الحمد لله رب العالمين والعاقبة المتقين وصلى الله وسلم على عبده
ورسوله ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
فهذه كلمات موجزة من رسائل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
رحمه الله تعالى
التي بعنوان
" الدروس الهامة لعامة الأمة "
الدرس الأول:
سورة الفاتحة وما أمكن من قصار السور، من سورة الزلزلة إلى سورة
الناس تلقيناً وتصحيحاً للقراءة، وتحفيظاً وشرحاً لما يجب فهمه.
الدرس الثاني:
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله بشرح معانيها مع بيان
شروط لا إله إلا الله ومعناها " لا إله " نافياً جميع ما يعبد من دون الله "
إلا الله " مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له. وأما شروط لا إله إلا الله فهي:
العلم المنافي للجهل، واليقين المنافي للشك، والإخلاص المنافي للشرك،
والصدق المنافي للكذب، والمحبة المنافية للبغض، والانقياد المنافي
للترك، والقبول المنافي للرد، والكفر بما يعبد من دون الله.
وقد جمعت في البيتين الآتيين:
علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبـول لهـا
وزيد ثامنها الكفران منك بمـا سوى الإله من الأشياء قد ألها
الدرس الثالث:
أركان الإيمان وهي ستة: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله،
وباليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى.
الدرس الرابع:
بيان أقسام التوحيد:
وهي ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد
الأسماء والصفات.
وأقسام الشرك ثلاثة:
شرك أكبر، وشرك أصغر، وشرك خفي.
فالشرك الأكبر
يوجب حبوط العمل والخلود في النار لمن مات عليه،
كما قال الله تعالى:
{ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
وقال سبحانه:
{ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ
أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ }
وأن من مات عليه فلن يغفر له، والجنة عليه حرام،
كما قال الله عز وجل:
{ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا }
وقال سبحانه:
{ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ
وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ }
.ومن أنواعه دعاء الأموات والأصنام، والاستغاثة بهم، والنذر لهم،
والذبح لهم ونحو ذلك.
أما الشرك الأصغر:
فهو ما ثبت بالنصوص من الكتاب أو السنة تسميته شركاً، ولكنه ليس
من جنس الشرك الأكبر، كالرياء في بعض الأعمال، والحلف بغير الله،
وقول ما شاء الله وشاء فلان، ونحو ذلك،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه؟ فقال: الرياء )
رواه الإمام أحمد والطبراني والبيهقي عن محمود بن لبيد الأنصاري
رضي الله عنه بإسناد جيد، ورواه الطبراني بأسانيد جيدة عن
محمود بن لبيد عن رافع ابن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
( من حلف بشيء دون الله فقد أشرك )
رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
ورواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ).
وقوله صلى الله عليه وسلم:
( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )
أخرجه أبو داود بإسناد صحيح عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
وهذا النوع لا يوجب الردة، ولا يوجب الخلود في النار، ولكنه ينافي
كمال التوحيد الواجب.
أما النوع الثالث: وهو الشرك الخفي،
فدليله قول النبي صلى الله عليه وسلم:
( ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟
قالوا: بلى يا رسول الله قال: الشرك الخفي يقوم الرجل
فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه )
رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
ويجوز أن يقسم الشرك إلى نوعين فقط:
أكبر وأصغر. أما الشرك الخفي فإنه يعمهما.. فيقع في الأكبر كشرك
المنافقين؛ لأنهم يخفون عقائدهم الباطلة، ويتظاهرون بالإسلام رياءً
وخوفاً على أنفسهم. ويكون في الشرك الأصغر كالرياء، كما في حديث
محمود بن لبيد الأنصاري المتقدم وحديث أبي سعيد المذكور..
والله ولي التوفيق.
الدرس الخامس:
أركان الإسلام وهي خمسة:
شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء
الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً.
الدرس السادس:
شروط الصلاة وهي تسعة:
الإسلام، والعقل، والتمييز، ورفع الحدث، وإزالة النجاسة، وستر العورة،
ودخول الوقت، واستقبال القبلة، والنية.
الدرس السابع:
أركان الصلاة وهي أربعة عشر:
القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والاعتدال
بعد الركوع، والسجود على الأعضاء السبعة، والجلسة بين السجدتين،
والطمأنينة في جميع الأفعال، والترتيب بين الأركان، والتشهد الأخير،
والجلوس له، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتسليمتان.
الدرس الثامن:
واجبات الصلاة وهي ثمانية:
جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، وقول سمع الله لمن حمده
للإمام والمنفرد، وقول ربنا ولك الحمد للكل، وقول سبحان ربي العظيم
في الركوع، وقول سبحان ربي الأعلى في السجود، وقول رب اغفر لي
بين السجدتين، والتشهد الأول، والجلوس له.
الدرس التاسع:
بيان التشهد " التحيات " وهو:
التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ثم يصلي على النبي عليه السلام ويبارك عليه فيقول:
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد
كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
ثم يستعيذ بالله بعد التشهد الأخير من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن
فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، ثم يتخيّر من الدعاء
ما شاء ولاسيما المأثور من ذلك، ومنه:
( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )
( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت
فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )
أما في التشهد الأول فيقوم بعد الشهادتين إلى الثالثة في الظهر والعصر
والمغرب والعشاء وإن صلى على النبي فهو أفضل لعموم الأحاديث
في ذلك ثم يقوم إلى الثالثة.
الدرس العاشر:
سنن الصلاة ومنها:
1- الاستفتاح
.2- جعل كف اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر حين القيام
3- رفع اليدين مضمومتي الأصابع ممدودة حذو المنكبين أو الأذنين، عند التكبير الأول، وعند الركوع والرفع منه، وعند القيام من التشهد الأول إلى الثالثة.
4- ما زاد عن واحدة في تسبيح الركوع والسجود.
5- ما زاد عن واحدة في الدعاء بالمغفرة بين السجدتين.
6- جعل الرأس حيال الظهر في الركوع.
7- مجافاة العضدين عن الجنبين، والبطن عن الفخذين في السجود.
8- رفع الذراعين عن الأرض حين السجود.
9- جلوس المصلي على رجله اليسرى، ونصب اليمنى في التشهد الأول
وبين السجدتين.
10- التورك في التشهد الأخير.
11- نصب الرجل اليمنى حين الجلوس.
12- الصلاة والتبريك على محمد وآل محمد، وعلى إبراهيم وآل إبراهيم في التشهدالأول.
13- الدعاء في التشهد الأخير.
14- الجهر بالقراءة في صلاة الفجر وصلاة الجمعة وصلاة العيدين
والاستسقاء وفي الركعتين الأوليين من صلاة المغرب والعشاء.
15- الإسرار بالقراءة في الظهر والعصر، وفي الثالثة من المغرب،
والأخيرتين من العشاء.
16- قراءة ما زاد عن الفاتحة من القرآن، مع مراعاة بقية ما ورد من
السنن في الصلاة سوى ما ذكرنا. ومن ذلك ما زاد على قول المصلي:
ربنا ولك الحمد، بعد الرفع من الركوع في حق الإمام والمأموم والمنفرد
فإنه سنة، ومن ذلك أيضا وضع اليدين على الركبتين مفرجتي الأصابع
حين الركوع.
الدرس الحادي عشر:
مبطلات الصلاة وهي ثمانية:
1- الكلام العمد مع الذكر والعلم، أما الناسي والجاهل فلا تبطل صلاته بذلك
2- الضحك.
3- الأكل.
4- الشرب.
5- انكشاف العورة.
6- الانحراف الكثير عن جهة القبلة.
7- العبث الكثير المتوالي في الصلاة.
8- انتقاض الطهارة.
الدرس الثاني عشر:
شروط الوضوء وهي عشرة:
الإسلام، والعقل، والتمييز، والنية واستصحاب حكمها بأن لا ينوي قطعها
حتى تتم طهارته، وانقطاع موجب الوضوء، واستنجاء أو استجمار قبله،
وطهورية ماء وإباحته، وإزالة ما يمنع وصوله إلى البشرة، ودخول وقت
الصلاة في حق من حدثه دائم.
الدرس الثالث عشر:
فروض الوضوء وهي ستة:
غسل الوجه ومنه المضمضة والاستنشاق، وغسل اليدين مع المرفقين،
ومسح جميع الرأس ومنه الأذنان، وغسل الرجلين مع الكعبين، والترتيب
والموالاة. ويستحب تكرار غسل الوجه واليدين والرجلين ثلاث مرات
وهكذا المضمضة والاستنشاق والفرض من ذلك مرة واحدة، أما مسح
الرأس فلا يستحب تكراره كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة.
الدرس الرابع عشر:
نواقض الوضوء وهي ستة:
الخارج من السبيلين، والخارج الفاحش النجس من الجسد، وزوال العقل
بنوم أو غيره، ومسّ الفرج باليد قبلاً كان أو دبراً من غير حائل، وأكل
لحم الإبل، والردة عن الإسلام، أعاذنا الله والمسلمين من ذلك.
تنبيه هام:
أما غسل الميت: فالصحيح أنه لا ينقض الوضوء، وهو قول أكثر أهل
العلم، لعدم الدليل على ذلك، لكن لو أصابت يد الغاسل فرج الميت من
غير حائل وجب عليه الوضوء، والواجب عليه ألا يمس فرج الميت
إلا من وراء حائل. وهكذا مسّ المرأة لا ينقض الوضوء مطلقا سواء
كان ذلك عن شهوة أو غير شهوة في أصح قولي العلماء، ما لم يخرج
منه شيء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم صلّى،
ولم يتوضأ.
أما قول الله سبحانه في آيتي النساء والمائدة:
{ أوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ }
،فالمراد به الجماع في الأصح من قولي العلماء، وهو قول ابن عباس
رضي الله عنهما وجماعة من السلف والخلف... والله ولي التوفيق.
الدرس الخامس عشر:
التحلي بالأخلاق المشروعة لكل مسلم: ومنها الصدق والأمانة والعفاف
والحياء والشجاعة، والكرم والوفاء والنزاهة عن كل ما حرم الله،
وحسن الجوار، ومساعدة ذوي الحاجة حسب الطاقة، وغير ذلك
من الأخلاق التي دل الكتاب أو السنة على شرعيتها.
الدرس السادس عشر:
التأدب بالآداب الإسلامية: ومنها السلام والبشاشة والأكل باليمين
والشرب بها، والتسمية عند الابتداء والحمد عند الفراغ، والحمد
بعد العطاس، وتشميت العاطس إذا حمد الله. وعيادة المريض، واتباع
الجنائز للصلاة والدفن، والآداب الشرعية عند دخول المسجد أو المنزل
والخروج منهما، وعند السفر، ومع الوالدين والأقارب والجيران، والكبار
والصغار، والتهنئة بالمولود، والتبريك بالزواج والتعزية في المصاب،
وغير ذلك من الآداب الإسلامية في اللبس والخلع والانتعال.
الدرس السابع عشر:
التحذير من الشرك، وأنواع المعاصي ومنها: السبع الموبقات
" المهلكات " وهي: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله
إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف،
وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات. ومنها عقوق الوالدين، وقطيعة
الرحم، وشهادة الزور والأيمان الكاذبة وإيذاء الجار، وظلم الناس
في الدماء والأموال والأعراض، وغير ذلك مما نهى الله عنه،
أو رسوله صلى الله عليه وسلم .
الدرس الثامن عشر:
تجهيز الميت والصلاة عليه، وإليك تفصيل ذلك:
تجهيز الميت:
1- إذا تيقن موته، أغمضت عيناه وشد لحياه.
2- يجب تغسيل الميت المسلم إلا أن يكون شهيداً مات في المعركة فإنه
لا يغسل ولا يصلى عليه بل يدفن في ثيابه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يغسل قتلى أحد ولم يصل عليهم.
3- وصفة غسل الميت أنه تستر عورته، ثم يرفع قليلا، ويعصر بطنه
عصراً رفيقاً، ثم يلف الغاسل على يده خرقة أو نحوها فينجيه بها،
ثم يوضئه وضوء الصلاة، ثم يغسل رأسه ولحيته بماء وسدر أو نحوه،
ثم يغسل شقه الأيمن ثم الأيسر، ثم يغسله كذلك مرة ثانية وثالثة، يمر
في كل مرة يده على بطنه، فإن خرج منه شيء غسله، وسد المحل بقطن
أو نحوه. فإن لم يستمسك فبطين حر أو بوسائل الطب الحديثة
كاللزق ونحوه. ويعيد وضوءه، وإن لم ينق بثلاث زيد إلى خمس أو
إلى سبع. ثم ينشفه بثوب، ويجعل الطيب في مغابنه ومواضع سجوده،
وإن طيبه كله كان حسناً، ويجمر أكفانه بالبخور، وإن كان شاربه
أو أظفاره طويلة أخذ منها، ولا يسرح شعره، والمرأة يظفر شعرها ثلاثة
قرون، ويسدل من وراءها.4- تكفين الميت، الأفضل أن يكفن الرجل
في ثلاثة أثواب بيض، ليس فيها قميص ولا عمامة، يدرج فيها إدراجاً،
وإن كفن في قميص وإزار ولفافة فلا بأس. والمرأة تكفن في خمسة
أثواب: في درع، وخمار، وإزار ولفافتين.
ويكفن الصبي في ثوب واحد إلى ثلاثة أثواب، وتكفن الصغيرة في قميص
ولفافتين، والواجب في حق الجميع ثوب واحد يستر جميع الميت، لكن إذا
كان الميت محرما فإنه يغسل بماء وسدر ويكفن في إزاره وردائه أو
في غيرهما ولا يغطى رأسه ولا وجهه ولا يطيب؛ لأنه يبعث يوم القيامة
ملبيا كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان
المحرم امرأة كفنت كغيرها لكن لا تطيب ولا يغطى وجهها بنقاب ولا يداها
بقفازين ولكن يغطى وجهها ويداها بالكفن الذي كفنت فيه كما تقدم بيان
صفة تكفين المرأة.
5- أحق الناس بغسله والصلاة عليه ودفنه وصيه في ذلك، ثم الأب،
ثم الجد، ثم الأقرب فالأقرب من العصبات. والأولى بغسل المرأة وصيتها،
ثم الأم، ثم الجدة، ثم الأقرب فالأقرب من نسائها. وللزوجين أن يغسل
أحدهما الآخر، لأن الصديق رضي الله عنه غسلته زوجته. ولأن علياً
رضي الله عنه غسل زوجته فاطمة رضي الله عنها.
6- صفة الصلاة على الميت: يكبر أربعاً، ويقرأ بعد الأولى الفاتحة، وإن
قرأ معها سورة قصيرة أو آية أو آيتين فحسن للحديث الصحيح الوارد
في ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما، ثم يكبر الثانية ويصلي على
النبي صلى الله عليه وسلم كصلاته في التشهد، ثم يكبر الثالثة ويقول:
( اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا،
وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام،
ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان )
( اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله
ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره،
وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر،
وعذاب النار، وافسح له في قبره، ونور له فيه )
( اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلّنا بعده )
ثم يكبر الرابعة، ويسلم تسليمةً واحدة عن يمينه.
ويستحب أن يرفع يديه مع كل تكبيرة، وإذا كان الميت امرأة يقال:
(اللهم اغفر لها.. الخ)، وإذا كانت الجنائز اثنتين يقال: (اللهم اغفر لهما)
وبالجمع إن كانت أكثر.
أما إذا كان فرطاً فيقال بدل الدعاء له بالمغفرة:
اللهم اجعله فرطاً وذخراً لوالديه، وشفيعاً مجاباً، اللهم ثقل به موازينهما،
وأعظم به أجورهما، وألحقه بصالح سلف المؤمنين، واجعله في كفالة
إبراهيم عليه السلام، وقه برحمتك عذاب الجحيم
- والسنة أن يقف الإمام حذاء رأس الرجل، ووسط المرأة، وأن يكون
الرجل مما يلي الإمام إذ اجتمعت الجنائز. والمرأة مما يلي القبلة. وإن كان
معهم أطفال قدم الصبي على المرأة، ثم المرأة ثم الطفلة، ويكون رأس
الصبي حيال رأس الرجل، ووسط المرأة حيال رأس الرجل. وهكذا الطفلة
يكون رأسها حيال رأس المرأة، ويكون وسطها حيال رأس الرجل، ويكون
المصلون جميعاً خلف الإمام إلا أن يكون واحداً لم يجد مكاناً خلف
الإمام فإنه يقف عن يمينه.
والحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله وصحبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق