزمان، وذلك يتطلب منا أن نتعود الاسترخاء والترفيه عن النفس في إطار من المشروعية والاعتدال) [بصائر في الشخصية، د.عبد الكريم بكار، ص(13)، بتصرف يسير].


ماذا بعد الكلام؟
1. ليس في حياة أهل الفاعلية فشل، وإنما هي تجارب وخبرات نستفيد منها.
2. ضعي معايير واقعية للنجاح، حتى لا يصبح الخوف من النجاح عائقًا عن الفاعلية.
3. النجاح ليس في وضع الأهداف فحسب، بل وضع معايير واقعية لتلك الأهداف، يمكن تحقيقها في أرض الواقع.
4. لابد أن تنتبهي لما تُحدِّثي به نفسك، وأكثري من التأكيد على قدرتكِ على تحقيق تلك الفاعلية.
5. تخلصي من الضغوطات، فهي من أهم عوائق الفاعلية والتميز.

المصادر:
· صيد الخاطر، ابن الجوزي.
· بصائر في الشخصية، د.عبد الكريم بكار.
· قصص ومعاني، علاء صادق.
· النجاح للمبتدئين، زيج زيجلار.
· حتى لا تفشل، أحمد سالم بادويلان.

منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق