الخميس، 26 فبراير 2015

زوجة ربانية بحق وحقيقة


زوجة ربانية بحق وحقيقة
قلم : نبيل جلهوم

 شاب طموح ملتزم خلوق سيرته طيبه :
جاد فى الزواج، يريد أن يتزوج ليحصّن بصره وفرجه ، يريد أن يتعبّد
بزواجه ربه سمع عن إحدى الفتيات الملتزمات مميزة علميا، وملهمة
ثقافيا، ذات حياء وصون وعفة ، ورشاقة و جمال.كلما علم عنها خبرا
أو رأى من أعمالها عملا إنشرح صدره لها وزادت بها قناعته.أراد أن
يتعرّف عليها أكثر وأكثر فإذا به قد وجد فيها ماكان يتمناه فى شريكة
حياته فكرا وأدبا وحركة وعفة وحياء وطهر. فهى فتاة يقدرها كل من
حولها، تمشى على إستحياء حتى لتكاد تقع على الأرض من شدة تركيز
بصرها فى الأرض، ورغم صغر سنها إلا أن لها مكانة بين عشيرتها
وفى وسط زميلاتها وبين مدرائها، يحترمها الزملاء، وتتحابب إليها
الزميلات. إجتماعية، فهى حتى حين تمشى فى الأسواق تناديها بائعة
الخضار كيف حالك يا بشمهندسه، تفضلى أى خدمة يمكن أن أخدمك بها،
تناديها النسوة من جيرانها بألقاب التقدير والإحترام رغم أنهن فى عمر
أمها بل قد يزيد، بإختصار وإجمال وجدها تحمل ما كان يحلم ويرغب به
هو فى أن يكون متوفرا فى شريكة حياته ورفيقة دربه من صفات طيبة.

لم يتردد بعد ذلك لحظة خاصة فى جدية الزواج منها والتقدّم اليها بعدما
إتضحت ووضحت كل معالم الصلاح و تلك الخصال الجميلة
بين يديه وأمام عينيه.

تزوجها، وواجهتهما المصاعب الكثيرة الواحدة بعد الأخرى، تخطياها
بالحب، حين كانت تتخوف هى من إستمرار العلاقة بينهما لظرف أو آخر
كان يحفّزها كل مرة هو ويدعمها، فترجع إليه مقتنعة برأيه تارة ومتخوفة
تارة أخرى، أطاحت بهما أمواج عاصفات وقت تكوين البيت وإعداد عش
الزوجية، تخطياها معا بالحب حفاظا على الرباط الوثيق والميثاق الغليظ
ووفاء للحب فى الله الذى ربط قلوبهما.

 ولطالما رددا معا وردا للحفاظ عليه:
 اللهم إنك تعلم أننا قد اجتمعنا على طاعتك وعلى الحب فيك، فوثق
رابطتنا وزواجنا وحبنا وأدم مودتنا وعلاقتنا، واملأ قلوبنا بفيض الإيمان
بك وجميل التوكل عليك وأحينا بمعرفتك وأمتنا أحبة على طاعتك واجمعنا
فى جنتك كما جمعتنا فى دنيتك.

كانا يرددان ذلكم الدعاء معا صباحا ومساء، لدرجة أنه فى حال لو كان
أحدهما على سفر فإن ذلك لم يكن عائقا فقد كانا يحرصان على ترديده
أيضا رغم السفر وعلى الهاتف توثيقا للحب وحفظا لرابطة الود وحياة
لهذين القلبين اللذان ارتبطا وتحابا وإجتمعا، حتى تمتن الحب أكثر وصار
كل منهما لايستطيع أن يبتعد عن الآخر ولو لدقائق قليلة.

 توثق الرباط وتمكن الحب وسيطر على قلبيهما
وفكرهما وكل حياتهما.
صارا معا زوجان ربانيان يتعبدان الله بالحب والمودة حتى أصبحت
روحهما روحا واحدة ودربها واحدا وكلامهما واحدا لم يتخيل هو يوما
 ما أن تكون تلك الفتاة التى تزوجها تحمل هذه المواصفات المباركة
كان دوما كلما تحدثت هى بارك و دعا لها مرددا ماشاء الله لاقوة الا بالله
يخاف عليها من العين والحسد وكلام الناس لما تحمله من صفات كثيرة
طيبة فالزهد الغير عادى سمتها وشعارها فهى لم ترغب يوما ولاترغب
من دنيتها شيئا حتى أبسط أساسيات البيت وهدايا الزواج البسيطة
تحدث معها ذات مرة مندهشا ،،

 كيف بك تحملين هذا الفهم الربانى عن الدنيا يازوجتى الحبيبة

فقالت له أنا أيها الغالى لست راغبة فى الدنيا فيكفينى أنت منها وأنا
من النسوة اللائى يرغبن فى الآخرة ولها أسعى فدنيتى آخر مايكون من
إهتمامى وإنما إهتمامى هو فى جنتى وآخرتى أريدها بطاعتى لك وبرضاك
عنى فأنت من الدنيا تكفينى جسرا أعبر عليه برضاك عنى كى تأخذنى
 إلى جنة ربى.

لم يكن يتصور هو وأهله وعشيرته أن تكون تلك الفتاة هكذا وبهذا
المستوى الراقى من الفهم ولفظ الدنيا والزهد فيها والطمع الجميل
 فى الآخرة ونعيمها، لم يتصور هو وعشيرته ذلك باعتبار ما يرى فى
مجتمعه من ماديات وصخب المادة والشهرة فصار من الصعب ان يكون
هناك مثلها من الفتيات الصالحات فتاة بمثل هذا الابداع الخلقى الربانى
النموذجى. لقد كانت فتاة ربانية انتقلت كليّة بربانيتها من بيت أمها وأبيها
الصالحين إلى أن صارت زوجة ربانية فى بيتها وفى محراب زوجها.
ولم تكن كذلك سوى ذات الحسب والنسب ومن عائلة تكاد تكون كلها
مثقفة شريفة ذات مكانة بين الخلق مشهود لهم بالصلاح.

تربّت الفتاة فى بيئة تعرف الله تخشاه ولاتخشى سواه، تعلمت أحسن تعليم
تفوقت فى مراحل دراستها كلها، تميزت عن أشقائها وشقيقاتها
وقريباتها، لم تتوقف عند حد معين من التعليم بل ظلت تواصل وتواصل
طموحاتها، ورغم صغر سنها إلا أنها سبقت سنها وبنات ونساء زمانها
كثيرا لذا فهى كانت محل أنظار الجميع.

أما عن الجمال و الحسن  فهى الطيبة الوجه المشرقة ذات الحسن
والجمال ولقد وصل الحال بزوجها المحب إلى درجة أنه كان يفتخر بها
 فى كل لقائاته بأحبته قائلا لهم:

 ليتكم تتزوجون بمثل هذه التى تزوجتها فقد كان يفخر بها فيما
بينه وبينهم جميعا

ولأن الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين، فإن الله قد ساعد الشاب الطيب
مع عروسه الطيب وبدآ معا رحلة من أجل تكوين عش طالما حلما به معا
وتحملا من أجله الكثير. ثم التقيا على سنة الله ورسوله رفضت هى
مايسمونه ,,شبكة العروس ,, تزهّدت بشكل لا دلالة عليه سوى أنها تؤكد
إخلاصها وحبها لزوجها وشغفها لجنتها فى رحاب الآخرة، تؤكد حبها
لزوجها ذلك الذى ارتبطت به مختارة راضية قانعة محبة رافضة لكل
من تقدم إليها من قبله وهم كثير. وكلما اجتهد الزوج الشاب جاهدا
فى إكرامها ولو بأقل درجات الإكرام أبتْ هى ورفضت

 وقالت كيف تشترى لى كذا وكذا وأنا أتألم حين أرى الذى فلانة وفلانة
من اخواتى الطيبات وجيرانى وزميلاتى فى العمل يعشن فى بيوتهن عيشة
الضنك والتعب كيف تشترى لى كذا وكذا والفقر بين الناس ومعارفى
 قد أصبح مؤلما كيف وكيف وكيف حتى صار زوجها فى حيرة من أمرها
لكثرة تكرار رفضها لما يأتى به لها.

بالتأكيد ومن الطبيعى بعد ذلك ومقابل ذلك أن يزداد لها حبا وعليها
حرصا، فصارت عنده ليست مجرد الزوجة بل صارت هى أمه التى يسكن
لصدرها ولاينام إلا عليه، جعلها أمه التى تطعمه ولايقبل الطعام من يد
غير يدها، جعلها أخته وحبيبته وعشيقته وسكنه ومأواه بل جعلها مصدر
إلهامه و منطلق أحلامه نحو كل جميل فى حياته ومستقبله وصار يستبشر
بها خيرا ويتفائل فى خطوة يخطوها. أحبّ كل ما تحبه من الطعام وكره
كل ما تكره منه   أحبها وأحبته وارتاح لها وله ارتاحت وجد فيها النساء
كلهن مجتمعات، بل لم تكن فى الدنيا لديه نساء غيرها صارت الأيام
تتلوها الشهور والسنين حتى رزقهما الله ببنات وبنين تربوا تحت عرش
حضنها الدافيء فقد كانت الأم المثالية كما هى الزوجة المثالية الربانية،
فنشأ الأ بناء أحسن نشأة وتربوا فى حضنها أحسن تربية، بل وارتشف
هو كزوجها من حنانها وحبها وصدرها كطفل رضيع فكانت له مصدر
سكون وسكينة و راحة بال وبه رحيمة.

لقد كان يؤكد الزوج لنفسه ولأبنائه حين كبروا بقوله لهم: إن أمكم
يا أبنائي هذة هى ليست إمرأة من النساء بل هى كائن لايعرف عنه شيئا
النساء فقد تكون فى حقيقتها يا أبنائي حور عين قد هبطت علينا وعليكم
حبا من ربنا فى أبيكم وفيكم - من سماء الله رحمة بأبيكم الذى طال ألمه
وصبر قبل زواجها كثيرا وانتظر طويلا وبحث عن مثلها حتى وجدها

وتتوالى الأيام ويظل يحكى الزوج عن زوجته قائلا 

أشهد الله أن زوجتى أم أولادى لم تقصر معى طيلة حياتى وأشهد أنها
 لم تبخل علىّ بقلبها ولا حبها ولاعاطفتها  ولا إهتمامها، أشهد أنها
قدرتنى

و قالت لى المرة والمرات: لقد وجدت فيك يازوجى رجلا بكل معانى
الرجولة وجدت منك حنانا لانظير له حتى ممن هم من دمى ولحمى،
وجدتك الرجل الذى كم تمنيت مثله السنين الطوال فلقد رفضت غيرك
الكثير والكثير، ولم أسمح لقلبى أن ينفتح لأحد سنين طويلة رغم كثرة
المترددين الراغبين الزواج منى إلا أننى لم أكن أعبأ بهم ولا بأحد منهم
فدراستى تهمنى وطموحى فى أن أتخرج من الهندسة هو أمل من آمالى،
ولا أريد أن يشغلنى أحد عن ذلك، أما أنا حين تزوجتك سعدت بأننى لم أكن
أعرف أحدا مثلك والآن بك أنا قد إكتفيت ولن أبحث عن غيرك ولن أنظر
مهما كان وبعدما عرفتك فأنا لم أكن أفكر فى الزواج يوما فى هذه السن
المبكرة ولم يشغلنى ذلك الأمر حتى أتيت أنت ومن وقتها لا أدرى ماذا
حدث لى لقد قلبت كيانى وغيرت نظرتى تماما نحو كل شيء، صرت أشعر
بالحياة وجمالها 
وصارت الحياة تستقبلنى وكأن الحياة قد صارت هى من تشتاق إلى
وصرت أنا أشتاق إليها بعدما عرفتك ولقيتك، تشتاق هى  وأشتاق أنا
وكأنى والحياة صرنا عشاقا بسببك وبسبب قربك وظهورك فى ساحة
قلبى. فلقد تردد على الزواج منى الكثير وأنا منذ الصغر وتوقفت منذ زمن
بعيد قد طال ليله وتعددت أيامه بل سنينه وكثرت همومه ومتاعبه بسبب
مسألة الزواج، فأهلى كثيرا ماكانوا يلوموننى لماذا ترفضين وأنت
المرغوبة وكنت أتضايق كثيرا منهم، حتى جأت أنت دون موعد وعلى
غير ترتيب لتبدد كل متاعبى وتشعرنى بالحياة من جديد وكأن الله أراد
 أن يكافئنى على صبرى وعدم تعجلى، وكأننى خُلقت من جديد، حقا فأنا
بزواجك لم أعد أشعر أننى فقدت شيئا أو تأخر عنى شيئا أو استعجلت
 فى زواجى أبدا، بل أقولها وبصدق لك أننى لم أعد بعد زواجك أرغب فى
الدنيا بأى شيئ فقد حظيت بعد ارتباطى بك بالدنيا كلها وبكل شيء حلو
فيها فأنت قد جمعت كل حلو فى الدنيا واختزلته فى شخصك فماذا
أطلب بعدها؟

واستمرت وتوالت وتتابعت الأيام والشهور والسنة تلو الأخرى، سعادة،
حب، سكن، راحة، رحمة، كانت هى حور عين، والأبناء بأمهم سعداء
فرحين فهى الناصحة لهم والمرشدة والمثقفة، تعرف العلوم الكثيرة، كانت
للأبناء معلمة فى كل المواد، يلجأون اليها فتطمئن قلوبهم ذكورا وبنات،
لايفارقونها تعاملوا معها كأخت لهم قبل أن تكون أما وطاهيه، كلما أرادوا
استشارة أبيهم قال لهم لديكم أمكم ذات الفكر والوعى والنصاحة صاحبة
الرؤية الثاقبة والبلاغة فلتذهبوا إليها إطرحوا أمركم عليها فأنا أثق أنها
الرشيدة الراجحة ولن تجدوا عندها سوى ما كنتم تأملونه من استشارتى
بل وأفضل بكثيرولم تكن تلك الزوجة لزوجها مجرد زوجة وهو كذلك
بدوره لم يكن لها مجرد زوج فقد كان لها محبا عاشقا متيما وبها وفيها،
بل أصبح يتكلم بكلامها وينطق بنطقها و يعمل بمشورتها كانت عنده كل
شيء، كانت له قبله يتوجه اليها، يستلهم الخير فى محرابها، ولم لا وهى
من كان يحلم بمثلها أو يحلم بمن تحمل ولو نصف ماعندها من سمات
الصلاح والجمال و التقوى ورجاحة الفكر وصواب الطريق الذى تسير
عليه، لم لا يحبها ويحافظ عليها وهى المجاهدة التى لا تخشى فى ربها
لومة لائم، تصدع للحق بصوتها وتصل بالنصيحة إلى الصغير قبل الكبير،
لم تكن تريد جزاءا ولاشكورا، حملت هم دينها واعتبرت أنها هى المسئولة
الأولى عن هداية أمتها، حتى صارت لزوجها تاجا على رأسه يفتخر بها
هنا وهناك فى المحافل وأمام الأحبة والصحب والأقارب.

 وفجأة ودون سابق إنذار تأتى العاصفة :
سُحب سريعة وغيوم مفاجيء يظهر فى منتصفه نقطة سوداء شيطانية
تشتعل بأعجوبة دروب من الغضب، يدخل إبليس اللعين متخفيا فى ملابس
تنكرية، لتحل سحابات الدموع وتسيطر على العيون، ليتصارع الحب بين
الحبيبين مع الغضب مرة ومرات، تعلو الموجة ثم تهبط، ثم تعلو ثم تهبط،
يبدأ الصرح يتمايل بعد أن كان راسخا، تتسلط الهموم بقوتها وتحل
الأحزان بدل الأفراح والغضب محل السعادة، يتوه الأبناء، تتبدل الأحوال،
تثقل الكلمات تأبى الخروج وإذا فكّرت الكلمات فى أن تخرج خرجت مظللة
بسحابة الحزن، تسكت الألسنة بعدما كانت لا تسكت لحظة

 ثم يحدث الحدث الأكبر ،،،، الطلاق. 
هنا يهتز عرش الرحمن، ومعه يهتز عرش البيت ذلك الصرح الكبير
تزداد الآلام، تتضاخم الهموم، تشتعل الأزمة، تتأثر القلوب. يتيه الأبناء
فلا على المذاكرة هم يقدرون ولا أمام هول الموقف مايمكّنهم ويساعدهم
أن يفعلون خيّم الصمت وذهبت الفرحة، وتكوّم كل من الزوج والزوجة
فى ركن من أركان الصرح الكبير جفت الحلوق و انقطعت الأصوات و خيّم
الحزن على البيت أما وأبا وأبناء  ثم فجأة وبعد أيام ليست طويلة وقبل
إنتهاء العدّة

واذا بصوت الزوجة الربانية الصالحة يعلو ويصرخ ويصيح بقوة، تلك
المرأة صاحبة التاريخ المتراكم من الصلاح والهداية تلك التى بنت الصرح
بزهدها ودينها وثباتها وجهادها ووقتها، إذا بها تتحدى الموقف وتقفز
وتسارع وتتغلب على كل تلك الجبال الشامخات من الهموم والتلال
الرهيبة من الأحزان التى خيمت عليها وعلى زوجها وعلى الأبناء،
راحت تطفأ بيدها وحدها النار فهى المعروفة بقوة إيمانها وارادتها
أخذت تتمالك نفسها مستعينة بربها، راحت توقف الدموع كلها دموعها
دموع زوجها دموع أبنائها، ولم لا وهى بطلة القصة من أولها إلى آخرها
    ثم وما أن لبثت الحلوق حتى جفت والقلوب حتى توقفت وصار الجميع
أما وأبا وأبناء فى مهب العاصفة الشديدة وإذا بالزوجة الربانية و الأم
الصالحة تأتى شامخة غير عابئة بكل من حولها من الناس

لتعلنها مدوية عالية: لا يا زوجى الحبيب لن نفترق أبدا لا يا أبنائى الأحبة
لن أدع أبيكم يتركنا  قسما لن يكون قسما سيرجع الحصن كما بنيناه
وأجمل فأنا من تزوجتك يا أبا أبنائى الحبيب حبا فى الله وفيك ولن أسمح
لذلك الحب أن يموت قسما يا أبنائى سنكمل المسيرة من جديد أنا وأبيكم 
مسيرة حبنا فى الله الذى بنيناه و بدأناه أنا وأبيكم حب كان على طاعة الله
ونصرة شريعته ومناصرة الحق قسما لن أفرط فى تلك المسيرة التى
تخطيناها أنا وأبيكم من المصاعب الجسام مسيرة زهد وتقشف كانت
شعارى منذ أول يوم عرفت فيه أبيكم فلم تشغلنى فى يوم ما  الماديات
 ولم يفلح يوما أحد من أصدقاء أبيكم أو من حبيباتى الصديقات أو حتى
أمى و أبى و أشقائى والشقيقات والجارات والأخوات أن يزعزع أحد مهم
حبنا أو يدخل بيننا أو يعكر صفو قلوبنا أو يوقف شقشقة عصفور حبنا
فقد ضحينا سويا كثيرا ولن أسمح لتلك التضحيات أن تذهب هباء منثورا
واليوم مهما كانت المتاعب ومهما عظم الخلاف ومهما اسود المشهد
إلا أننى سأقف قوية نعم سأقف قوية صامدة سأتحدى إبليس ومن على
شاكلته لن أبرح صرحا بنيته وزوجى كانت لبناته حب ومودة ورحمة
وسكون لن أبرح عشا جميلا كم فيه لمست السعادة والفرحة مع زوج
طيب لن يبرح أبيكم ذلك البيت وذاك الصرح أبدا لن يرحل ولن أسمح له
أن يرحل

وهنا وقف الزوج على قدميه مندهشا بعد أن كان متكوّما فى ركن من
أركان البيت  وتسمّر الأبناء واقفين فى أمكانهم بعد أن كانوا جالسين
نظر الزوج المحب لزوجته نظرة جديدة وكأنها الأولى من نوعها
نظرة كلها تقدير مفعمة بحب جديد وروح جديدة   وجد فى كلماتها الصدق
والوفاء الذى تربت عليه ونشأت استشعر بصدقها فى ضم شمل الأسرة
وارجاع العصافير إلى عشها بصوتها الجميل تصدح داخل البيت

 الآن هو يريد أن يعرف ما الحكاية وما القصة وما الدافع الذى
أوصل زوجته وحبيبته كى تتحدث بهذه الكلمات الجريئة
وبتلك السرعة وبهذا التحدى الكبير لإبليس اللعين وجنده
ثم وماذا تقصد هى من كلماتها ثم راح يرجع للخلف قليلا بذهنه شيئا
 الى الوراء، تذكر يوم أن تعرّف عليها من سنين وتزوجها ورفضت آنذاك
الذهب والهدية و طلبت وقتها فقط رضى زوجها لا أكتر فهى من كانت
تردد له:

والله يازوجى الحبيب إذا رضيت أنت عنى فالله سيرضى

 فيرد هو عليها بقوله لقد رضيت عنك رضاء لا سخط بعده وكان يكررها
الكثير والكثير والمرة بعد المرة لها

تذكّر البحر الذى جلسا على شطآنه معا بالساعات قبل مجيء الأبناء إلى
الدنيا تذكّر شهر العسل يوم أن كانت تضحك معه وتسابقه وترشه
فى البحر بالماء وهو يريد أن يمزح معها ويغرقها تحت الماء فيحذره
الحارس الغطاس الواقف على خشبة الشاطيء فيرجع هو عن فعلته
تذكّر الهيام والطعام وتورتة الزواج التى أحضرتها له هى بنفسها يوم
زواجهما، تذكر وراح يتذكر ويتذكر، ثم خرج بنتيجة سريعة ملخصها
أنها هى نفسها  تلك زوجتى التى عرفتها، نعم هى من اخترتها
واختارتنى، لن تتغير ولن تكون إلا هى كالتى عرفتها وليس غريبا
 أن يكون هذا الآن موقفها. هى زوجتى، بالتأكيد لن تهدم صرحا هى بنته
بعقلها وجمالها وتضحياتها وزهدها وطيبتها وحسن نيتها وصدق محبتها
وبالفعل صدق حدسه فيها وكل توقعاته حتى رآها ترفع صوتها
بصوت عال

زوجى الحبيب دعني وحدي الآن أن أعيد بناء الصرح إسمح لى بذلك
تمهل قليلا لا شأن لك بشيء الآن فأنا لن أسمح للشيطان أبدا ولا لجنوده
من الانس والجن الذين أرسلهم بخبثه ومكره وسلطهم علينا أن يهدموا
حبنا أو أن يفرقوننا مهما وضعوا الجبال والعراقيل ونصبوها أمامنا
وحاكوا الشباك الخبيثة ليصيدونا بها نعم لن أسمح وكيف بى أسمح لذلك
الصرح يامن أنت جنتى عند ربى ونارى أن ينهدم صرح حبنا كيف أسمح
بهدم صرح ذكرنى الآن بذكري رعشة يدى حين إحتضنت يدك وأخذت أنت
تشد عليها اليوم سأضع يدى بيدك لأشد أنا عليها فأنا من أريد رضاك لان
فيه الجنة وفيه رضا ربى ومعه فى الدنيا حسن خاتمتى

نعم سأعيد الصرح أنا وسأتحدى الكون وابليس وحدى أنا، بل وسأتحدى
الإنس والجن جميعا، أنا من سأشد بيدى على يدك من جديد نحو محراب
جديد وفى رحاب حياة جديدة سنعيد فيها معا العش الذى طالما حلمنا به
معا قبل أن يأتى الاولاد، سأعيد أنا بنفسى لك قلبى الذى طالما تضرع
الى الله أن يحفظك لى وأن يبلغنى مرادى فى ذلك وأن يتم زواجنا بعدما
إخترتك أنت وتغافلت عن الرجال أجمعين وغضضت الطرف عن كل
إغرائاتهم، كيف بعد رفضى لكل الرجال وقبولى بك وإنجابى منك كيف
الآن أسمح لهذا الصرح أن ينهدم، أبدا لن يكون، فقد اخترتك أنا بكامل
رغبتى ولم يختارك لى أحد من أهلى أو عشيرتى فأنا من اخترتك ولن
أهدم اختيارى مهما حدث

وبدأت الزوجة الصالحة تنظر إلى زوجها الذى ذرفت عيناه بالدموع
من شدة الفرح وإذا بها تنظر اليه نظرات دافئة تحمل في طياتها وعود
بالسعادة والاحتواء من جديد وبذل العمر في إرضاء الزوج الحبيب

وأخذت صارخة تقول : لن أهدم صرحا يذكرنى الآن بالذكري الأولى ذكرى
أول التقاء على سنة الله ورسوله

ذكرى أول ثمرة لزواج مبارك، بدأ نبض قلبها يتسارع، شعرت بوقوعها
فى حب زوجها وكأنه لأول مرة،  بدأت تعلوها كما كانت تعلوها من قبل
ضحكات ملائكية بريئة وبكاء  كالموسيقي من الفرحة ثم تذكرت بنفسها
ذلك اليوم الأول من زواجهما،  حين تركا المنزل وذهبا يقضيان الليل على
البحر يغازلهما الموج بألحانه، تلك الليلة التى كانت بمثابة عصفور أخذ
ينمو بين يديها ويدى حبيبها وراح يكبر يوما بعد يوم، تضمه أحضانهما
معا، وتحمله قلوبهما معا، تحميه لمساتهما معا، وتتلهف عليه أرواحهما
معا كلما تذكراه فى لحظات انسجامهما التى لاتنسى

أخذت صارخة تقول لن أهدم صرحا بعدما تخيلت الآن بذاكرتى تلك الليالى
التى سهرناها معا يازوجى الحبيب، وقت أن تألمت فيها قلوبنا بسبب
مرض أحدنا وكأن المرض قد أصابنا نحن الطرفين معا

أخذت صارخة تقول أبدا لن أنسى ذلك اليوم الذى وجدتنى فيه مريضة
أتألم فسهرت بجانبى تبكى بحرقة وكأن المصاب والمتألم هو أنت
 ولست أنا.

أخذت الزوجة الربانية صارخة: كيف أسمح لك بل و لن يحدث أبدا ومهما
كانت الأسباب وضخامتها وعتمتها وسوداها أن أدعك تهدم صرحا
وأنا أتذكر الآن يوم أن كنت أخاف عليك عند السفر حتى لأداء العمرة
أو لقضاء طاعة نحو ربك فى بلد آخر تعود بالنفع عليك وعلينا، كيف بى
وأنا الآن أتذكّر كيف كنت وقتها لا أنام الليالى حتى أطمئن على سلامة
سفرك ووصولك لمكانك ورجوعك إلى دارك إلى زوجتك ترتمى بين يديها
بعد رحلة سفر طويلة، إلى عشك الآمن.

كيف بى أن أسمح لك بأن تهدم صرحا يازوجى الحبيب حافلا بحياة ذاخرة
عشناها معا لحظة بلحظة وبكل ما فيها من ضعف وقوة، ألم وأمل، فرح
وحزن، ضحك وغضب، تقارب وتباعد واتصال و اطمئنان، رسائل حب
وغرام بين زوجين لم يكونا يوما شخصين بل لم نكن فى حقيقتنا سوى
واحد أوله عندى وآخره عندك

كيف أسمح لك بى يازوجى الحبيب أن تهدم صرحا حافلةٌُ أيامه وحاملة
فى بطونها جنين جميل من حنين شوق وحب وآلام ليال طوال اجتمعت
في قلبى أنا المكلومة التى كنت أحزن أخاف عليك من سفرك ليلا
فى وقت متأخر حسبة لربك، أو اضطرارك للسهر بعيدا عنى أو عن بلدك

والله يازوجى الحبيب لن أسمح لك أن تهدم ذلك الصرح، نعم لن أسمح
ولن أساعدك ولن أساعد الشيطان وجنوده أن يهدموه ولن أكون لهم عونا
عليك ولا على أبدا مهما كنت أنت ومهما حدث منك ومهما كنت أنا
 ومهما حدث منى 


ثم بالله عليك تعالى نفكر ولو قليلا كيف وصل الشيطان بى وبك أن نتلفظ
بألفاظ الطلاق، بل كيف تنطقها وكيف أنا أقبلها وكيف أصل بك إليهآ ،
ألسنا من الشيطان وجنوده أقوى، أين ربانيتنا و جهادنا وصبرنا الطويل

 أليس ذلك عيبا علينا سويا مهما كانت مشكلاتنا ألم تكن بيوت الصحابة
مليئة بذلك ومثله وغيره وبيوت السلف ومن أتى بعدهم ثم بالله عليك هل
أن كل مشكلة لايكون الحل الأمثل لها الا بالطلاق؟ هل الكىّ بالنار هو
أفضل الحلول وأولها يازوجى الحبيب يجب أن يتعامل كل منا مع الآخر
معاملة الربانيين

إن أنا أخطأت فيك فسامح أنت
وإن أخطأت أنت فلأسامحك أنا

ألسنا على هذا ترابطنا برباط الله الوثيق الغليظ؟ هل هناك بيننا ما
هو اسمه أنت وما هو اسمه أنا ألسنا واحدا أوله عندى وآخره عندك
أو أوله عندك وآخره عندى ثم من أنا ومن أنت ماهى كرامتى وماهى
كرامتك كيف أسمح لك بأن تخرج تلك الكلمة من لسانك بالطلاق
أو إن أخرجتها فستردها كأن لم تكن قد خرجت لن أسامحك على قولها بل
لن أسامح نفسى أبدا حتى يرجع صرحنا وسيرجع الآن أنسيت ياحبيب
ماكان بيننا وأي بيت بلا مشكلات؟ أليس واردا جدا أن تعصف بنا الأيام
كما عصفت بغيرنا؟ ثم بالله عليك من قال أن العواصف واختلاف الرؤى
بين الزوجين وأى نوع من المشكلات أيا كانت تعني نهاية حياة جميلة
بشيء مخيف اسمه الطلاق

لماذا تعجلت يازوجى الحبيب فى أمرك؟ ثم بالله عليك وأستحلفك به:
من قال أن كل حجر عثرة يلاقينا يتطلب منا العودة من حيث أتينا؟
لماذا ترجعنا هكذا الى مربع الصفر؟ لماذا لا نتعاون معا على إزاحة كل
همومنا ومشاكلنا من طريقنا ونزيح قبلها كل من كان سببا فيها؟
بالله عليك يازوجى الغالى لماذا لا تشد علي يدي الآن كي نعبر أزمتنا
معا بأمان حتى لو كثرت تلك الأحجار أنسيت قولك الدائم لنا أن كل محنة
تحمل دوما فى بطنها منحة؟ ألا تعلم يازوجى الحبيب آن أى طريق مغلق
قد يكون هو نفسه الطريق الذى يجلب السعادة لصاحبه حتى يدخله جنة
فى الدنيا واخرى فى الآخرة ألا تعلم أن كل منحني نحسبه حين نراه من
بعيد مرعبا مخيفا قد يكون في ذلك الرعب والخوف ربما يكون الأمان
والأمن والسكن والفرج والفرح والمستقبل الزاهر

ماذا استفدت يازوجى الحبيب أنت الآن من تلفظك بالطلاق؟ تريد أن
ترحل عنى وعن صرحك الذى بنيته معى بليلك ونهارك وتعبك وأعصابك
وتخطيطكتردد كل وقت: كرامتى كرامتى؟ وما كرامتك أيها الحبيب سوى
كرامتى أنا وكرامة أولادى وكرامة فكرتى وعائلتى ودربى لم تردد دائما
قولك رجولتى رجولتى كرامتى كرامتى؟ إن رجولتك أيها الغالى هى ركن
من أركان بيتنا وركن من أركان شخصيتى أنا وركن من أركان صرحنا لن
أسمح لأحد بل لنفسى بل لأهلى بل لأبنائى بل للدنيا أن يمسوها بسوء
فأنت رجلى بل أنت لى كل الرجال ولارجل لى غيرك لا يا زوجي الحبيب
ضع باعتبارك كلماتى هذة وبقوة بل واحفرها حفرا على جدار قلبك

لن أدعك بسبب موقف أو مشكلات غاضبة عصفت بصرحنا أن تهدم
صرحا حلمنا به معا وبنيناه معا وتحملنا في سبيله معا، لن أدعك ترحل
عني وأنت تعلم أنك ستري وحصني، لن أدعك ترحل عني وأنت قلبي
ونبضي وحياتي، لن أدعك ترحل وأنت تعلم أنني في هذه الدنيا بك أنت
وأنني أبتغي رضا ربي بإسعادك وطاعتك، لن أدعك ترحل وأنت جنتي
وناري وسبيلي للنجاة إن أنت رضيت عني

من قال أنك حين تعود قد مسست كرامتك؟ وكيف أمسها وهي كرامتي
وحمايتي وصيانتى؟ من قال أن رجولتك ستخدش حين تعود إلى أو حين
تنساب دموعك من أجلي؟ بل إنها الرجولة كلها والإنسانية كلها ومقتضي
كمال النفس الإنسانية التي ميزها الله عن سائر المخلوقات بالرحمة
 والود والحب

من قال أنك حين تعود إلى صدرى لن تجدني في انتظارك بكل الحب
والشوق يغفر أحدنا للآخر ويعفو، خاصة ونحن ربانيون، مع الله فى دربه
وعلى دربه نسير وبنبيه نقتدى، نحن من نسأل الله العفو الدائم
 فى الدنيا والآخرة فكيف لا يعفو أحدنا عن الآخر؟ ومن أولي بالعفو
 إن لم يكن لك أنت أيها الحبيب؟

لن أبحث حين تعود من المخطئ ومن السبب ومن المظلوم ومن الظالم،
فكلانا أخطأ في نفسه حين سمح للشيطان بالتدخل، وكلانا مصاب
 فلا غالب ولا مغلوب، كلانا قد رسب فى الإختبار، كلانا مهزوم أمام نفسه
نعم مهزوم أمام نفسه قبل أن يكون مهزوم أمام شيطانه الذى تحكم فيه
او أمام أبنائه ومجتمعه او رب العالمين أمام نريد معا أن نمحو تلك النقطة
السوداء التى ظهرت فجأة فى طريقنا معا ولن أسألك لما فعلت ولا تسألني
أنت أيضا لم فعلتى ولو كان الخطأ منى فسامحنى و اعفو عنى فالعفو منك
إن لم يكن لى لحبيبتك لزوجتك لشريكة كفاحك فلمن سيكون؟ ولو كان
الخطأ منك فسأسامحك وسأعفو عنك فإن لم أسامح زوجى رفيق دربى
الحبيب وأعفو عنه فلمن غيره يكون التسامح والعفو ياسترى يامن أنت
أقرب إلى عند الله من والدى معا

و حين تعود وترجع لى ولأبنائك الأحباب لن أسألك من السبب فيما جرى؟
لن أسأل لكونى مؤمنة بأننى أنا وأنت واحد وبأن همنا واحد وجسدنا واحد
ومشكلاتنا واحدة وطريقنا واحد وأبنائى هم أبنائك، لن أسألك رغم كل
المشكلات التى صارت ورغم كل التساؤلات التى صارت والتشاحنات
 و جرت من حولنا فأنا أريد رضاك لانه لن تكون لى جنة إلا بك فلا
تحرمني رضاك فى الدنيا كى لا أحرم جنة ربى فى الآخرة

لا تدرى كلما تذكرت قول حبيبى وحبيبك محمد:

 ( لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر،
لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه عليها )
 وصححه الألباني في "صحيح الجامع" 7725

من أجل ذاك وغيره فو الله لن أجعلك الا فى فوق رأسى وفي قلبي وعينى
وعقلي ولن أهنأ ولن أستريح إلا وأنت عائد إلي رحاب عشنا لزوجتك
الحبيبة وأبنائك الأحبة الذين طال شوقهم لك ولضحكتك وطيبة قلبك
وحنانك.ألا تعلم أن شوقى لك يفوق شوق أبنائك لك ألست شريكة دربك
وحبيبة قلبك ومن اخترتنى واخترتك ؟

ارجع زوجى الحبيب بقلب كالقلب الذي عرفته من قبل فأنا حبيبتك
وزوجتك ومن سكنت اليها وارتبطت بها برباط الله الوثيق ارجع لأبنائك،
ارجع لى ومعك قلب زوجى المحب الذى أشهد له بانه يسعى دوما لكسب 
ود زوجته وحفظها ويتقي فيها ربه سريع الرجوع سريع العفو فلم يعرفك
أحد كمآ عرفتك أنا.ارجع فأنا فى انتظارك..

  هنا لم يجد الأبناء سوى أن يحتضنوا ذلك النموذج الفريد
 من الأمهات :
قبّلوا قدميها  قبل يديها حملوها على الأعناق حتى كادت تقع من بين
أيديهم وحين رفعوها كثيرا فوق أكتافهم بأيديهم علت صرخاتها خوفا من
الوقوع هنا أسرع الحبيب الزوج الواقف المذهول يلتقطها من بين أيدى
أبنائه لكنه لم يرفعها كما رفعوها فهو من يخاف من إصابتها وهو من يعلم
 أنها من تلك الأشياء تخاف من صغرها

 لكنه فعل شيئا آخر ،، وماذا فعل؟
لقد احتضنها وراح يقبل رأسها وراحا معا هى وهو يتباكيا فرحا وسعادة
فدخلت الفرحة قلوب الأبناء وأشار الزوج بغمزة من عينيه إلى إبنه الكبير
ففهم الشاب إشارة أبيه فأسرع مهرولا  نحو المأذون محضرا إياه ليذوب
الجليد ويعود الدفء دخلت الشمس ساطعة من نافذة البيت رجعت
العصافير إلى عشها ليتم تجديد بناء الصرح لأن الصرح فى حقيقته
 لم ينهدم بفضل ربانية وذكاء تلك الزوجة الصالحة.

 ورُدَّتْ الزوجة لزوجها والزوج لزوجته
 رُدَّ الأبناء إلى أمهم والأم إلى أبنائها
عاد الصرح وصدقت نبوءة وإرادة الزوجة الربانية وتقبل الله إخلاصها
 و سعيها ونالت رضا زوجها وبدأت من حينها تستعد لقصرها فى جنتها
بعدما حظيت برضا زوجها فى أزمتها كما حظيت من قبل فى رخائها
فيا لروعتها من زوجة ربانية تتحدى إبليسا وتصرعه يالروعتها
 من زوجة ربانية تعيش فى زمان عزّ فيه زوجات مثلها

عاد الصرح ..

وأعيد البناء.


منقول من بيت عطاء الخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق