الأحد، 19 أبريل 2015

" مقال في الصميم "


مقال في الصميم "
هذا المقال يمكن اسقاطه على كل الوطن العربي
مقال في الصميم / د. جاسر الحربش : استشاري للباطنية
ما أطال النوم عمراً، وما قصر في الأعمار مثل السهر.
لديه نفس القدرات على العبث

::::: بالوقت
::::: والصحة
:::: والمال
وتضييعها على المتع التافهة.

الأمثلة على المتع التافهة والضارة أيضا كثيرةوليس لها علاقة سلبية
أو إيجابية بالأخلاق الحميدة.هي فقط ممارسات لا تضيف شيئاً مفيداً
للعقل ولا للمهارات ولا لصحة النفس والبدن.

السهر الطويل لربات البيوت أمام المسلسلات والبرامج الفضائية
او على الاجهزة الذكية حتى ساعات الفجر، ثم الاستيقاظ مع صلاة الظهر،
هذه واحدة من أهم الممارسات الشائعة للعبث بالوقت والصحة والمال.
من بين كل عشر ( 10 ) مراجعات للعيادات الطبية تشتكي سبع أو ثماني
سيدات من عسر الهضم وحرقة المعدة وانتفاخ البطن والإجهاد السريع
وضيق التنفس.والريحة الكريهة.

عندما تسأل إحداهن عن برنامج حياتها اليومي تكتشف أنها تسهر حتى
ساعات الفجر ثم تنام حتى الظهر لتستيقظ بمزاج البائس التعيس الذي لم
ير نور الصباح ولم يستنشق هواء نقياً منذ أعوام طويلة والوجه العبوس

بالفحص الطبي يتضح :
- عند هذا النوع من ربات البيوت مجموعة من الأمراض الناتجة عن
العبث بالوقت والحياة.

عضلة المريء ترتخي مما يسبب الارتجاع الحمضي. والأمعاء تصبح
طبلاً مليئاً بالغازات المتخمّرة من وجبة العشاء المتأخرة، والكبد غارقة
في الدهون، وهناك فقر دم رغم السمنة الظاهرة، وعضلات الأطراف
ضامرة رغم ضخامة الجذع والبطن، وطاقة التنفس هزيلة والعظام
هشة بسبب نقص ( فيتامين د وعنصرالكالسيوم )لانقطاع التعرُّض
لأشعة شمس الصباح.

ما هي إلا سنوات قليلة ثم يداهم مثل هذه السيدة
............. مرض السكري
.............. والكوليسترول
.............. وحصوات المرارة
.............. وارتفاع ضغط الدم،
..............والشيخوخة المبكرة

ثم تتحوّل إلى عالة على منزلها وزوجها ومصدر نزيف مالي مستمر
على الأدوية والاستشارات الطبية والمستشفيات.

وعلى النقيض من هذه الكتلة العليلة من الشحوم تكون العاملة التي
لا يزيد وزنها على خمسين كيلوغراماً، قادرة على العمل لمدة اثنتي
عشرة ساعة متواصلة دون آلام عضلية ولا لهاث في التنفس ولا انتفاخ
في الأمعاء، تضع رأسها على المخدة قبل منتصف الليل فتستمتع بنوم
عميق مريح ثم تصحو في السادسة صباحاً تنازلت ربة البيت عن استثمار
وقتها فيما يفيد، وأهملت الشروط الضرورية لاكتمال الصحة ودفعت المال
للعاملة لتنوب عنها في إدارة المنزل.

ضحّت بكل ذلك مقابل السهر ساعات إضافية على مسلسلات وبرامج
تافهة في الفضائيات الساخرة بعفة النساء الكالحة على قلوب الرجال
هاتكه للعرض ومناقضة للهدي الرباني.

هذا النموذج من ربات المنازل لا يتواجد فقط في الطبقات الغنية المرفّهة،
بل تجده في أغلب البيوت حتى في أبعد قرية عن العمران.

الشبان والشابات من طلبة المدارس والجامعات
 مصابون أيضاً بداء السهر وبنفس العلل الصحية المترتبة عليه لأنهم
يسهرون حتى بعد منتصف الليل على أجهزة الدردشة وبرامج التلفزيون
وبعض الرجال في مثل هذه البيوت لديهم نفس الاعتلالات والأمراض،
لأنهم يدمنون السهر في الاستراحات وملاحق المنازل، ويتناولون وجبات
عشاء دسمة بعد منتصف الليل من أقرب مطعم فيصبح الحال من بعضه
السائق الأجنبي هو الذي يقوم بأداء الأعمال التي تتطلب الالتزام بشروط
الصحة والنشاط.

قبل سنوات الطفرة الأولى أعادها الله، كان الناس عندنا ينامون بعد
صلاة العشاء بساعتين على الأكثر، وينهضون مع بواكير الفجر الأولى
مكتملي الحيوية والنشاط، ومع طلوع الشمس ينصرف كل طرف إلى
مهماته اليومية.آنذاك كانت معدّلات الإصابة بالسكري وضيق الشرايين
وتصلُّب المفاصل والاعتلالات الهضمية تكاد تكون صفراً.

مجتمعنا الحالي مصاب بكل أمراض التسيب
والتساهل مع الوقت وشروط الحياة الطبيعية.
نحن في أمسّ الحاجة إلى إعادة تأهيل وبرامج توعية، تعيدنا إلى الالتزام
بقواعد التعامل مع الزمن وشروط الجودة النوعية للحياة.
لولا الخشية من فساد الأطعمة في ثلاجات ومخازن التبريد، لاقترحت قطع الكهرباء
عن المنازل والاستراحات قبل منتصف الليل.

ولا حول ولا قوة الا بالله
انا لله وانا اليه راجعون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق