(تعرَّف على الله -جل جلاله-)
من أسماءالله الحسنى
(المؤمن) :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد: ورد اسم الله ( المؤمن )
في القرآن مرة واحدة في قوله تعالى:
{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ المؤمن }
وأكاد أجزم أن كثيرا منا لا يعرف معنى اسم ربه (المؤمن)
فما أجل تقصيرنا في حق معرفة ربنا بأسمائه وصفاته!
ولكن قبل بيان معنى اسم الله (المؤمن) تحسن الإشارة إلى بيان معنى
(المؤمن) لغة لارتباط معنى الاسم في حق الله تعالى بالمعنى اللغوي.
فالمؤمن في اللغة له معنيان:
الأول: التصديق وفي هذا المعنى جاء قول الله تعالى
{ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ }
أي وما أنت بمصدقنا لفرط محبتك ليوسف
والثاني: من الأمان ضد الإخافة وفي هذا المعنى جاء قول الله تعالى
{ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْف }
وأما معنى اسم الله (المؤمن) في حق الله فيتضمن المعاني
التالية فأرعها قلبك:
المصدق لنفسه بالوحدانية قال تعالى :
" شهد الله أنه لا إله إلا هو "
ففي هذه الآية يصدق الله نفسه على توحيده فلا شهادة ولا تصديق على
توحيد الله أعلى وأجل وأرقى من شهادة الله وتصديقه لنفسه
المصدق لعباده المؤمنين أي يصدقهم على إيمانهم بقبوله
وإثابتهم عليه
قال تعالى :
( ويؤمن للمؤمنين )
أي كأنه يقول لهم صدقتم في إيمانكم فهنيئا لكل مؤمن يصدق الله إيمانه!
المُصدِّق لرسله وأنبيائه بإثبات نبوتهم للخلق بالحجج والبيانات للدلالة
على أن ما بلغوه صدق لا ريب فيه ، وحق لا امتراء فيه
وهو المؤمن الذي يؤمن عباده المؤمنين وأولياءه المتقين
من عذابه وعقابه
وهو المؤمن أي الذي أمَّن خلقه من أن يظلمهم
{ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }
من ثمرات معرفة هذا الاسم والإيمان به :
الإيمان بصدق موعود الله لعباده المؤمنين من التمكين في الدنيا
وكل أنواع النعيم في الآخرة
والإيمان أيضا بصدق وعيد الله على القوم الكافرين
فوعود الله محققة، وأفعاله مصدقة لوعوده
{ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً }
يتحقق صدق موعود الله لعبده إذا صدق العبد في نيته وعمله،
قال صلى الله عليه وسلم:
( إن تَصْدُقِ الله يَصْدُقْك ).
وقَالَ صلى الله عليه وسلم:
( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) .
رواه مسلم
طلب الأمن الذي يتضمنه اسم الله (المؤمن) يكون بتحقيق التوحيد
والعمل الصالح واجتناب الشرك والمعاصي
قال تعالى:
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }
ليس أحد إلا والأمن له حاجة بل ضرورة في الدنيا والآخرة ، ولا أمن
إلا في جوار المؤمن جل في علاه ، فهو الذي يؤمن عباده الخائفين إذا هم
قصدوه ولجؤوا إليه فمن لك عند خوفك وفزعك غير الله المؤمن يؤمن
فزعك ويسكن خوفك وإن أعطم الفزع فزع يوم القيامة ولذا كان الأمن
في الآخرة من أعظم الأمن فهنيئا لمن يؤمنه الله من ذلك الفزع الرهيب
وسبيل تحقيق ذلك الإكثار من فعل الحسنات
قال تعالى:
{ مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ }
فيا مؤمن أمّن فزعنا وآمن روعاتنا واحفظنا من كل مكروه
ساهم في النشر لنيل شرف التعريف بالله جل في علاه
منقول لعموم الفائدة و المثوبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق