العلم الشرعي الواجب على كل مسلم

العلم الشرعي الواجب على كل مسلم

بقلم : حامد الراشد - الرياض

سألني أحد الإخوة عن العلم الشرعي الذي يجب عليه أن يتعلمه , ما هو ؟

سألته عن تعليمه فإذا هو يحمل شهادة البكالوريوس في علم الصيدلة , سألته عما لديه من معلومات شرعية فذكر لي شيء من الإعجاز العلمي مما تعلمه في دراسته ومعلومات أخرى شرعية , غير أنه شكى لي جهله بأمور تتعلق بالصلاة وبالعبادات الأخرى .

فأحببت أن أختصر عليه الطريق خصوصا أنه طلب أن أدله على كتاب يستفيد منه في تعلم الأحكام الشرعية المهمة .

قلت له قبل أن تقرأ لا بد أن تعلم أربعة أمور مهمة يجب على كل مسلم أن يعلمها , جاءت في سورة العصر , وعلق الله عليها فلاح الإنسان ونجاته .

بسم الله الرحمن الرحيم (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) فالله تعالى جعل كل بني الإنسان في خسارة واستثنى منهم من توافرت فيه هذه الأمور الأربعة وهي :

1- الإيمان ويستلزم العلم بحقيقة الإيمان وقد جاءت في حديث جبريل( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره)

 2- العمل بالصالحات ورأسها توحيد الله وإقامة الفرائض , ومن لوازم العمل العلم قبله .

3- التواصي بين المسلمين بالحق والدعوة إليه بعد العلم به والعمل .

4- التواصي بين المسلمين بالصبر على الحق والثبات عليه .

فهذه أربعة أمور يجب على المسلم أن يعلمها .

ثم لا بد أن تعلم أن هناك شرطين مهمين لكل عبادة تؤديها وهما :

الأول- أن تكون العبادة خالصة لله وحده دون ما سواه .

الثاني- أن تؤدي هذه العبادة على وفق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم دون زيادة أو نقص .

ثم اعلم أن العلم الشرعي إنما يُستمد من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد حفظهما الله من التبديل والتغيير والتحريف والنقص .

إلا أن أصول العلم قد جاءت محصورة في آيات وأحاديث سماها أهل العلم أصول الدين ومهماته ومن ذلك "سورة الفاتحة" التي هي "أم القرآن" فيتأملها المسلم ويعتني بما حوته من أصول العلم , فقد حوت بيان أنواع التوحيد وبيان الهداية إلى الصراط المستقيم .

وفي السنة جاء حديث جبريل الطويل المعروف بذكر أصول الدين ومهماته ولهذا سماه أهل العلم "أم السُّنة"

وقد حوى هذا الحديث علم العقيدة بذكر أركان الإيمان , وبيان الشريعة بذكر أركان الإسلام وفيه الآداب والسلوك بذكر الإحسان , وفيه ذكر الغيبيات والساعة وأماراتها , وقال النبي صلى الله عليه وسلم في آخره (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) فالدين كله قد حواه هذا الحديث .

هذا هو العلم الشرعي الذي يجب على كل مسلم أن يتعلمه ويعمل به .

قلت للسائل : إن أنت تعلمت هذه الأصول بتفاصيلها فثق أن الله تعالى سيجعل في قلبك من الإيمان واليقين ما يكون دافعاً لك وحاثاً على القيام بفرائض الله عن طيب نفس ولذة تجدها في قلبك .