السبت، 14 فبراير 2015

حسن الظن بالله ,, خلق ربانى


حسن الظن بالله ,, خلق ربانى
بقلم : نبيل جلهوم

يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ:

( أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه حين يذكُرني، إن ذكرني
في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكَرني في ملأٍ، ذكرتُه في ملأٍ هم
خيرٌ منهم، وإن تقرَّب منِّي شبراً، تقرَّبتُ إليه ذراعاً، وإن تقرَّب
إليَّ ذراعاً، تقرَّبتُ منه باعاً، وإن أتاني يمشي، أتيتُه هَرْولةً"،
وفي روايةٍ بهذا الإسنادِ، ولم يذكُرْ: "وإن تقرَّب إليَّ ذراعاً،
تقرَّبتُ منه باعاً )
الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم: 2675)، خلاصة حكم المحدث: صحيح.

 حقيقة لا ريب فيها:

إن الحياة الحقيقية هي حين نحسن في الله الظن

إن السعادة الحقيقية هي حين نحسن في الله الظن

إن طمأنينة النفس ستتحقق وستأتي حين نحسن في الله الظن

إحسان الظن بالله خلق رباني

إحسان الظن بالله من أخلاق المؤمنين

إحسان الظن بالله دليل حب لله...

إحسان الظن بالله إثبات لعبوديته وتحقيق لربوبيته وتوحيد
 واعتراف بألوهيته.

 ثق دوماً في الله،
واصبر على ما أصابك، إن ذلك الصبر من عزم الأمور، ثق فيه وأحسن
الظن واعلم أن الفرج والمخرج من كل شيء لا يكون ولن يكون إلا من
الله، فكن مع الله ولا تبالِ، فوّض على الدوام أمرك له، واجعل هتافك
وشعار حياتك ومحور ارتكازك:

{ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }

  إحسان الظن في الله نور رباني يقذفه الله
في قلب العبد الذي يحبه.
إذا أردت الوصول إلى أملك وبُغيتك ثم تعثرت شيئاً ما، فثق أن السعادة
آتية لا ريب فيها، فأحسن في الله الظن

 إحسان الظن بالله شعلة تضيء طريقك نحو راحتك وجنتك

إحسان الظن بالله رسالة ربانية من رسائل الله للقلب والروح والعقل..

إحسان الظن بالله رسالة ربانية تدعونا للحياة، شعلة تبقى مضيئة داخلي
وداخلك، شعلة أنا وأنت قادرون على الحفاظ عليها وقادرون بذات الوقت
أيضاً على التفريط فيها..

 إحسان الظن بالله سعادة وعبادة, فالذي يحسن في ربه يتفاءل
 ويكون سعيداً وينشر على من حوله السعادة.

  إن اليوم الذي تبدأه بحسن الظن بالله هو خير بداية،
 بل هو من أجمل أيام حياتك، فكن ربانياً، وابدأ يومك بإحسان الظن
 في ربك، واجعل عنوان يومك: يا رب لقد أحسنت الظن فيك فكن
 عند ظني يا كريم..

أحسن في الله الظن فقد يكون الخير بيديك أمامك لا تراه ولا تبصره..

إحسان الظن في الله هو ترجمة عملية لإيمان صحيح ومعتقد سليم..

إحسان الظن في الله هو لحن من ألحان الحياة الهادئة المطمئنة،
 فلنحيينه حياة طيبة.

إحسان الظن في الله مع النفس ومع الأم والأب والإخوة والزوج
والزوجة؛ يعينك ويُعيدك ويأخذ بيدك ويرجعك إلى مربع الإنسانية الأول
الذي يجب أن تكون عليه كي تكون إنساناً كما كان محمداً صلى الله عليه وسلم
 إنساناً كي تحيا كما عاش محمد حياة صالحة حبلها المتين مع الله.

إحسان الظن في الله يقضي على ظلمك لنفسك وظلمك لغيرك أياً كانت
درجات الظلم، فتعدل وتؤمن بقدرة ربك عليك إذا أنت ظلمت، زوج
مع زوجته أو زوجه مع زوجها، أو أبناء مع والديهم، أو غير ذلك.

إحسان الظن في الله يبعث على الأفكار الجميلة الجليلة، يوسع الصدر،
يأتي بالخير، يعود بالسكن، يُلوّن الحياة بلون جميل مبهج، يجلب السرور،
يبدد الخوف يزيد في المرء والمحيطين به الأمان النفسي والروحي
والذهني يعجّل بالشفاء يأتي بالفرج يزيل الغُمّة.

إحسان الظن في الله يغيرّ مجرى حياتك بشكل رباني؛ فيمنحك المعية
الربانية من الله التي هي دواء الروح والجسد من كل ألم ومن كل يأس
ومن كل عثرة وكل إصابة..

إحسان الظن في الله هو صورة من أبهى صور الإيمان والاعتقاد
 السليم في الله تعالى..

إحسان الظن في الله هو أيضاً كلمات ومواقف تنير صفحات حياتنا
وتنير بصيرتنا وتفرح قلوبنا.

 ثمرات إحسان الظن في الله:
من أحسن في الله الظن وقتها سيرى بنوره وسيُلهم منه البصيرة والفتح.
وقتها سيكون نوراً يمشي بين الناس. وقتها لن يعرف لليأس طريقاً..
وقتها سيصبر وسيتسع صدره فلا يكون ضيقاً حرجاً..
وقتها سيسمع النصيحة بحب ورضا خاصة حين تكون من محب صادق..
وقتها سيعلم ويدرك أن الدنيا ليست دار جزاء ولكنها دار عمل.وقتها
سيخفض جناحه بين أهله, زوج تخفض جناحها لزوجها، وزوج يخفض
جناحه لزوجته. وقتها سيجد كل ضيق ينفرج، وكل عسر سيتيسر،
وكل بلاء سيزول.

 من ثمرات إحسان الظن في الله :
 أن المرء وقتها سينظر إلى الجانب المشرق في نفسه فيعتني به وينميه،
وإلى الجانب الآخر فيحسّنه حسبة لله وطمعاً في رحمته ورضاه.

من أحسن الظن في الله وجعله خلقه الرباني وقتها سيشعر بزوال الظلمة
 التي تسربت إلى نفسه فيفيق ويبزغ فجره.وقتها سيجد الواقع إن كان
قاسياً فيذهب بقسوته ويزول ليحل محله زهرة أمل وسعادة واطمئنان
 من جديد..

وقتها سيجد الروح والبسمة تنبعث وتشرق كل صباح لتعلن
عن يوم سعيد كما كان من ذي قبل..

وقتها سيأتي الخيط الرقيق الطيب الُحنّين الحنون المضيء ليبعث دفئه
وضوءه من جديد؛ فتزول الثلوج ويتحقق فرج الله المنشود.

إحسان الظن في الله خلق رباني يُسخّر كل الأشياء من حولك لك، يفتح
عينيك على الحياة تراها جميلة، تنصف، تعدل، ترفُق، تبذل..

 إحسان الظن في الله خلق رباني سيجعلك ترى أنه لا صعب في الحياة،
 بل سترى أنه لا وجود أصلاً لكلمة صعب وأنه لا أساس لها
 في قاموس الله الرباني..

إحسان الظن في الله خلق رباني لو جعلته سلاحك فثق أن الأمل والسعادة
ستسرع إليك، حتى الهواء الذي تستنشقه سيبتسم لك، وسيشاركك
 بسمة هوائك من تحبهم..

إحسان الظن في الله خلق رباني ثق أنه كفيل بأن يحول قنوطك
في الأمس إلى رجاء في اليوم..

إحسان الظن في الله خلق رباني سيجعلك تحجب غيومك عن السماء
وستغمض بصرك حتى ترى خلف الغيوم نجوماً..

إحسان الظن في الله خلق رباني سيمنحك الضوء لترى الخير كله
عاجلاً قبل آجل في الدنيا قبل الآخرة..

إحسان الظن في الله خلق رباني ستنال به الفتوحات والكرامات
وما يذهلك من العطيات الربانيات.

  خاتمة..
أخيراً فلنزرع حسن الظن بالله في داخلنا ولنجعله خلقنا الرباني الأول
ولتثق تماماً بأن الله لن يتخلى عنك ما دمت ربانياً تحسن الظن فيه
أبداً ودائماً وعلى كل حال.. ولتكرر عبارات الظن واعتقاد الجميل في الله..

قل وردد وثق بربك:
 إنه غداً سيلتقي الأحبة..

قل وردد وثق بربك:
 إنه غداً سيزول الظلام.

قل وردد وثق بربك:
 إنه غداً سيشرق الفجر من جديد

قل وردد وثق بربك:
 إنه غداً سيأتي الشفاء سيرفع البلاء

قل وردد وثق بربك كما ردد ووثق موسى بربه:

{ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }

قالها موسى في أزمته فانفرج كل صعب فكيف بك لا تقولها
 كما قالها موسى؟

قل وردد وثق بربك:
إنه لن يتركني ربي..

قل وردد وثق بربك:
إنه كيف يتخلى عني خالقي؟

قل وردد وثق بربك:
 إنه ربي وربي ناصري ومعيني.

قل وردد وثق بربك:

{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء }

وهكذا من عبارات التفاؤل وإحسان الظن في الله. وعلى أمل أن يصبح
حسن الظن بالله خلقنا الرباني وشعارنا في كل مكان ومرحلة وزمان حياة
مشرقة لقلوب مفعمة بحسن الظن بربها.

وصلى اللهم على نبينا محمد وآله بيته الطيبين الأطهار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق