كيف أطلب العلم ؟
من أين أبدأ ؟ ومع من ابدأ؟
( من أين نبدأ ؟)
نحو منهج عملى في طلب العلوم الشرعية قد آذن الركب بالرحيل ومازلت
أراك حائرًا ، تتعثر خطاك ، تقول : كيف السبيل ؟ كيف أطلب العلم ؟
من أين أبدأ ؟ وإنْ كان مضى طرفٌ من ذلك عارضًا فيما مرَّ فذا أوان
بيانه ، فامضِ بإذن الله موفقًا ، والله أسأل أن يرزقنا الصدق والإخلاص
في القول والعمل ، وأنْ يكتب لنا الصواب ، ويجنبنا الزلل إنَّه ولي ذلك
والقادر عليه .
أيها المتفقه ..
لابد لك من منهجين يمضيان معًا ، لا ينفك أحدهما عن الآخر ، منهج
في تلقي العلوم الشرعية ، ومنهج في التربية ، فأنت تعلم أنَّ أصول
المنهج ثلاثة : التوحيد والاتباع والتزكية .
قال الله تعالى :
{ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }
[ البقرة/129 ]
وقوله تعالى :
{ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين }
[آل عمران/164]
وقال جل وعلا :
{ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }
[ الجمعة/2 ]
فرسالة الأنبياء وورثتهم من بعدهم تتناول تلك الجوانب الثلاثة ، فلابد من
علم وعمل ودعوة ، لابد من تزكية للنفوس وشحذ للعقول ، والمنهج الذي
لا يراعي هذه الجوانب الثلاثة منهج يجانب الصواب.
المنهج في طلب العلوم الشرعية
أيها المتفقه ..
كثير من طلبة العلم يخبط خبط عشواء بسبب افتقاده للمنهجية في التعلم ،
فهو لا يعرف ماذا يدرس ؟ بماذا يبدأ ؟ ما هي الكتب التي عليه أن يقتنيها؟
والأمر سهل ميسور ـ بإذن الله تعالى ـ فإنَّ سلفنا الصالح قد قيدوا
في ترتيب العلوم مصنفات لبيان هذه المسالة .
ولابد أن تعرف قواعد السير حتى لا يتعثر جوادك :
أولا : العلم كثير ، والعمر قصير ، فلا تشتغل بمفضول عن فاضل ،
ولا تتعدَّ .
ثانيًا : خذ من كل علم بطرفه بادئ الأمر ثمَّ ترقَّ في الدرجات .
ثالثًا : علومنا كلٌ واحد فلا تركن لجانب دون الآخر .
رابعًا : علومنا منها علوم وسائل ، ومنها علوم ثمرات ، فابدأ بالبذر ،
واصبر في زمان السقي ، وارتقب حصول الثمرة لتحصدها .
خامسًا : لابد من المنهجية والمرحلية ، فلكل علم ثلاث مراتب :
اقتصار ، واقتصاد ، واستقصاء .
فهن ثلاث : للمبتدئ ، والمتوسط ، والمنتهي . ولا يجوز بحال أنْ تأخذ
ما جُعل لمن هو أرقى منك درجة ، وإلا بنيت من غير أسس صحيحة ،
وتلك آفة التَّسرع والعجلة ، فلا تعجلْ .
سادسًا : قدِّم فروض الأعيان على فروض الكفايات على المندوبات ،
وإياك ومكروه ناهيك عن حرام [1].
سابعًا : لابد من متابعٍ دليل يأخذ بيدك ، يبصِّرك بمفاتيح العلوم ، ومداخل
الكتب ، لتنأى عن شبهة " تصحيف " أو " تحريف " ، ولابد أنْ يكون
دليلك سلفي المنهج لتتربى بعيدًا عن التأويلات الباطلة والآراء
الشاذة المنكرة .
ثامنًا : لكل علم وفن مصطلحاته ، ولا مشاحة في الاصطلاح ، فاحرص
على اقتناء معاجم المصطلحات ، واجعل لكل علم دفترًا عندك ، ودوِّن
فيه كل مصطلح جديد .
تاسعًا : لا يمر بك يوم دون تحصيل ، فوقتك رأس مالك ،
والعلماء أبخل النَّاس بزمانهم
الوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع
عاشرًا : الكتاب خير جليس ، وأفضل أنيس ، فلا تقرا قراءة الغافل ،
بل حادثه وحاوره ، لا تكن كالإسفنجة تتشرب كل شيء ، بل كن
كالقارورة المصمتة ، تبصر من وراء حجاب .
الجدول العلمي في كل فن
تبيهات :
1) ما يذكر من الكتب ليس ملزمًا فقد يكون هناك كتابًا آخر على نفس
المستوى والشاكلة ، فاستنصح من خبير بالفن ليدلك .
2) عليك باقتناء الطبعات المحققة لاسيما لأئمة المحققين كالشيخ / أحمد
شاكر ، والشيخ / الألباني ، والشيخ/ محمود شاكر ـ رحمهما الله ـ
والأستاذ / عبد السلام هارون ، ومحمد أبو الفضل إبراهيم
وغيرهم فاستبصر .
أولاً : القرآن الكريم .
• حفظه .
قال أهل العلم : أول العلم حفظ القرآن . فلابد أن يبدأ طالب العلم بحفظ
القرآن الكريم كاملاً ، نعم حفظ القرآن فرض كفاية على الجملة ، لكنَّا نقول
بتعينه على طلبة العلم الملتزمين في عصرنا ، فإذا تقاعس هؤلاء فمن
يسد الثغرة ويكفَّ عن الأمة ؟
1) ومن أقرب الوسائل لذلك إدمان التلاوة ، واستغلال الأوقات المباركة
كالسحر والبكور ، والتزام طبعة واحدة من المصحف لترتسم في مخيلتك
صورة تتابع الآيات في الصفحة ، ودوام المراجعة في أداء نوافل الصلاة
والقيام والسير في الطرقات ، وغض البصر فإنَّه من أكثر المعينات
لحفظ العلوم كافة .
2) تأدب بآداب حفظ القرآن ، واقتنِ في ذلك ، " التبيان في آداب
حملة القرآن " للإمام النووي ـ رحمه الله ـ
3) استثمر سني الحفظ الذهبية ( حتى الثالثة والعشرين من عمرك ) ،
ومن فاتته فلا ييأس ، فالموفق من وفقه الله تعالى ، واستعن بالله
ولا تعجز
تنبيه:
من الكتب النافعة في مسألة حفظ القرآن .
القواعد الذهبية في حفظ القرآن الكريم للشيخ /عبد الرحمن عبد الخالق .
عون الرحمن في حفظ القرآن للشيخ / أبو ذر القلموني .
• أحكام التلاوة والتجويد .
لابد من المشافهة في تعلم هذا العلم .
اتقن قراءة من القراءات كحفص عن عاصم ،
ابدأ : بمتن تحفة الأطفال فاحفظها
ومن شروحه :
فتح الأقفال شرح متن تحفة الأطفال للناظم سليمان الجمزوري [2].
بغية الكمال شرح تحفة الأطفال الشيخ / أسامة عبد الوهاب .
ثنِّ : بحفظ متن الجزرية . ومن شروحه " فتح المريد في علم التجويد "
عبد الحميد يوسف منصور . وانتهِ : بهداية القاري إلى تجويد كلام الباري
للشيخ عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي
• علوم القرآن :
ابدأ بـ : لمحات في علوم القرآن . محمد الصباغ .
مباحث في علوم القرآن صبحي الصالح أو مناع القطان .
ثنَّ بـ : التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن طاهر الجزائري .
ثمَّ : الإتقان في علوم القرآن السيوطي .
وانته بـ : البرهان في علو القرآن الزركشي .
• أصول التفسير :
ابدأ بـ : رسالة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية .
ثنِ بـ : بحوث في أصول التفسير محمد الصباغ .
وأخيرًا : قواعد التفسير جمعًا ودراسة خالد بن عثمان السبت
فإنَّه جيد في هذا الباب .
• كتب التفسير:
من الكتب التي أرخت تأريخًا طيبًا لحركة التفسير " كتاب التفسير
والمفسرون " للشيخ / محمد حسين الذهبي ، وهو كتاب جيد
على الحقيقة .أما كتب التفسير ذاتها فابدأ بـ : تيسير الكريم الرحمن
في تفسير كلام المنان عبد الرحمن السعدي ثمَّ : تيسير العلي القدير
مختصر تفسير ابن كثير نسيب الرفاعي أو عمدة التفسير (لكنه لم يكتمل )
أحمد شاكر ثنِ بـ : محاسن التأويل القاسمي
انتهِ : جامع البيان لابن جرير الطبري
ثانيًا : علوم السنة :
1) لا تشتغل بالحديث قبل حفظ القرآن وأخذ نصيبك منه .
2) لا تعمد إلى الاشتغال بفروع تخصصية قد سدَّها غيرك ،
فتشتغل بمفضول عن فاضل .
3) الحديث بحر لا ساحل له فالنَّهل من السنة تفنى الأعمار
دون الإتيان على آخره .
4) لابد أن تكون لك حصيلة ضخمة من الأحاديث النبوية تتكاثر مع الوقت
، فالسنة لواؤك ، وبها يقوم منهجك .
دواوين السنة :
ابدأ بـ : الأربعين النووية فاحفظها واستأنس بشرحها المبارك " جامع
العلوم والحكم " لابن رجب الحنبلي وقد زاد عليها . ثمَّ : عليك بـ "
رياض الصالحين " فإنَّه كتاب مبارك ، كتاب منهج ، سلفي محض .
واستأنس بشرحه " نزهة المتقين شرح رياض الصالحين " في مجلدين
لمجموعة من العلماء ، ولشيخنا ابن عثيمين شرح حديث عليه فاقتنه .
ثمَّ : " الترغيب والترهيب " للمنذري ، وقد خرج تحقيق الشيخ
الألباني لجزء منه .
ثمَّ : عليك بالكتب الستة :
قال بعض شيوخنا : لا يجاوز طال العلم الخامسة والعشرين إلا وقد أتى
على الكتب الستة قراءة وفهمًا ، فعليك بـ :
صحيح البخاري مع شرحه الماتع " فتح الباري " .
صحيح مسلم مع شرح الإمام النووي له .
جامع الترمذي وشرحه " تحفة الأحوذي " للمباركفوري .
سنن أبي داود وشرحه " عون المعبود " لشمس الدين آبادي .
سنن النسائي وشرح السيوطي عليه .
وسنن ابن ماجه وشرح السيوطب عليه أيضًا .
واستأنس في السنن الأربعة بجهود العلامة الألباني ـ رحمه الله
ـ في تصحيحها وتضعيفها .
ثمَّ تنتهي بمرحلة " المعاجم والمسانيد والمصنفات " كمعاجم الطبراني
الثلاثة ، ومسند الإمام أحمد ، ومسند البزار ، ومسند أبي يعلى ، ومصنف
عبد الرزاق ومصنف ابن أبي شيبة .
ولا يفوتك " الجامع الصغير وزياداته " للسيوطي ، مع تحقيق الشيخ
الألباني في " صحيح الجامع الصغير " و " ضعيف الجامع " فإنَّه كتاب
لا يخلو منه بيت داعية ولا طالب علم فضلاً عن عالم ، ويمتاز بسهولة
وقصر أحاديثه فيمكنك حفظ طائفة هائلة من " صحيح الجامع "
تكوِّن حصيلة جيدة لك .
والكتاب مرتب على حروف الهجاء ، وقد رتبه الأخ / عوني نعيم الشريف
على الموضوعات ، وخرج في أربعة مجلدات باسم " ترتيب احاديث
الجامع الصغير وزياداته "
• مصطلح الحديث :
ابدأ بـ : تيسير مصطلح الحديث محمود الطحان .
واحفظ : البيقونية ، واقتنِ شرح الشيخ ابن عثيمين عليها .
ثمَّ : نخبة الفكر وشرحها نزهة النظر لابن حجر العسقلاني .
ثمَّ : الباعث الحثيث لابن كثير ، أو قواعد التحديث للقاسمي .
ثمَّ : متن التقريب للإمام النووي ، وشرحه الجامع " تدريب الراوي "
للسيوطي .وأخيرًا : ألفية العراقي . وشرحه " فتح المغيث " للسخاوي .
وإن شئت ألفية السيوطي فلا بأس . وفي علوم الحديث بشكل عام اقتنِ
" مباحث في علوم الحديث " للشيخ/ مناع القطان .
تنبيه :
لا بأس أن تتدرب على تخريج الأحاديث بالطريقة المثلى ، بتتبع الطرق
والحكم على الأسانيد ، فقط على سبيل الدربة ، ففيها فوائد عظيمة تمكنك
من الاحتكاك بكتب السنة ومعرفة مناهجها . ولا شك أنَّك ستحتاج في
بحثك عن معرفة أصول هذا الفن ، فاقتنِ : أصول التخريج محمود الطحان
التأصيل بكر أبو زيد ( خرج منه مجلد واحد فقط ) .
ثالثًا : علم التوحيد أو العقيدة .
ابدأ بـ : وأرشح لك ـ أيها المتفقه ـ بعض الكتب التي تدلك على العقيدة
الصحيحة السلفية " عقيدة أهل السنة والجماعة."
ابدأ بـ : 200 سؤال وجواب في العقيدة .
ثمَّ : رسالة " العقيدة الصحيحة " للشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ
ثم َّ : شرح العقيدة الواسطية لخليل هراس .
وللشيخ ابن عثيمين مجموعة في (33 شريطًا )
في شرح الوسطية فاقتنه مع الكتاب .
ثمَّ : احفظ " كتاب التوحيد " لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ،
وشروحه كـ " فتح المجيد " ، " وتيسير العزيز الحميد "
ثمَّ : معارج القبول للحافظ أحمد حكمي .
ثمَّ : شرح العقيدة الطحاوية. لأبى العز الحنفي.
إلى أن تنتهي بكتب سلفنا الرائعة مثل :
السنة . لابن أبي عاصم .
الإبانة . لابن بطة .
شرح أصول أهل السنة والجماعة للالكائي.
وفي بعض المباحث المهمة :
في الولاء والبراء : اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية .
في الاسماء والصفات القواعد المثلى في الاسماء الحسنى للشيخ
ابن عثيمين .
العذر بالجهل للشيخ / أحمد فريد .
القضاء والقدر شفاء العليل لابن قيم الجوزية .
مسألة العلو اجتماع الجيوش الإسلامية لابن قيم الجوزية ، وكتاب
" العلو للعلى الغفار " للحافظ الذهبي ، مع مختصره للشيخ الألباني .
وبالجملة ليكن لك من كتب ورسائل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه
ابن القيم وأئمتنا منهلاً عذبًا ليصفو اعتقادك وفق عقيدة السلف الصالح .
رابعًا : الفقه .
تقدم معك رأينا في مسألة تعلم الفقه ، ولذلك فالاختيار أن يبدأ بمتن من
المتون الفقهية على مذهب من المذاهب الأربعة المعتبرة فابدأ بـ :
ففي الفقه الحنفي : " مختصر القدوري " المسمى بـ " الكتاب "
مع شرحه " اللباب في شرح الكتاب " للشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني
ثمَّ " بداية المبتدي " وشرحه " الهداية شرح بداية المبتدي "
للمرغيناني ، وشرحها " العناية " للبابرتي .ثمَّ " بدائع الصنائع "
للكاساني . وينتهي بموسوعة الفقه الحنفي " المبسوط " للسرخسي ،
و" حاشية ابن عابدين " المسماه بـ " حاشية رد المحتار على الدر
المختار "وفي الفقه الشافعي : " متن أبي شجاع " أو يحفظ "
متن المهذب " للشيرازي .ثم عليه ب " الروضة " ، و " منهاج
الطالبين" للإمام النووى –رحمه الله- .
فأما " الروضة" ، فهو مختصرُ من كتاب " فتح العزيز شرح الوجيز"
للرافعىِّ . وأمَّا " المنهاج " ، فإنه من الكتب المعتمدة عند المتأخرين
من فقهاء الشافعية وهو مختصر لكتاب " المحرر " للرافعى كذلك .
ثم عليه ب " المجموع شرح المهذب " للإمام النووى أيضاً وهو أصلُ
عظيمُ فى المذهب كله.
قال النووى –رحمه الله- : .............
وفي الفقه المالكي : " رسالة ابن أبي زيد القيرواني " المسماه بـ
( باكورة السعد ) أو ( مختصر خليل ) .
ثم عليه ب :" مواهب الجليل شرح مختصر الخليل " للحطَّاب، وهو من
أشهر شروح "مختصر الخليل" .
ثم عليه ب :" الشرح الكبير على مختصر الخليل " لأحمد بن محمد بن
محمد بن احمد العدوى المالكى الشهير بالدردير ( ت 1201 ه ) ،
وهو من الشروح المعتمدة فى المذهب.
ثم " حاشية الدسوقى على الشرح الكبير" لابن عرفة الدسوقى
( ت 1230 ه ) .
ومن الكتب الحديثة :
" مواهب الجليل من أدلة الخليل " للشيخ أحمد بن أحمد المختار
الشنقيطى –وهو ابن عام صاحب " أضواء البيان" ، وطبعته إدارة إحياء
التراث الإسلامى بقطر . وفي الفقه الحنبلي : متن " عمدة الأحكام "
لابن قدامة المقدسي ، وشرحه " العدة " ثمَّ " المقنع " لابن قدامة
وشرحه " الروض المربع " . ثمَّ " الكافي " لابن قدامة أيضًا . وينتهي
بـ " المغني " لابن قدامة ، الذي يعد مرجعًا مهم في الفقه المقارن ، وأنت
ترى أنَّه في آخر الطريق ، وللأسف الشديد يبدأ به الكثيرون .
لا بأس في مرحلة متقدمة من الاستئناس بـ
" فقه السنة " للشيخ / سيد سابق ، مع تعليقات الشيخ / الألباني
في " تمام المنة "
" سبل السلام " للصنعاني .
وعلى طالب الفقه المتقدم متابعة المجلات الفقهية المتخصصة ،
وإصدارات المجامع الفقهية العالمية ، كالمجمع الفقهي بمكة ، وفتاوى
اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية ، وفتاوى دار الإفتاء المصرية ،
والقراءة في الأبحاث العصرية للاطلاع على رأي فقهاء العصر فيما يجد .
خامسًا : أصول الفقه .
1) لا يتعلم الأصول إلا بعد الانتهاء من المرحلة الأولى في الفقه ليتصور
طالب العلم الفروع الفقهية في البداية ، ثمَّ يتعلم كيفية تأصيل الأصول ،
وتخريج الفروع من الأصول .
2) قد يحتاج طالب العلم إلى دراسة منطقية أو كلامية ليحسن التعامل مع
كتب الأصول التي استقت من المنطق والكلام ، فلا ينبغي أن يتعدى طالب
العلم ذلك بمعنى ألا يستفيض في دراسة هذه العلوم التي كرهها سلفنا
وحذروا منها كما تدري ، وبحمد الله ثمَّ جهود مباركة في تخليص علم
أصول الفقه من الكلاميات ، والتركيز على جانب الثمثيل من
النصوص الشرعية .
كيف تطلب علم الأصول ؟
ابدأ بـ : " أصول الفقه " لعبد الوهاب خلاف أو لأبي زهرة ، أو لأحمد
إبراهيم ، ثمَّ للخضري .
ثمَّ : " أصول الفقه " لأبي النور زهير .
ثمَّ : " معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة "
لمحمد حسين الجيزاني .
والحنفي المذهب :
عليه بحاشية " التلويح على التوضيح " للتفتازاني .
" والتقرير والتحبير " للكمال بن الهمام .
ومن عداه عليه بـ : " نهاية السول " للإسنوي الشافعي ،
" وجمع الجوامع " لتاج الدين السبكي .
وتنتهي عند أفضل ما ألِّف في الأصول ومقاصد الشريعة
" كتاب الموافقات " للإمام الشاطبي .
وفي قضية مقاصد الشريعة لا بأس بكتاب " مقاصد الشريعة
" للطاهر بن عاشور أو لعلال الفاسي.
ومن هذا الباب كتاب " مقاصد المكلفين " للدكتور/ عمر الأشقر .
وهو بحثُ مفيدُ ماتعُ عليك به، ولو أن تسطره بيدك لكان أولى.
سادسًا : علوم اللغة .
1) علوم اللغة متشعبة ، والمجتهد في اللغة مجتهد في الشرع
كما قال الشاطبي .
2) إنَّما سقمت الأفهام يوم صرنا أعاجم فلا تقل : علوم لغة ، وعلوم شرع
، فعلوم اللغة جزء خطير من علوم الشريعة ، فعليها مدار ضبط
الأفهام فتنبه .
في علم النحو :
ابدأ بـ : " الأجرومية " فاحفظها ، واستأنس بشرح " التحفة السنية "
عليها للشيخ / محمد محيي الدين عبد الحميد .
ثمَّ : " قطر الندى " لابن هشام .
ثمَّ : " شذور الذهب " له أيضًا .
وفي المرحلة الثانية
ابدأ بـ : حفظ الألفية وتدرج مع شروحها .
شرح ابن عقيل ، ثمَ شرح الأشموني ، ثمَّ حاشية الصبان
وفي المرحلة الثالثة
عليك بـ " مغني اللبيب " لابن هشام ، و " المفصل " لابن يعيش ،
وأخيرًا " الكتاب " لسيبويه .
في علم الصرف :
ابدأ بـ " شذا العرف في علم الصرف "
ثمَّ " لامية الأفعال " ، وكثير ممَّا مرَّ ذكره من الكتب النحوية
تحوي مباحث علم الصرف المختلفة .
في علم البلاغة :
ابدأ بـ " البلاغة الواضحة " لعلي الجارم
ثمَّ " مقدمة تفسير ابن النقيب " تحقيق د/ زكريا سعيد علي .
ثمَّ " أسرار البلاغة " و " دلائل الإعجاز " كلاهما لعبد القاهر الجرجاني
بتحقيق الشيخ /محمود محمد شاكر .
في غريب الكتاب والسنة .
المفردات في غريب القرآن الراغب الأصفهاني .
النهاية في غريب الأثر لابن الأثير
في المعاجم :
اقتنِ " مختار الصحاح " لا يفارقك جيبك .
ثمَّ ابدأ في التعامل مع المعاجم المختلفة بأنواعها :
كالوسيط والوجيز ، ولسان العرب لابن منظور ، والبحر المحيط
للفيروز آبادي .
في الأدب :
ابدأ بـ " حفظ المعلقات السبع " لتكوِّن حصيلة لغوية جيدة .
اقرأ في " خزانة الأدب " للبغدادي ، " صبح الأعشى " للقلقشندي ،
ودواوين أبي الطيب المتنبي وأبي تمام والبحتري وأبي العتاهية
وغيرهم من الشعراء ، تجنب الرديء المخالف ، والتمس
من أشعار الحكمة ما ينفعك .
أيها المتفقه ..
قد آذن الركب بالرحيل ، وقد بلغت جهدي في نصحك ، فهلا شمرت عن
ساعد الجد ،عساك أبصرت السبيل ، وقد بقى اليسير من العمل ، كي نبلغ
فيك الأمل ، فبالله لا تركن فأمتك مقهورة ، والأيدي مقطوعة ، والآمال
عليك معقودة.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا ،
وأن ينفعنا بما يعلمنا ، وأن يزيدنا علمًا .
------------------
[1] ممَّا يحرم تعلمه السحر والموسيقى ، وكذلك الفلسفة في قطر لم تفشُ
فيه ، فإنْ فشت تعلمها المضطر لاستدفاع ضررها عن الناس ، وبيان
خطرها ، ورد قالة السوء ، ومنها تعلم القوانين الوضعية للحكم بغير
ما أنزل الله ، والقاعدة شهيرة : الوسائل تأخذ حكم المقاصد ، فكل ما أدى
إلى حرام فهو حرام ، كمن يتعلم صناعة الخمور أو السجائر ،
أو المعاملات الربوية الخبيثة في البنوك وشركات التأمين
فكل ذلك حرام تعلمه فضلاً عن العمل به .
[2] طُبع بمكتبة محمد علي صبيح وأولاده بالأزهر الشريف .
الأخ / محمد الخواص/بيت عطاء الخير
جزاهم الله عنا كل خير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق