كيف تكونين أمًا مثالية ؟
قال تعالى:
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
... (الفرقان: 74)
هذه الآية الكريمة اشتملت على صفات النفس ذات الهمة العالية والتي
لا ترضى بالدنية في الدين، بل لا تريد أن تكون تقية فقط ولكن تكون
إمامًا للمتقين، وقد أكون قدوة حسنة لغيرى في ملبسي وتعاملاتي، وفي
معاملتي لزوجي، ولكن هل سألت إحدانا نفسها ذات يوم:
هل أنا قدوة في تربيتي لأبنائي؟
تقول الأستاذة إيمان صالح الحربى - الباحثة التربوية
وإحدى المهتمات بشئون المرأة
- إن هناك قائمة من السلوكيات والقيم التى يجب على كل من تريد أن
تكون مثالاً وقدوة لأبنائها فى ذاتها وفى تربيتهم أن تتحرأها
وتتحلى بها وهى:
الإخلاص لله
، فهي تربي أبناءها من أجل الله ولله، فهم أمانة أعطاها الله إياها. فيجب
عليها أن تكون قدوة للأبناء في تعاملاتها، في أخلاقها، في عباداتها،
في نظامها، في مأكلها، في مشربها، فالابن مثل الإسفنجة يمتص كل ما
حوله، وإذا أصلحت الأم نفسها فإن الله يحفظهم
قال عز و جل:
{ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحً }
(الكهف : 82).
الصبر والحلم:
وهذه الصفة تكاد تكون منعدمة، فأبناؤك عندما يعودون من المدرسة
يجدون منك الصراخ، والعراك، والعصبية، نعم التربية مجهود ومشقة،
ولكن يكفيك قوله تعالى:
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }...
(الزمر : 10)،
وهناك نقطة هامة حقيقة أود أن ألفت النظر إليها وهي:
أن نبعد عن مقارنتهم بما كنا عليه، ونحن في سنهم،
فعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) يقول:
«ربوا أبناءكم، واعلموا أنهم خلقوا لزمان غير زمانكم»
الرحمة والحب:
أنصح كل أم أن تستبدل الحب بالعقاب؛ لأنه للأسف الشديد في كثير
من البيوت أصبح الأب والأم أدوات تعذيب للأبناء، فالأب يضرب، والأم
تصرخ، فمن الممكن أن تستخدم الأم أسلوب المكافأة، ولكن ابدئي
بالحديث عن الأجر، وبدرجات الجنة، وبأن بين كل درجة وأخرى كما
بين السماوات والأرض، فيجب على الأم أن تختار الأسلوب المناسب
للعقاب، ولا يكن خيارك الدائم هو الضرب،
وهناك قاعدة تربوية عظيمة وهي:
لاعبوهم سبعًا، وأدبوهم سبعًا، وآخوهم سبعًا، ثم اتركوا لهم الحبل على
الغارب، ففي السبع الأولى يكون اللعب، والحنان، والعطف (بشرط ألا
يتميع الطفل)، وفي السبع الثانية يكون التعليم المباشر
( مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر )
. الحديث،
وفي السبع الثالثة تكون المصاحبة بالحوار والمناقشة، وهذا المنهج
العظيم لو سارت عليه الأسرة المسلمة لحلت الكثير من المشكلات التي
تواجهها الأسرة المسلمة اليوم.
المساواة والعدل:
فلابد أن يكون العدل في كل شيء، ما قامت السماوات والأرض إلا بالعدل،
حتى في المدح والثناء، وإياك ومقارنة أخت بأختها، فهذا ينشئ الحسد
أيضًا، يجب المساواة بينهم حتى في العطية، وهناك عادة خاطئة منتشرة
في كثير من الأسر، وهي إعطاء البنين أموالاً كيفما شاءوا، بخلاف
البنات، ظنًا منهم بأن للذكر مثل حظ الأنثيين، هذا يكون في الميراث فقط ،
فالإسلام ساوى بين البنت والولد في الحقوق.
الحكمة:
{ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا }
... (البقرة : 269)،
فيجب أن تكون الأم حكيمة في تعاملاتها مع أبنائها، وذلك يتطلب منها أن
تقرأ كثيرًا، وتكثر من الاستشارة، ومن أساليب الحكمة التربية بالموقف،
فمثلاً عند الأذان ننصت وتردد الأذان، وتحث الأم الأبناء على ذلك، وكذا
في جميع المواقف التربوية الأخرى.
الدعاء والتضرع إلى الله:
فلن تثمر التربية - بإذن الله تعالى - إلا بالدعاء،
سئل علي رضي الله عنه:
كم المسافة بين السماء والأرض؟ قال: «دعوة مستجابة»،
فلتكثر الأم المسلمة من الدعاء لأبنائها بالهداية، ولا تيأس إذا رأت غير
ذلك في أحد أبنائها، ولقد نهى الرسول الله صلى الله عليه وسلم: عن
دعوة الوالد على ولده، وأذكر أن أمًا دعت على ابنتها بالمرض؛ لأنها
دائمة الاستفزاز لها، أصيبت هذه الابنة بأمراض عديدة مزمنة، وحتى
عندما تزوجت لم تنجب، وأيضًا ذات مرة دخلت امرأة المسجد وهي تبكي،
وسألتها من بجوارها عن سبب بكائها، فقالت لها: لي ولد عاق، فقالت
لها: كان لي ابن عاق مثلك، وكنت أغتنم أوقات الإجابة، وأدعو له
بالهداية، أتعرفين من هو؟ إنه إمام هذا المسجد، فاغتنمي أوقات الإجابة.
التربية على حسن الخلق لابد أن تربي أبناءك على حسن الخلق، وأن
يكون ترسيخ العقيدة في نفوس الأولاد هو الأساس، و أن تعريفهم بنعم
الله وتربيهم على الإخلاص، والبعد عن الرياء، ومراقبة الله، ولابد أن
تكوني قدوة لهم في المحافظة على الصلاة، وتعظيم أمر الصلاة في
نفوسهم، وكذلك حفظ القرآن الكريم، والأذكار الشرعية، حتى تكون هناك
بركة في الرزق والصحة وكل شيء، والأم تجتهد، وأجرها عند الله،
والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
ما نزرعه اليوم نحصده غدا بإذن الله
مقال للكاتبة إيمان عبدالمطلب المتخصصة
في شئون الطفل والمرأة والأسرة .
كلٌ منا لديه عقل وحكمة إلا أن الضغوط اليومية وكثرة المسؤوليات
تجعلنا نفتقر أحيانا إلى تلك الحكمة في التعامل مع أبنائنا..
كيف نتحكم في سلوكهم و كيف يطيعوننا دون إرغام
أو تهديد بالعقاب؟
وكيف نصبح مصدر ثقتهم و قدوتهم؟
الإجابة بكل بساطة باتباعك الخطوات التالي: -
كن واقعيا مرنا وتحلى بالصبر فإن التغيير في السلوك
لا يحدث بين يوم وليلة .
كن له قدوة يكن لك صديق ، فنحن مرآة لأبنائنا .
عاقب إبنك بوعي لا بجهل .. بلغة العقل لا بلغة إيذاء النفس والبدن
فالضرب والشتم لا يعلم الأحرار .
تجنب استخدام العقاب المتكرر على كل صغيرة وكبيرة
لأن ذلك سيدفعه للعناد والتمرد .
لا تسأله :هل تحبني ،قل له :أحبك سيبادلك القول،
وسيرددها كلما شعر بها .
حفز ابنك واحترم رغباته وانصت إليه .
ابتسم فالابتسامة لا تكلف شيئا ولكنها تعني الكثير له .
اثن عليه وامدحه على ما يقوم به من عمل جيد،
وعلى ما تركه من فعل سيء.
اظهر له فخرك به إذا أحسن التصرف. عالج اختلافك معه بالحوار
و خفف من حدة الأوامر،
فالنفس البشرية ترفض ذلك وتميل إلى اللغة التي تخاطب العقل
وتمس القلب .
اجعله يشعر أنه جزء لا يتجزأ من الأسرة بأن توكل إليه المسؤوليات .
وضح له أن نجاحه من نجاحك ،و اغرس بداخله قناعة بأن أي عمل
يقوم به مهما صَغُرْ هو عمل مهم، فلا يوجد أبدا عمل تافه .
اوجد له مساحة للاختيار واطرح أمامه البدائل ، لترسم بذلك
طريقته في التفكير،وبهذا سـتتولد الثقة بينك وبين طفلك وسـيطيعك
ويلبي مطالبك.
فما سـنزرعه اليوم فيهم .. سـنحصده غدا بإذن الله .
منقول من موقع بيت عطاء الخير الأسلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق