مصنع الطاعات
أتدرون ما هو مصنع الطاعات ؟؟!!!!!!!!
إنه القلب
** عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا ينظر إلى أجسادكم , ولا إلى صوركم , ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم " رواه مسلم
وذلك لأن القلب هو الصانع للطاعات ،،
فكم من عمل يتصور بصورة عمل الآخرة ، وفي غياب القلب: يصبح العمل من أعمال الدنيا ...
وكم من عمل يتصور بصورة أعمال الدنيا ، وفي حضور القلب: يصبح من أعمال الآخرة ...
وذلك كله يكن بحُسن النية " اللهم ارزقنا حُسن النية "
** لذلك يقول العلماء : لو أننا تصورنا أن هناك ماكينة تدخل إليها ورق ، فتخرجه ذهباً ، فهذه الماكينة هي القلب
مثال لتوضيح ذلك :::
رجُل يربي ابنه : فإن رباه لوجه الله وأحسن النية في ذلك .. فهذا العمل من أعمال الآخرة ...
أما إن رباه وأحسن التربية من أجل أن يفتخر به أمام الناس .. فهذا العمل من أعمال الدنيا ...
وبما أن الطاعات تُصنع داخل هذا القلب ... لذا وجب علينا المحافظة عليه ألا يضيع ويتشتت ...
وضياع القلوب سببه ثلاث أمور: " حب الدنيا , مطالعة النفس في كل ما تطلب ، كثرة الخلطة بالخلق "
أولاً: حب الدنيا .. همه الدنيا :::
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له" .
** وعلاج حب الدنيا يكن في: الفهم عن الله ،، فقلبك يفهم ويتفقه أن هذه الدنيا ليست ربحاً ، وأن ما املكه اليوم ليس دائم لي وقد يُسلب مني في لحظة .. فإن تفقه القلب ذلك فلن يفرح بالدنيا ..
ثانياً: مطالعة النفس في كل ما تطلب :::
والنفس هذه أخطر من الشيطان ألف مرة ، لأنها كثيرة الإلحاح على فعل الذنب .. فإن أول جريمة إرتُكيبت كانت بسوسة من النفس ،، كما قال تعالى: " فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ " سورة المائدة 30
** وعلاج ذلك في: ألا تُطاع النفس
وقد قال ابن الجوزى في مخالفة النفس : "امنعها ملذوذ مباحها ليقع الصلح على ترك الحرام " أي انك تخالف نفسك وتمنعها من ما هو مباح لها ،، "ليقع الصلح على ترك الحرام " اى لتستطيع التحكم في نفسك وتمنعها من ما هو حرام .
ثالثاً: كثرة الخلطة بالخلق :::
وكثرة الخلطة بالخلق شر يؤدي بالقلب إلى التحول عما اعتاده ، فهو بهذه المخالطة سينظر إلى الناس ويتمنى ما عندهم ...
لذلك النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أن يسعك بيتك ، فلا تختلط بالناس إلا في الخير فقط ، وتعتزلهم في المحرمات وفي فضول المباحات
عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ : امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ. أخرجه أحمد 4/148(17467)
ويُنتج مصنع القلب من الأعمال ما يلى :
1) حب الله
2) الذل لله
3) التضحية من أجل الله
4) الرضا عن الله وبالله ولله
5) الخوف من الله
6) تعظيم الله
7) التوكل
8) الإنابة
9) اليقين
10) الخشية
11) الرجاء
12) حسن الظن بالله
13) الإعتراف بالنعمة
14) الحب فى الله والبغض في الله
15) القناعة والكفاف والرضا بالبلغة ( أي بما بلغك الله ) .. واليأس مما في أيدي الناس
16) غني القلب وغني النفس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق