الأربعاء، 23 أبريل 2014

رسالة في الاختلاط - فتوى الشيخ الألباني والشيخ ابن باز مع نماذج من صور الأختلاط المحرم




من رسالة في الاختلاط لسماحة الشيخ / محمد بن إبراهيم آل الشيخ
* اختلاط الرجال بالنساء له ثلاث حالات :
الأولى : اختلاط النساء بمحارمهن من الرجال ، وهذا لا إشكال في جوازه .
الثانية : اختلاط النساء بالأجانب لغرض الفساد ، وهذا لا إشكال في تحريمه .
الثالثة : اختلاط النساء بالأجانب في : دور العلم ، والحوانيت والمكاتب ، والمستشفيات ، والحفلات ، ونحو ذلك ، فهذا في الحقيقة قد يظن السائل في بادئ الأمر أنه لا يؤدي إلى إفتتان كل واحد من النوعين بالآخر ، ولكشف حقيقة هذا القسم فإننا نجيب عنه من طريق : مجمل ، ومفصل.
أما المجمل : فهو أن الله تعالى جبل الرجال عن القوة والميل إلى النساء ، وجبل النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف بان ، فإذا حصل الاختلاط نشأ عن ذلك آثار تؤدي إلى حصول الغرض السيء ، لأن النفوس أمارة بالسوء ، والهوى يعمي ويصم ، والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر.
أما المفصل : فالشريعة مبنية على المقاصد ووسائلها ، ووسائل المقصود الموصلة إليه لها حكمه ، فالنساء مواضع قضاء وطر الرجال ، وقد سد الشارع الأبواب المفضية إلى تعلق كل فرد من أفراد النوعين بالآخر ، وينجلي ذلك بما نسوقه لك من الأدلة من الكتاب والسنة .




قال تعالى :
(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم، ذلك أزكى لهم، إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)
[النور:30،31].
لما أمر الله سبحانه وتعالى الجنسين بغض البصر، وحرم النظر كان الاختلاط محرماً من باب أولى . ومن الأدلة ما ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها " وإنما كانت صفوف الرجال الأوائل أفضل لبعدها من النساء، وكان الآخر منها شرًا لقربه من النساء ، ويقال مثل ذلك في صفوف النساء. وقد أمرالنبي صلى الله عليه وسلم الرجال أن يتأخروا في الانصراف من المسجد حتى يخرج النساء كي لا يقع اختلاط بين الجنسين . وكان يتأخر عليه الصلاة والسلام عن الخروج من المسجد هو وأصحابه حتى يدخل النساء في بيوتهن، كل ذلك لمنع اختلاط الرجال بالنساء . وهذا كله في أماكن العبادة التي يكون فيها الإنسان عادة أبعد ما يكون عن ارتكاب الرذيلة أو الهم بها، فيكون غيرها أولى بالمنع.

------------------------------
عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول وهو خارج من المسجد، وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم للنساء «استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضنّ الطريق، عليكن بحافات الطريق» فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. وقوله تعالى: {وَتُوبُوۤا۴ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} أي افعلوا ما أمركم به من هذه الصفات الجميلة والأخلاق الجليلة واتركوا ما كان عليه أهل الجاهلية من الأخلاق والصفات الرذيلة، فإن الفلاح كل الفلاح في فعل ما أمر الله به ورسوله وترك ما نهيا عنه، والله تعالى هو المستعان.( تفسير ابن كثير سورة النور 6/ 40 )
------------------------------
قال مجاهد في تفسير قوله تعالى ( ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) : كانت المرأة تخرج فتمشي بين الرجال فذلك تبرج الجاهلية ( الطبقات الكبرى تسمية النساء المسلمات 8/ 157 )

===========================
============


سئل الشيخ الألباني رحمه الله عمن يجيز الاختلاط في الجامعات بحجة الاختلاط في الحرم فأجاب:

... أنا أقول هذا القياس أفسد قياس على وجه الأرض لسببين اثنين:

أولا- يسمى الاختلاط الواقع في الجامعات بين الشباب المتحلل والشابات المتبرجات على نساء قصدن البيت الحرام للحج أو العمرة ونادرا ما ترى فيهن متبرجات لذلك نقول لو كان هذا الاختلاط الذي قيس عليه وهو الاختلاط في مكة لو كان جائزا شرعا وهو غير جائز كما سيأتي بيانه فهو من أفسد قياس على وجه الأرض وهو كما يقول ابن حزم كما نقلته آنفا لو كان منه حق لكان هذا منه عين الباطل ليه ؟ لأنهم يقيسون هذا القياس الجامعي المتحلل على هذا الاختلاط الموجود في مكة المحتشم

ثانيا - ليس من الجائز اختلاط النساء بالرجال في الحج أو في العمرة أو في أي مكان من الأمكنة حتى لو كانت من بيوت الله عز وجل وهي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق الاختلاط الذي يقع في مكة وفي المسجد الحرام من بعض النسوة هذا غير جائز شرعا. إذن هم يقيسون ما ليس بجائز على ما ليس بجائز فمن يقول هذا الكلام من أهل العلم بل من أهل الدين؟ ....

كلنا يعلم ما أشرت إليه آنفا من قوله صلى الله عليه وسلم خير البقاع المساجد مع ذلك حرم الشارع الحكيم اختلاط النساء بالرجال في خير البقاع وفي يعني أحسن حالة يكون فيها المسلم والمسلمة من حيث البعد عن ما حرم الله ألا وهي الوقوف بين يدي الله للمناجاة مع ذلك فقد قال عليه الصلاة والسلام (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) سبحان الله لقد شرع الشارع الحكيم سبحانه وتعالى من الذرائع والوسائل لإبعاد الشر عن الجنسين حتى في حالة قيامهم في الصلاة ......

فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل فاصلا في خير البقاع بين النساء وبين الرجال وهذا اسمه من باب سد الذريعة. باب سد الذرائع هذا باب عظيم جدا في الإسلام جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية تترا تأييدا لهذه القاعدة فهؤلاء الذين قالوا أو قاسوا ذلك القياس الباطل أو أولئك الشباب الذين عندهم شيء من العلم ويجيزون طلب العلم في الجامعة التي يختلط فيها الحابل بالنابل كما يقال هؤلاء إما أنهم لا يعلمون هذه القاعدة الثابتة كتابا وسنة وهي قاعدة سد الذريعة ونحن الآن ذكرنا دليلا من أدلتها وهو فصل الرسول عليه الصلاة والسلام بين الرجال و النساء في الصلاة وليس هذا الفصل فقط بل جعل خير الصفوف كما علمتم خير صفوف الرجال أولها وخير صفوف النساء آخرها وذلك لا بعاد الجنسين بعضهم عن بعض في خير البقاع ....

شيء آخر أيضا ما يتعلق بنفس بالموضوع في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من الصلاة مكث هنية قال الراوي فكنا نرى أنه إنما يفعل ذلك لكي ينصرف النساء قبل الرجال لكي ينصرف النساء من خير البقاع قبل الرجال حتى ما يصير فيه اختلاط حين الخروج من الحرم حقا أي المسجد من تمام هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في غير ما حديث أن النساء ليس لهن حق في وسط الطريق وإنما لهن حافات الطرق فكانت إحداهن هاي تربية النساء في عهد الرسول وين تربية النساء في عهدنا اليوم هلي بتزاحم الرجال بمنكبها وتمشي ولا كمشية الرجال فكانت المرأة في عهد الرسول عليه السلام بسبب هذا التوجيه النبوي الكريم جلبابها يتماس مع الجدار فهي تأخذ طرف الطريق تماما بحيث أن ثوبها يحتك بالجدار إن كان يمينا أو يسارا لأن وسط الطريق إنما هو للرجال فمع وجود قاعدة سد الذريعة في الإسلام ومع وجود هذه الأحاديث التي فيها تحقيق هذه القاعدة في خيرالبقاع كيف يمكن أن يقال انو الاختلاط في غير خير البقاع يجوز ؟ هذا الحقيقة من مصائب هذا الزمن في استحلال ما حرم الله عز وجل ....

مختصرا من جواب صوتي للشيخ :
http://www.alalbany.ws/alalbany/audio/860/860_01.rm

------------------------------

قال الشيخ محمد الخضر حسين (تونسي ت : 1377هـ تولى مشيخة الأزهر الشريف بمصر) : ".. وتحريم الدين لاختلاط الجنسين على النحو الذي يقع في الجامعة معروف لدى عامة المسلمين ، كما عرفه الخاصة من علمائهم، وأدلة المنع واردة في الكتاب والسنّة وسيرة السلف الذين عرفوا لباب الدين، وكانوا على بصيرة من حكمته السامية... والأحاديث الصحيحة الواردة في النهي عن اختلاط المرأة بغير محرم لها تدل بكثرتها على أن مقتَ الشريعة الغرَّاء لهذا الاختلاط شديد .." انتهى من "مجلة الهداية الإسلامية" ج 6 من المجلد الثالث عشر .
------------------------------

قال الدكتور مصطفى السباعي (شامي ت : 1384هـ) : "لا يجيز الإسلام أن تختلط المرأة بالرجال في الحفلات العامَّة أو المنتديات ولو كانت محتشمة ... ولهذا كله يتشدد الإسلام في منع اختلاط النساء بالرجال ، وقد قامت حضارته الزاهرة التي فاقت كل الحضارات في إنسانيتها ونبلها على الفصل بين الجنسين ، ولم يُؤَثِّر هذا الفصل على تقدّم الأمة المسلمة وقيامها بدورها الحضاري الخالد في التاريخ" انتهى من "المرأة بين الفقه والقانون" (صـ 125 – 126) .
----------------------------------

قال الشيخ على الطنطاوي (سوري ت : 1420هـ) : "هذا هو باب الشهوات وهو أخطر الأبواب . عرف ذلك خصوم الإسلام فاستغلوه ، وأول هذا الطريق هو الاختلاط .." انتهى من "ذكريات علي الطنطاوي" (5/268) .
---------------------------
وحيـد عبدالسلام بالـي - مصر
السؤال : أبي يضغط علي أن أعمل بالتمريض وهو متيسر ماديا ولا يحتاج لعملي ، ويقول لي هذا مستقبلك خاصة أنه يأتيني بعض العقود الخارجية ، وأنا بفضل الله منتقبة ولا أحفظ في كتاب الله ولا أريد أن أعصي الله فهل أنا علي حق أم أعق والداي وأسالك الدعاء لي أن يرزقني الله من فضله برضا وزوج صالح

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اسأل الله أن يبارك فيكِ أختنا الكريمة وأن يثبتك على طاعته ومرضاته و أن يزيدك ثباتاً على الحق

أنا أرى أختنا الكريمة أن مهنة التمريض فيها اختلاط كبير مع الأطباء ولا يليق بالأخت المسلمة أن تعمل ممرضة مع طبيب , و لكن يجوز أن تعمل ممرضة مع طبيبة في عيادتها الخاصة إذا كانت الطبيبة تكشف على النساء فقط كأطفال أو نساء وتوليد ونحو ذلك

اما الاختلاط فلا يجوز فإن اقنعتي والديكِ فبها ونعمت وإن لم تقنعيهم فاعلمي أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق , لكن أنا أطلب منأي أخ يبدأ التزاما أو أي أخت تبدأ التزاما أن يحاول أن يزيد من بر والديه ويقبل يدهم ورأسهم , حتى يشعر الناس أن الالتزام يغير السلوك بهذه الطريقة التزمت أسر كثيرة لم تكن ملتزمة وتحجبت بالأسرة نسائها والتحت رجالها بسبب معاملة الأخ الملتزم داخل الأسرة من الحب والود والرأفة فأرجو أن تكونوا رُسل خيرٍ لإخوانكم والله الموفق


===========================
============

من صور الاختلاط المحرم

اختلاط النساء بالرجال الاجانب عموما
اختلاط البنات مع ابن العم والعمه و ابن الخال والخالة
خلو خطيب الفتاة بها وخروجها معه قبل العقد بحجه التعارف
اختلاط الطالبات بالطلاب في صفوف الدراسه
استقبال المرأة اقارب زوجها الاجانب او اصدقاءه في حالة غيابه
خلوة المدرسين بالطالبات بحجة التدريس
اختلاط النساء بالرجال في المعامل والصيدليات والمستشفيات والمكاتب بدعوى ضرورة العمـل
خلو الطبيب بالمريضة من غير محرم لها
الجلسات العائلية والتي يختلط فيها الرجال بالنساء غير المحارم
صعود العريس مع العروس على المنصة في ليلة الزفاف، أمام النساء
مباشرة الرجال بالخدمة في قسم النساء في الحفلات كما يحدثفي بعض الفنادق
التساهل في الاختلاط للفتيات في سن البلوغ بالشباب والرجال الأجانب بحجة أنهن صغيرات
اختلاط الأولاد الذكور والإناث – ولو كانوا إخوة – بعد التمييز في المضاجع
خلوة السائق بالمرأة في السيارة
حج النساء وسفرهن من غير محرم
قيام النساء بتدريس الرجال في الجامعات أو الكليات والمدارس
وكذلك قيام الرجال بتدريس النساء مباشرة
اختلاط الطلاب المبتعثين بالعائلات الغربية والسكن معهم في منزل واحد
اختلاط الطلاب والطالبات في الصفوف الدراسية العليا بحجة الدراسة الميدانية.
خلوة الرجال المشرفين على الرسائل الجامعية بالطالبات بحجة الإشراف على الرسالة
الدعوة إلى حضور الأمسيات الشعرية واللقاءات العلمية، والمحاضرات المختلفة
والتي تلقيها بعض النساء أو الرجال ويحضرها النساء والرجال جنبًا إلى جنب
اختلاط النساء مع الرجال في الألعاب والملاهي بحجة يوم العائلات
اختلاط النساء مع الرجال في المطاعم والكافتريات بحجة قسم العائلات
اختلاط النساء بالرجال أو خلوة المرأة بصاحب المعرض أو الدكان
اتخاذ الخدم أو السائق، واختلاطهن بالنساء وحصول الخلوة بهن
اتخاذ الخادمات اللائي يبقين بدون محارم
تصوير النساء من قبل المصورين
-----------------------------------------------------------
03 يوليو 2003
التحذير من الإختلاط بين الرجال والنساء
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
دار القاسم

من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى من يراه ويطلع عليه من إخواني المسلمين وفقني الله وإياهم لفعل الطاعات وجنبني وإياهم البدع والمنكرات.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أما بعد:

فمن واجب النصح والتذكير أن أنبه على أمر لا ينبغي السكوت عنه، بل يجب الحذر منه والإبتعاد عنه وهو الإختلاط الحاصل بين بعض الجهلة في بعض الأماكن والقرى مع غير المحارم، لا يرون بذلك بأساً بحجة أن هذا عادة آبائهم وأجدادهم وأن نياتهم طيبة، فتجد المرأة مثلاً تجلس مع أخي زوجها أو زوج أختها أو مع أبناء عمها ونحوهم من الأقارب بدون تحجب وبدون مبالاة.

ومن المعلوم أن احتجاب المرأة المسلمة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب دل على وجوبه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح، قال الله سبحانه وتعالى: وَقُل لِّلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليضَرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور:31] وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] الآية. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الأحزاب:59]، والجلباب: هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة، قالت أم سلمة رضي الله عنها: ( لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سوداء يلبسنها ).

وفي هذه الآيات الكريمات دليل واضح على أن رأس المرأة وشعرها وعنقها ونحرها ووجهها مما يجب عليها ستره عن كل من ليس بمحرم لها، وأنَّ كشفه لغير المحارم حرام. ومن أدلة السنة أن النبي لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد قلن: يا رسول الله: إحدانا لا يكون لها جلباب، فقال النبي: { لتلبسها أختها من جلبابها } [رواه البخاري ومسلم]. فهذا الحديث يدل على أن المعتاد عند نساء الصحابة ألا تخرج المرأة إلا بجلباب. فلم يأذن لهن رسول الله بالخروج بغير جلباب.

وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله يصلي الفجر فيشهد معه نساء متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس )، وقالت: ( لو رأى رسول الله من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد، كما منعت بنو إسرائيل نساءها ) فدل هذا الحديث على أن الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون وأكرمها على الله عز وجل، وأعلاها أخلاقاً وآداباً، وأكملها إيماناً، وأصلحها عملاً، فهم القدوة الصالحة لغيرهم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: { كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع رسول الله ، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها فإذا جاوزنا كشفناه } [رواه أحمد وابو داود وابن ماجة] ففي قولها [ فإذا حاذونا } تعني: ( الركبان ) {سدلت إحدانا جلبابها على وجهها } دليل على وجوب ستر الوجه؛ لأن المشروع في الإحرام كشفه فلولا وجود مانع قوي من كشفه حينئذ لوجب بقاؤه مكشوفاً.

وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة: منها الفتنة التي تحصل بمظهر وجهها وهي من أكبر دواعي الشر والفساد، ومنها زوال الحياء عن المرأة وافتتان الرجال بها. فبهذا يتبين أنه يحرم على المرأة أن تكشف وجهها بحضور الرجال الأجانب، ويحرم عليها كشف صدرها أو نحرها أو ذراعيها أو ساقيها ونحو ذلك من جسمها بحضور الرجال الأجانب، وكذا يحرم عليها الخلوة بغير محارمها من الرجال، وكذا الإختلاط بغير المحارم من غير تستر، فإن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمة الرجال، وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عظيم.

وقد خرج النبي ذات يوم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق، فقال النبي : { استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق }، فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق به من لصوقها. ذكره ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: وَقُل لِلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ [النور:31]، فيحرم على المرأة أن تكشف وجهها لغير محارمها، بل يجب عليها ستره، كما يحرم عليها الخلوة بهم أو الإختلاط بهم أو وضع يدها للسلام في يد غير محرمها وقد بين سبحانه وتعالى من يجوز له النظر إلى زينتها بقوله: وَقُل لِلمُؤمِناتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبدِينَّ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَو آبَائِهِنَّ أَو آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَو أَبنَائِهِنَّ أَو أَبنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَو إِخوَانِهِنَّ أَو بَنيِ إخوَانِهِنَّ أَو بنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَو نِسَائِهِنَّ أَو مَا مَلَكَت أَيمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيرِ أُولِي الإِربَةِ مِنَ الرِجَالِ أَوِ الطِّفلِ الَّذينَ لَم يَظهَرُواْ عَلَى عَورَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِنَّ لِيُعلَمَ مَا يُخفِينّ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلى اللهِ جَمِيعاً أَيُهَ المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ [النور:31].

أما أخ الزوج أو زوج الأخت أو أبناء العم وأبناء الخال والخالة ونحوهم فليسوا من المحارم، وليس لهم النظر إلى وجه المرأة، ولا يجوز لها أن ترفع جلبابها عندهم؛ لما في ذلك من افتتانهم بها، فعن عقبة بن عامر أن رسول الله قال: { إياكم والدخول على النساء }، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: أفرأيت الحمو؟ قال: { الحمو الموت } [متفق عليه]، والمراد بالحمو: أخ الزوج وعمه ونحوهما؛ وذلك لأنهم يدخلون البيت بدون ريبة، ولكنهم ليسوا بمحارم بمجرد قرابتهم لزوجها، وعلى ذلك لا يجوز لها أن تكشف لهم عن زينتها ولو كانوا صالحين موثوقاً بهم؛ لأن الله حصر جواز إبداء الزينة في أناس بيَّنهم في الآية السابقة، وليس أخ الزوج ولا عمه ونحوهم منهم، وقال في الحديث المتفق عليه { لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم }، والمراد بذي المحرم: من يحرم عليه نكاحها على التأبيد لنسب أو مصاهرة أو رضاع، كالأب والابن والأخ والعم ومن يجري مجراهم.

وإنما نهى رسول الله عن ذلك لئلا؛ يرخي لهم الشيطان عنان الغواية، ويمشي بينهم بالفساد، ويوسوس لهم، ويزين لهم المعصية. وقد ثبت عنه أنه قال: { لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما } [رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه].

ومن جرت العادة في بلادهم بخلاف ذلك، بحجة أن ذلك عادة أهلهم، أو أهل بلدهم، فعليهم أن يجاهدوا أنفسهم في إزالة هذه العادة، وأن يتعاونوا في القضاء عليها، والتخلص من شرها؛ محافظة على الأعراض، وتعاوناً على البر والتقوى، وتنفيذاً لأمر الله عز وجل ورسوله ، وأن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى مما سلف منها، وأن يجتهدوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويستمروا عليه، ولا تأخذهم في نصرة الحق وإبطال الباطل لومة لائم، ولا يردهم عن ذلك سخرية أو استهزاء من بعض الناس، فإن الواجب على المسلم اتباع شرع الله برضا وطواعية ورغبة فيما عند الله وخوف عقابه، ولو خالفه في ذلك أقرب الناس وأحب الناس إليه. ولا يجوز اتباع الأهواء والعادات التي لم يشرعها الله سبحانه وتعالى؛ لأن الإسلام هو دين الحق والهدى والعدالة في كل شيء، وفيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والنهي عما يخالفها.

والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين لما يرضيه وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه جواد كريم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛ ؛ ؛

===================================
فتوى
بيان اللجنة الدائمة حول تحريم الاختلاط في التعليم والعمل وكل ما يفضي إليه
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي صالح بن محمد، والمُحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء رقم "32601419" بتاريخ 28-6-1432هـ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه: "سماحة المفتي العام: في هذه الأيام كثر السؤال عن الاختلاط بين الرجال والنساء، وبخاصة في العمل والتعليم، ونريد من سماحتكم التكرم بالإجابة عمّا ذُكر، والله يرعاكم".
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن عمل المرأة وتعليمها يجب ألا يترتب عليه اختلاطها بالرجال، بل لا بد أن يكون في مكانٍ مستقلٍّ لا يعمل فيه إلا النساء؛ لأن الشريعة جاءت لتحريم الاختلاط بين الرجال والنساء ومنعه والتشديد فيه، كالاختلاط في مجالات التعليم والعمل، وكل ما يفضي إلى الاختلاط قال تعالى وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وحكم هذه الآية عام للنساء المسلمات إلى يوم القيامة.
ولذلك جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة المرأة في بيتها خيراً لها من صلاتها في المسجد حيث قال - صلى الله عليه وسلم - « لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن » متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما.
عليه، فيحرم الاختلاط بين الرجال والنساء فيما ذُكر سابقا سواءً كان ذلك بخلوة أو من دونها، ولا يجوز أن تعمل المرأة مع الرجال، كأن تكون سكرتيرة لمكتب الرجال، أو في الاستقبال لمكان غير خاص بالنساء، أو عاملة في خط إنتاج مختلط، أو محاسبة في مركز أو محل تجاري أو صيدلية أو مطعم يختلط فيه العاملون من الرجال والنساء؛ لما يترتب على ذلك من آثار سيئة على الأسرة والمجتمع.
واللجنة توصي الجميع بتقوى الله - سبحانه وتعالى - والالتزام بأحكام شرعه رجالا ونساءً طاعةً لله تعالى ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وبالله التوفيق.
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
عضو عضو عضو
صالح بن فوزان الفوزان محمد بن حسن آل الشيخ عبد الله بن محمد المطلق
عضو عضو عضو
أحمد سير مباركي عبد الكريم بن عبد الله الخضير عبد الله بن خنين


----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

مقارنة

--------------------------------------------------------

من نتائج الاختلاط عند الغرب بأقلام علمائهم:
يقول الدكتور جون كيشلر أحد علماء النفس الأمريكيين في شيكاغو: إن 90% من الأمريكيات مصابات بالبرود الجنسي و40% من الرجال مصابون بالعقم، وقال: إن الإعلانات التي تعتمد على صور الفتيات العارية هي السبب في هبوط المستوى الجنسي للشعب الأمريكي، وبسبب الاختلاط الذي سبب ما سبب في المجتمع البريطاني أصبحت المرأة التي تركت أنوثتها واتصفت بصفات الرجالات تسمى بالجنس الثالث، فهذا الجنس الثالث يخالف الرجال طبيعة وتركيبًا ويخالف النساء وظائف وأعمالاً
الإسلام في قفص الاتهام
(246-247).


منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق