السنة النبوية الشريفة
تعجيل الفطور وتأخير السحور
سنن مهجورة
سيدنا محمد
بن عبد الله النبي الأمي الذي أرسله الله بدين الحق ليظهره
على الدين
كله، يعلمنا ويهدينا إلى سبل الخير،
وينجينا من
كل ضلال. فيقول عز من قائل
"هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِيالْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ
مُّبِينٍ
(2). "الجمعة
وفي
إحياء سنتهﷺ أجر عظيم فقد قال:
" من
أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل
من عمل بها من غير
أن ينقص من أجورهم شيئا ومن
ابتدع بدعة ضلالة
لا ترضي الله ورسوله كان عليه مثل آثام
من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا"
ونحن في شهر
رمضان الكريم بنفحاته وروحانيته نلتمس هذا الأجر،
فنعمل على أن
نصحح الأخطاء ونجدد عهدنا مع الله،
ننقب في كنوز
السيرة العطرة لحبيبنا وهادينا رسول الله ﷺ ،
نحاول أن نستلهم
الحكمة من أفعاله،
نذكر بعض سننه
عليه الصلاة والسلام المهجورة،
تقربا إلى الله
سبحانه وتعالى، رجاء الهداية والمغفرة.
إعداد: مختار
عبد الحميد
قال سلمان
الفارسي رضي الله عنه
خطبنا رسول
الله ﷺ آخر يوم من شعبان،
فقال أيها الناس: قد
أظلكم شهر عظيم مبارك،
شهر فيه ليلة خير
من ألف شهر.. شهر جعل الله صيامه فريضة،
وقيام ليله
تطوعاً.. من تقرب فيه بخصلة من الخير،
كان كمن أدى سبعين
فريضة فيما سواه.. وهو شهر الصبر،
والصبر ثوابه
الجنة.. وشهر المواساة..
وشهر يزداد رزق
المؤمن فيه.. من فَطر فيه صائماً،
كان مغفرة لذنوبه،
وعتق رقبته من النار،
وكان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيء
قالوا: يا
رسول الله! ليس كلنا يجد ما فَطر الصائم! فقال رسول الله ﷺ
يعطي الله هذا الثواب، من فطر صائماً على تمرة،
أو على شربة ماء،
أو مذقة لبن.. وهو شهر أوله رحمة،
وأوسطه مغفرة،
وآخره عتق من النار..
من خفف عن مملوكه
فيه غفر الله له، واعتقه من النار..
فاستكثروا فيه من
أربع خصال،
خصلتين ترضون بهما
ربكم، وخصلتين لا غناء لكم عنهما،
فأما الخصلتان
اللتان ترضون بهما ربكم،
شهادة أن لا إله
إلا الله، وتستغفرونه..
وأما الخصلتان
اللتان لا غناء لكم عنهما:
فتسألون الله
الجنة، وتعوذون به من النار..
ومن سقى صائماً،
سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة)
رواه ابن خزيمة
في صحيحه.
بركة السحور
يقول : (تسحروا، فإن في السحور بركة)
متفق عليه،
فإن في السحور تقوية على الصيام،
وكان يتناول طعام السحور إذا أراد صيام فرض أو نفل.
وقد حث على تناوله،
وجعله فارقاً بين صيام المسلمين وصيام أهل الكتاب.
ويقول :
(فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر)
رواه مسلم،
فلا ينبغي ترك هذه السنة المباركة،
أو التبكير بها وتقديمها في منتصف الليل أو قبل الفجر بساعة أو ساعتين،
فإن النبيقال في هذا الشأن:
(عَجلوا الإفطار، وأخروا السحور)
رواه الطبراني وصححه الألباني.
والسنة أن يكون تناول السحور في وقت السحر،
أي قبيل طلوع الفجر بشيء يكفي لتناول طعام السحور،
ويمكن تقديره بنصف ساعة تقريبًا.
ومنه سمي السحور سحوراً،
فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله ،
وزيد بن ثابت تسحرا،
فلما فرغا من سحورهما قام النبي ، إلى الصلاةِ فصلى،
فسئل أنس: كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟
قال: "قدْرَ ما يقرأ الرجل خمسين آية"
رواه البخاري.
ومن الفوائد الصحية لتناول السحور أن
هذه الوجبة المباركة تمنع حدوث الإعياء والصداع في نهار رمضان،
كما أنها تساعد الإنسان على التخفيف من
الإحساس بالجوع والعطش الشديد،
وتمنع هذه الوجبة الشعور بالكسل والخمول والرغبة في النوم،
أثناء ساعات الصيام.
ومن المستحسن أن تتضمن وجبة السحور الخضراوات التي
تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل:
الخس والخيار، الأمر الذي يجعل الجسم يحتفظ بالماء لفترة طويلة،
ويقلل من الإحساس بالعطش أو الجفاف،
كما يفضل أن تحتوي وجبة السحور على أطعمة ذات
سرعة متوسطة في الهضم مثل
الفول المدمس بزيت الزيتون أو الجبن والبيض..
فهذه الوجبة تستطيع أن تصمد في المعدة من 7 إلى 9 ساعات،
فتساعد على تلافي الإحساس بالجوع طيلة فترة الصيام تقريباً
كما تمد الجسم بحاجته من الطاقة..
كذلك يفضل ألا يحتوي السحور على كمية كبيرة من
السكر أو الملح
لأن السكر يبعث على الجوع، والملح يبعث على العطش،
وأخيرا فإن تأخير السحور فيه إعانة على صلاة الفجر.
الإفطار على التمر
أوصى رسول الله بالتعجيل بالإفطار فقال :
“لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر”
رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله :
“قال الله عز وجل: إن أحب عبادي إلي أعجلهم فطرًا”
رواه أحمد والترمذي.
وسن عنه الإفطار على التمر لقوله:
"إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة،
فإن لم يجد تمرًا فالماء فإنه طهور"
رواه أبو داود والترمذي.
وعن أنس رضي الله عنه قال:
“كان رسول الله يفطر قبل أن يصلي على رطبات،
فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن، حسا حسوات من ماء”
رواه أبو داود والترمذي.
ووراء ذلك فوائد طبية وآثار صحية ونفسية مهمة للصائمين.
والتأخير في الإفطار يزيد انخفاض سكر الدم ويؤدي إلى
الشعور بالهبوط العام، وهو تعذيب نفسي تأباه الشريعة السمحة.
كما كانيعجل بصلاة المغرب،
حيث كان يقدمها على إكمال طعام فطره.
وفي ذلك حكمة بالغة فدخول كمية بسيطة من الطعام للمعدة ثم
تركها فترة دون إدخال طعام آخر عليها يعد منبها بسيطا للمعدة والأمعاء،
ويستحب إذا أفطر المسلم على تمر أن يجعله وترًا،
لأن الله وتر يحب الوتر.
كما يستحب الدعاء عند الإفطار والثناء على الله بما هو أهله؛
شكرًا لنعمة زوال المشقة عنه،
والحصول على الثواب العظيم.
روى ابن عمرو عن رسول الله أنه قال:
“إن للصائم عند فطره لدعوة ما تُرَد”.
وكان عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر:
“اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي”
أخرجه ابن ماجة بسند صحيح.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كان النبي إذا أفطر قال:
“اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا،
فتقبل منا إنك أنت السميع العليم”
أخرجه الطبراني في الكبير.
وقال ابن عمر رضي الله عنهما:
كان رسول اللهإذا أفطر قال:
“ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى”
أخرجه أبو داود والحاكم.
ويُسَن لمن أفطر عند غيره أن يدعو له بما في حديث
مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير قال:
أفطر الرسول عند سعد بن معاذ فقال:
“أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة”
(أخرجه ابن ماجة).
فوائد تعجيل الفطور وتأخير السحور
يقول الرسول :
""ما زالت أمتي بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور""
تعجيل الفطــــــــور
وحكمة تعجيل الفطور
تَعْجِيلُ الْفَطُورِ وَتَأْخِيرُ السَّحُورِ
عبد الرزاق عبد المحسن البدر
من منتدي ستار تايمز
لقد تعددت النصوص عن النبي في الأمر بتعجيل الفطور
وتأخير السحور وتنوعت هذه
النصوص في دلالتها على أهمية ذلك ؛ فتارة بالأمر به ،
وتارة ببيان فضله وعظيم ثوابه ، وتارة ببيان بعض الحِكَم العظيمة المترتبة عليه،
وتارة بالنهي عن تركه ، إلى غير ذلك من أنواع الدلالة ،
ومن هذه النصوص :
ما ثبت في الصحيحين أنه قال:
((إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا ،
وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ))
(1)،
وجاء في سنن أبي داود والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال:
((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ ،
فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ))
(2)،
وثبت عنه أنه
((كَانَ لَا يُصَلِّي الْمَغْرِبَ حَتَّى يُفْطِرَ ، وَلَوْ عَلَى شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ ))
(3)،
وقال :
((لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْإِفْطَارَ))
(4)،
وقال : ((لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ))
(5)،
وكان ((إِذَا أَفْطَرَ قَالَ ذَهَبَ الظَّمَأُ ، وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ))
(6)،
وقال :
((هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ يَعْنِي السَّحُورَ))
(7)،
وقال : ((عَلَيْكُمْ بِغَدَاءِ السُّحُورِ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَدَاءُ الْمُبَارَكُ))(8)،
وقال : ((السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلَا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ
فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ))(9)،
وقال : ((إِنَّ السَّحُورَ بَرَكَةٌ أَعْطَاكُمُوهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا تَدَعُوهَا))(10)،
وقال : ((تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجَرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ))(11)،
وقال : ((مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصُومَ فَلْيَتَسَحَّرْ بِشَيْءٍ))(12)،
وقال : ((عَجَّلُوا الإِفْطَارَ، وَأَخَّرُوا السُّحُورَ))(13)،
وقال : ((بكّروا بالإفطار، وأخّروا السُّحور))(14)،
وقال : ((ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور،
ووضع اليمين على الشمال في الصلاة))(15)،
وقال : ((إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُعَجِّلَ إِفْطَارَنَا وَنُؤَخِّرَ سَحُورَنَا ،
وَنَضَعَ أيمَانِنَا عَلَى شمائِلِنا فِي الصَّلاةِ))(16).
وهذه الأحاديث المتعددة والمتنوعة في الأمر بتعجيل الفطور وتأخير السحور تدل
دلالة واضحة على أهمية هذا الأمر العظيم الذي غفل عنه كثير من
الناس جهلاً بأهميته وبالحِكم العظيمة التي
اشتمل عليها والآثار الحميدة التي تترتب عليه ،
بل لو لم يكن في تعجيل الفطر وتأخير السحور إلا
محض المتابعة لرسول الله والاستجابة لأمره وكونه
عبادة عظيمة يتقرب فيها إلى الله سبحانه لكفى به سبباً في
المحافظة عليه وعدم إهماله ،
فإن محبة الله إنما تنال بذلك كما :
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}
[آل عمران:31] ،
وقد ثبت في سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله :
((قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبُّ عِبَادِي إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا))(17)،
وذلك لحُسن متابعتهم وسرعة استجابتهم .
ثمّ إن النبي قد أخبر عن أكلة السحور أنها أكلة مباركة وأن
السحور غداء مبارك وأن فيه بركة ،
وهذا فيه دلالة واضحة على عظيم قدر هذه الطاعة ،
فالبركة تكتنفها من كل جوانبها ؛
بركة في الطعام، وبركة في الفعل نفسه، وبركة في الوقت ،
فحريّ بالصائم أن يتحرى هذه البركة بأن يتسحر ويؤخر السحور ولو
على شربة ماء إن لم يجد شيئاً يطعمه سواها .
والبركة : هي تنزل الخير الإلهي على الشيء ، وزيادته ،
وعموم نفعه ، وزيادة الأجر والثواب فيه ،
فما أعظم السحور وأجلّ قدره !! ومع ذلك يتغافل عنه كثير من الناس ؛
إما جهلاً بفضله ومكانته ، أو إيثاراً للآجل على الآجل ،
فيفضل النوم عليه وغالباً ما يكون سبب ذلك السهر ،
والمصيبة في ذلك تعظم إن كان في أمرٍ محرَّم نسأل الله العافية والسلامة.
ثم إن وقت السحر من أفضل الأوقات وأوفرها بركة ؛
أثنى الله على المستغفرين فيه ،
وهو وقت نزول الرب إلى سماء الدنيا ليغفر للمستغفرين ويجيب الداعين
ويعطي السائلين ويثيب
العابدين بأفضل الجزاء في الدنيا ويوم الدين،
فكيف يحرم الإنسان نفسه من هذا الخير في هذا الشهر العظيم شهر
الطاعة والاستغفار وشهر العتق من النار!! .
والله وملائكته يصلَّون على المتسحرين وصلاة الله :
ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى ،
وصلاة الملائكة : دعاؤهم للعبد ،
فما أجله من شرف وفضل يناله المتسحرون .
وفي المحافظة على تعجيل الفطور وتأخير السحور محافظة على
الخيرية في الناس فإنه من أسبابها ،
إضافة إلى ما فيه من تقوية الجسد وتنشيطه وطرد
الضعف والكسل عنه فترة الصيام .
وجاء في بعض النصوص تصريحٌ بحكمةٍ عظيمة من حِكَم
تعجيل الفطور وتأخير السحور وتنبيه على
أمر ينبغي المحافظة عليه أبداً حتى يكون هذا الدين ظاهراً
وحتى تظل هذه الأمة محافظة على خيريتها ألا وهو :
مخالفة أهل الكتاب من اليهود والنصارى قال :
((فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ))(18)،
((لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ فَإِنَّ الْيَهُودَ يُؤَخِّرُونَ))(19)،
وقال : ((لَا يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ ،
لِأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ))(20)،
فإذا أوصى الشارع بمخالفة اليهود النصارى في هذا الأمر والذي
قد يعده بعض الناس هيِّناً ،
فما بالك بالأمور العظام التي بلي كثير من الناس فيها بالتشبه بهم والسير على
منهجهم ومنوالهم كمشابهتهم في لباسهم وعاداتهم والافتخار بمحاكاتهم حتى في كلامهم
ومأكلهم وشرابهم والفرح والتلذذ بالنظر إلى قبائحهم من كلام ساقط
وعقائد فاسدة وصور خليعة فاضحة ،
ولا شك أن المشابهة الظاهرة تولد توافقاً وميلاً قلبياً في الباطن
والله سبحانه وتعالي يقول:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ
مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة:51]،
وأكثر الناس تأثراً في هذا التشبه الشبابُ والنساءُ ؛
ألا فلينتبه الصائمون وليعتبروا بهذا الشهر العظيم
وليصْدُقوا مع الله ويعقدوا العزم على
ترك هذا التشبَّه بأهل الكتاب فإن ذلك يضر بالفرد وبالمجتمع و
بالأمة جمعاء ويؤثر على الدين كله .
قال شيخ الإسلام في كلامٍ له عن هذا الحديث :
((وهذا نص في أن ظهور الدين الحاصل بتعجيل الفطر
لأجل مخالفة اليهود والنصارى ،
وإذا كان مخالفتهم سبباً لظهور الدين فإنما المقصود بإرسال الرسل أن
يظهر دين الله على الدين كله ،
فيكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد البعثة ))(21).
اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، ووفِّقنا لاتباع شرعك ،
وأعذنا من منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء .
إلهِي لَسْتُ للفردوس أهلاً.. ولا أقوى على النار الجحِيم !
منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق