الاثنين، 10 نوفمبر 2014

من سُورَةُ الْبَقَرَةِ


قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

{ وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}.
الآية: 42 ،43

{ وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ } .

ينهى اللَّهُ تَعَالَى الْيَهُودَ عِنْ تَلْبِيسِ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ، وَتَمْوِيهِ الْحَقِّ،
وَكِتْمَانِهِ وَمُنَاصَرتِهِمُ للْبَاطِلِ، وقدكَانُوا يَتَعَمَّدُونَ ذلك، لبغضهم
لدين الله تعالى، وَكَانَت قُرَيْشُ قَدْ سَأَلَتْ أَحْبَارَ اليَهُودِ: أَدِينُهُمْ خَيْرٌ
أَمْ دِينُ مُحَمَّدٍ؟فَقَالَ اليَهُودُ: بَلْ دِينُكُمْ خَيْرٌ مِنْ دِينِهِ، وَأَنْتُمْ أَهْدَى مِنْهُ
وَمِمَّنِ اتَّبَعَهُ،

وقد سجل القرآن ذلك عليهم قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ
وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا }
. [النِّسَاءِ: 51]

فنهاهم اللَّهُ تَعَالَى عن أن يَخْلِطُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَالصِّدْقَ بِالْكَذِبِ، تَلْبِيسًا
على الناس لصرفهم عن دين الله الإسلام.

{ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }.

ونهاهم كذلك أن يَكْتُمُوا مَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَبِمَا جَاءَ بِهِ، وَهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِيمَابين أَيْدِيهِمْ مِنَ الْكُتُبِ.
كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ }.
الْآيَةَ [الْأَعْرَافِ: 157]

وَالْمَعْنَى لَا تَجْمَعُوا بَيْنَ التَلْبِيسِ عَلَى النَّاسِ، وَكِتْمَانِكُمُ الْحَقَّ
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ الْحَقَّ،وَتَعْلَمُونَ مَا فِي ذَلِكَ مِنَ الضَّرَرِ الْعَظِيمِ عَلَى
النَّاسِ مِنْ إِضْلَالِهِمْ عَنِ الْهُدَى الْمُفْضِي بِهِمْ إِلَى النَّارِ إذا تابعوكم
على هذا الْبَاطِلِ.

{ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } .

ثم أَمَرَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى بِاتِّبَاعِ دِينِ اللَّهِ تَعَالَى الْإِسْلَامِ الَّذِي مِنْ أَظْهَرِ شَعَائِرِهِ
الصَّلاةُ وَالزَّكَاةُ وَأن يكُونُوا مَعَ الْمُؤْمِنِينَ فِي أَحْسَن أَعْمَالِهِمْ، وَمِنْ أَخَصِّ
ذَلِكَ وَأَكْمَلِهِ الصَّلَاةُ،بأَنْ يُصَلُّوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والْمُؤْمِنِينَ،
وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُؤْتُوا الزَّكَاةَ، أَيْ:يَدْفَعُونَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَرْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَذِكْرُ الرُّكُوعِ بَعْدَالصَّلاةُ مِنْ بَابِ عَطْفِ الْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ،
وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:

{ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ }

إِشَارَةٌ إِلَى وُجُوبِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ كَمَا قَالَ كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ.

اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق