الأربعاء، 14 مايو 2014

نماذج للصحابة في علو الهمة

نماذج للصحابة في علو الهمة
الصحابة رضي الله عنهم قد ضربوا لنا أروع الأمثلة في الهمة العالية،
سواء كان في الجهاد في سبيل الله، والتضحية في سبيل هذا الدين،
أو في طلب العلم، وغير ذلك، وكذا سار التابعون على منوالهم،
وإليك بعضًا من النماذج التي تدل على علو همتهم.
علو الهمة في طلب العلم  :    
1- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

( كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط،
فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فقال :
يا غلام، هل من لبن؟
قال: قلت: نعم، ولكني مؤتمن،
قال: فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟
فأتيته بشاة، فمسح ضرعها، فنزل لبن، فحلبه في إناء، فشرب،
وسقى أبا بكر، ثم قال للضرع: اقلص فقلص،
قال: ثم أتيته بعد هذا،
فقلت: يا رسول الله، علمني من هذا القول،
قال: فمسح رأسي،
وقال: يرحمك الله، فإنك غليم معلم )

 وعنه أيضًا قال:
[ والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعًا وسبعين سورة،
والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله،
وما أنا بخيرهم ]
قال شقيق:

[ فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادًّا يقول غير ذلك ]




2- أبو هريرة رضي الله عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:
[ يقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث، والله الموعد، ويقولون:
ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثل أحاديثه؟
وإنَّ إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق،
وإن إخوتي من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم، وكنت امرأ مسكينًا،
ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، فأحضر حين يغيبون،  
 وأعي حين ينسون، وقال النبي صلى الله عليه وسلم يومًا:

 ( لن يبسط أحد منكم ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه )
ثم يجمعه إلى صدره فينسى من مقالتي شيئًا أبدًا.
فبسطت نمرة ليس علي ثوب غيرها،
حتى قضى النبي صلى الله عليه وسلم مقالته، ثم جمعتها إلى صدري،
فوالذي بعثه بالحق، ما نسيت من مقالته تلك إلى يومي هذا،
والله لولا آيتان في كتاب الله، ما حدَّثتكم شيئًا أبدًا:

 { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى }  
[ البقرة: 159 ]
 إلى قوله :

{ الرَّحِيمُ }
[ البقرة: 160 ]]

وعنه أيضًا قال:
[ إنه لم يكن يشغلني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس الودي 
ولا صفق بالأسواق إني إنما كنت أطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم
كلمة يعلمنيها، وأكلة يطعمنيها،
فقال له ابن عمر: أنت يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأعلمنا بحديثه ]

 3- جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه:
عن عبد الله بن محمد بن عقيل، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول:

( بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فاشتريت بعيرًا، ثم شددت عليه رحلي، فسرت إليه شهرًا،
حتى قدمت عليه الشام فإذا عبد الله ابن أنيس،
فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب، فقال ابن عبد الله؟
قلت: نعم، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني، واعتنقته،
 فقلت: حديثًا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
في القصاص، فخشيت أن تموت، أو أموت قبل أن أسمعه،
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( يحشر الناس يوم القيامة - أو قال: العباد - عراة غرلًا بُهمًا.
قال: قلنا: وما بهما؟
قال: ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد
كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار،
أن يدخل النار، وله عند أحد من أهل الجنة حقٌّ، حتى أقصه منه،
ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة،
ولأحد من أهل النار عنده حق، حتى أقصه منه،
حتى اللطمة قال: قلنا: كيف وإنا إنما نأتي الله عزَّ وجلَّ عراة غرلًا بهما؟

قال: بالحسنات والسيئات )

 4 - عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال:

[ لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار:
هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير، فقال:
واعجبًا لك يا ابن عباس ! أترى الناس يفتقرون إليك
وفي الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم؟
 قال: فتركت ذاك وأقبلت أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وإن كان يبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه
يسفي الريح علي من التراب، فيخرج فيراني فيقول:
 يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك؟ هلا أرسلت إلي فآتيك؟
فأقول: لا، أنا أحقُّ أن آتيك،
قال: فأسأله عن الحديث،
فعاش هذا الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألوني،
فيقول: هذا الفتى كان أعقل مني ]

علو الهمة في الجهاد:
1- أنس بن النضر رضي الله عنه:

عن أنس رضي الله عنه قال:

( غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر،
فقال: يا رسول الله، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين؛
لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرينَّ الله ما أصنع،
فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال:
اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني أصحابه –
وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء. يعني المشركين،
ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ،
الجنة وربِّ النضر، إني أجد ريحها من دون أحد.
قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع
 قال أنس: فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح،
 أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل وقد مثَّل به المشركون،
فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه،
قال أنس: كنا نرى أو نظنُّ أنَّ هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه
 { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }
[الأحزاب: 23] إلى آخر الآية )

2- سعد بن خيثمة رضي الله عنهما: 
عن سليمان بن بلال رضي الله عنه : 
[ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى بدر أراد سعد بن خيثمة
وأبوه جميعًا الخروج معه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم،
فأمر أن يخرج أحدهما، فاستهما،
فقال خيثمة ابن الحارث لابنه سعد رضي الله عنهما:
إنه لابد لأحدنا من أن يقيم، فأقم مع نسائك،
 فقال سعد: لو كان غير الجنة لآثرتك به، إني أرجو الشهادة في وجهي هذا،
فاستهما، فخرج سهم سعد،
 فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر،
فقتله عمرو بن عبد ودٍّ ... ]
الحديث

3- عمير بن أبي وقاص رضي الله عنه:
عن سعد رضي الله عنه قال:
[ رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يتوارى،
فقلت: ما لك يا أخي؟،
قال: إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني،
وأنا أحبُّ الخروج لعلَّ الله أن يرزقني الشهادة.
قال: فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فردَّه، فبكى فأجازه،
فكان سعد رضي الله عنه يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره،

 فقتل وهو ابن ست عشرة سنة ]






         ( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )


اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )



و الله الموفق )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق